منى الضميدي: صوت عربي نسائي في صدارة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي عالميًا

في إنجاز لافت يعكس الحضور المتزايد للمرأة العربية في ميادين التكنولوجيا والأفكار العالمية، استضافت إذاعة "نساء FM" ضمن برنامجها الصباحي "صباح نساء"، الأكاديمية والخبيرة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، الدكتورة منى الضميدي، احتفاءً باختيارها ضمن قائمة "100 امرأة مبدعة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" لعام 2025.

تحدثت الضميدي خلال اللقاء عن أهمية هذا التكريم الذي لا يعكس فقط إنجازًا شخصيًا، بل يُعدّ – كما وصفت – “اعترافًا عالميًا بإسهامات النساء العربيات في حقل لا يزال تحت سيطرة العقلية الذكورية إلى حد كبير”. وأضافت: “اختياري هو انتصار لوجهة نظر قادمة من منطقتنا، تقول إن للثقافة والقيم المحلية دورًا لا يُستهان به في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي.”

الضميدي، التي تجمع بين خلفية أكاديمية في الفلسفة وخبرة عملية في قضايا التكنولوجيا، شددت على أن الذكاء الاصطناعي يجب ألا يُنظر إليه كأدوات محايدة، بل كمجال يحمل في طيّاته رؤى وتوجهات أخلاقية تؤثر على المجتمعات. 

ولفتت إلى أن تطوير هذا المجال يجب أن يستند إلى مبادئ إنسانية تراعي العدالة، الشفافية، والخصوصية، وأن يتم إدماج الأبعاد الثقافية المختلفة في بنية أنظمته.

وتناولت خلال الحوار التحديات التي تواجه العالم العربي في هذا المضمار، حيث أشارت إلى وجود فجوة كبيرة في السياسات التشريعية والتعليمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، معتبرة أن الاستيراد الأعمى للنماذج الغربية يشكل خطرًا حقيقيًا على خصوصية المجتمعات المحلية. 

ودعت إلى بناء “مقاربة أخلاقية محلية” تنبع من الواقع العربي

وتستجيب لتحدياته السياسية والاجتماعية.

وقالت الضميدي إن تمكين النساء لا يقتصر على الاستخدام بل يمتد إلى مواقع التأثير وصناعة القرار. وقالت: “وجود المرأة في مراكز اتخاذ القرار يعزز إنتاج تكنولوجيا أكثر عدالة وشمولاً، ويكسر الصورة النمطية عن دورها في المجالات التقنية”.

وفي ختام اللقاء، وجهت رسالة مؤثرة إلى الفتيات والشابات في العالم العربي، حثتهن فيها على كسر الحواجز والدخول بقوة إلى مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا. وقالت: “لا تخفن من التخصصات التقنية. الصوت النسائي ليس فقط مرحبًا به، بل هو ضرورة لتصحيح مسار التكنولوجيا وجعلها أداة للعدالة لا وسيلة للهيمنة”.

المصدر: نساءFM