اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
لم يدر ببال نادية جمال الدين حين أنجبت طفلها الأول أنها عقب سنوات قليلة سوف تحصل على جائزة مبادرة كارتييه للنساء عام ۲۰۲۰ ومن بعدها “جوائز نساء أفريقيات” ۲۰۲۲، فضلا عن حصد تأييد الممولين وعقد شراكات كبرى، ولكن كيف بدأت القصة؟
تقول نادية جمال الدين للجزيرة نت “حين أنجبت طفلي الأول كانت لدي الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات من مصدر موثوق، وحين بحثت لم أجد مصادر شافية، كان أكثرها محتوى أجنبيا لا يمس الأم المصرية، لذا أطلقت صفحة ومجموعة على موقع فيسبوك خلال الشهر الأول من الولادة شاركت خلالها التجارب وفوجئت بالإقبال، فقررت حين أتم طفلي شهره السادس أن أحول فكرتي إلى شركة تحمل اسم “راحة بالي””.
نادية -التي تخرجت في كلية التجارة بالجامعة الأميركية وعملت عقب تخرجها في إحدى الشركات العالمية- قررت عندما رأت صغيرها وعاشت معه التجربة لأول مرة أن المسار سوف يختلف بالكامل.
تكمل جمال الدين حديثها “الغاية تبرر الوسيلة، ولا توجد أم تستطيع إتمام المهمة وحدها كما حدث معي، لذا أردت أن أكون سببا في تجربة أمومة سهلة وممتعة، هكذا بدأت في زيارة الأطباء، أدفع لهم مقابل الكشف، وأطلب منهم الرد على الأمهات، وهو ما كانوا يستجيبون له فعلا، مع الوقت توسعت الفكرة، فصارت راحة بالي تتضمن منصة موجهة للأمهات و”كارت” يحمل خصومات للأمهات في خدمات ومنتجات مختلفة، فضلا عن ناد صحي للأمهات وخدمات أخرى”.
اعتادت مروة رخا الكاتبة في مجال العلاقات العاطفية والمحاضرة بالجامعة الأميركية في القاهرة أن يكون يومها مكتظا للغاية، كانت قادرة على العمل من الصباح الباكر وحتى ساعة متأخرة من الليل، بين محاضرات وكتابة، وورش تدريبية في شركات كبرى، تدرب الموظفين على مهارات إدارة الوقت والتفاوض وغيرها من المهارات.
لم تتخيل لحظة أن ينقلب حالها فجأة بسبب الحمل، تقول للجزيرة نت “يتسبب الحمل في تغير الهرمونات بالجسم، كما يسبب ضبابية عقلية، حدث لي هذا فأضر بعملي، فجأة لم أعد قادرة على فهم ما بين السطور أو الإجابة كما يجب، أما عقب الولادة فقد حدث لي ما يشبه فقدان الذاكرة، فجأة نسيت كل ما يتعلق بعملي، سواء في التدريس أو التدريب أو الاستشارات”.
أدركت رخا في تلك اللحظة أن مصادر كسب رزقها قد توقفت، وتقول “عند تلك اللحظة رتبت أولوياتي من جديد، وكان في مقدمتها ابني آدم، قررت أن أمنحه أفضل ما لدي، كما قررت أن يكون تعليمه منزليا، وعليه يجب أن يكون عملي من البيت أيضا، حيث لم تعد لدي مساحة للخروج وفي يدي طفل رضيع”.
وأضافت رخا “عملت بالترجمة واستشارات التسويق ودعم أمهات الرضاعة الطبيعية، حتى وجدتني أرغب في دراسة المنتسوري بصورة منظمة، لذا سعيت للحصول على دبلوما من الخارج، كانت تكلفتها وقتها ألفي دولار منحها لي أبي هدية، ثم واصلت التعلم، حتى أني كنت أستدين أحيانا لأواصل، حيث أصابني الانبهار بما تعلمت، وهنا شعرت أن الطريق تم رسمه لي سلفا، وتحولت من متعلمة إلى محاضرة في مجال المنتسوري، انفتح لي الطريق لكتابة المقالات وتقديم الورش التدريبية عبر الإنترنت، وقدمت فقرة ثابتة حول الأمر في التلفزيون لفترة، ومن هنا اشتهرت بعدما حصلت على دبلومات عدة في المنتسوري، ولكن الأمر لم ينته عند ذلك الحد”.
اتبعت مروة مع صغيرها أسس المنتسوري وصولا لمرحلة من ۹ إلى ۱۲ تلك التي يمتلك فيها الطفل وقتا كافيا للتعلم الذاتي، تقول “فوجئت أنه يتعلم برمجة، وهو أمر لا أفهمه، لكنني لم أتدخل، وكان مشروعي التالي عقب تقديم الكورسات والاستشارات في مجال المنتسوري أن أبدأ في مجال الكتب التفاعلية، لكن واجهتني العديد من المشاكل التقنية التي كادت أن تحول دون صدور الكتاب، خاصة أنه عقب الاتصال بالدعم الفني لم أحصل على دعم يذكر، لكن حين رآني آدم قد شارفت على اليأس تدخل ونجح فعلا خلال ثلاثة أيام في حل كل المشكلات، وسط ذهولي”.
وتابعت “صار آدم هو الدعم الفني الحقيقي لي، من دونه لم يكن شيئا ليخرج إلى النور، فمعه وبسببه قدمت مونتسوري مصر، وعبر ما تعلمه قدمت مشروعي الأخير حديث النحل والطيور لتعليم الأطفال التربية الجنسية بصورة علمية، صار آدم يحضر الاجتماعات مع الدعم الفني بصحبتي، أنا مدينة لآدم بكل شيء”.
واحدة من كل ۵ شركات تبلغ إيراداتها أكثر من مليون دولار هي شركات مملوكة للنساء، لذا فالحلم ليس بعيدا كما يبدو، كل ما يتطلبه الأمر هو التأكد في البداية من حجم المجهود الذي يمكن للأم أن تبذله، والوقت المتوفر لديها، وكذلك نوعية العمل الذي تريد امتلاكه بناء على خبرتها السابقة:
ومن بين نماذج الأعمال التي يمكن للأمهات البدء فيها من الصفر منزليا: التحرير، التدقيق اللغوي، إنشاء المحتوى، كتابة النصوص، الاستشارات، تحسين محركات البحث، التصوير الفوتوغرافي، إدارة مواقع التواصل، التخطيط للأحداث، أو ربما يمكنك انشاء متجر عبر الإنترنت لبيع الملابس والأغراض المختلفة.
كما يمكن أيضا تقديم الخدمات الشخصية غير المحسوبة كدوام كامل، مثل الدروس الخصوصية في مجالات دراسية أو في مجال الموسيقى، أو مجالسة الأطفال، أو العناية بالحيوانات الأليفة خلال سفر أصحابها، والتصميم الداخلي والاستشارات الهندسي، ومدربة لياقة بدنية أو مدربة يوغا، وطاهية شخصية للمحترفين المشغولين، وفنانة مكياج، ورسامة مستقل، ومصممة غرافيك، والعمل بمجال الأداء الصوتي، والتسويق، وصانعة محتوى في مجال تخصصك عبر الإنترنت.
المصدر : الجزيرة