منى حسن عطية تتحدث لـ “نساء إف إم”.. أول رسالة دكتوراه من غزة كتبت تحت القصف وداخل ملاجئ النزوح 

في قلب الدمار، وبين أصوات القصف وركام الأحلام المهدّمة، استطاعت الطالبة منى حسن عطية من قطاع غزة أن تنير شمعة أمل وسط الظلام، وتسجل اسمها كأول باحثة تقدم رسالة دكتوراه رغم ظروف الحرب والتحديات التي كادت أن تُعيق مسيرتها العلمية.

حيث ناقشت عمادة الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة القدس المفتوحة، بحضور رئيس الجامعة أ. د. إبراهيم الشاعر، أول رسالة دكتوراه في الإرشاد التربوي والنفسي للطالبة مي حسن عطية من قطاع غزة، والتي وسمت بـ “فاعلية برنامج إشرافي تمايزي في خفض الصدمات التي يتعرض لها الأخصائيون النفسيون ورفع مهارات الرعاية المستنيرة للصدمات أثناء أزمات حرب غزة”، وذلك اليوم الثلاثاء ۴-۲-۲۰۲۵ عبر تقنية “تيمز”.

وقالت عطية في حديث مع نساء إف إم “إن الطريق نحو تحقيق هذا الإنجاز  لم يكن مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالعقبات التي تبدأ من انقطاع الكهرباء والانترنت، ولا تنتهي عند أصوات القذائف التي كانت تُسمع أثناء محاضراتها وأبحاثها.”

ومع ذلك، تمسّكت منى بحلمها، مستندةً إلى عزيمة صلبة وإيمان لا يتزعزع بأن التعليم هو أقوى سلاح في وجه الدمار.

وتابعت انه لم يكن الأمر سهلاً، بل كانت تتنقل بين الملاجئ وتحمل معها كتبها لتبحث ع اي فرصة للكتابة وأي وقت يمكنني فيه يمكنها التركيز به وسط كل هذا الألم. وكانت تعلم أن الاستسلام لم يكن خيارًا.

وعند الحديث والتطرق الى التحديات والصعوبات في ظل الحرب وانعدام وسائل الراحة للدراسة قالت إن الحرب لم يكن العائق الوحيد أمام منى، فقد واجهت صعوبات اقتصادية خانقة، وتحديات لوجستية منعت وصول المصادر العلمية بسهولة، بالإضافة إلى معاناة انقطاع الكهرباء والإنترنت لساعات طويلة، مما جعل الوصول إلى المشرفين والمراجع الأكاديمية أشبه بالمستحيل.

ولفتت الى انها وجدت في كل تلك الظروف  تحدٍّ دافعًا للمضي قدمًا، حتى تمكنت من إتمام رسالتها، متجاوزةً كل العراقيل التي كانت تكفي لإحباط أي طالب آخر في ظروف أقل قسوة.

ولم تكن قصة منى مجرد إنجاز شخصي، بل هي رسالة للعالم بأن غزة، رغم الجراح، تظل منارة للعلم والإبداع. إن تقديمها لأول رسالة دكتوراه وسط هذا الدمار هو إثبات حيّ أن العقل الفلسطيني لا يُقهر، وأن إرادة الحياة أقوى من الحرب.

وقالت منى: “هذا الإنجاز ليس لي وحدي، هو لكل طالب وطالبة يحلمون بمستقبل أفضل رغم الظروف القاسية. أردت أن أثبت أن غزة لا تنكسر، وأننا نملك القدرة على الحلم وتحقيقه حتى في أصعب الظروف.”

المصدر: نساء FM