اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تحذر مروة رخا، المتخصصة في التربية والتعليم بطريقة منتسوري، من موضوعيين رئيسيين قد يتعامل معهما الوالدان بنية تحفيز الطفل وتشجيعه، لكن تأثيرهما الحقيقي على الطفل سيئ للغاية.
تصف رخا في حديثها للجزيرة نت مقارنة الطفل بالآخرين بـ”الكارثة”، قائلة إن مقارنة الطفل بزملائه أو أصدقائه أو أخوته أمر بالغ الخطورة لأنه يفقده الثقة بنفسه. وتعتبر رخا المقارنة “سرقة لبهجة الطفل” لأنها تعرضه للتوتر والضغوط النفسية.
وعند مقارنة الطفل بالآخرين أو سماعه ذلك سواء في الدراسة أو الرياضة أو الأنشطة الأخرى، قد يصاب بخيبة أمل، ويفقد الثقة في نفسه وفي قدراته. لذا، يجب على الآباء أن يدركوا أن كل طفل فريد ولديه قدرات خاصة تميزه عن غيره، وأن استخدام المقارنات وسيلة للتحفيز والتشجيع قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
انتقاد جسم الطفل بسبب زيادة وزنه وعدم توافقه مع المعايير المجتمعية يؤثر على تقديره لذاته، على الرغم من كونه ما زال طفلا. وتؤكد رخا أنه حتى زيادة وزن الطفل ليست خطأه لأنه يتناول ما يقدمه له الوالدان.
إذا كان هناك خوف من الأمراض ورغبة من الوالدين في أن يكون الطفل أكثر صحة وشعورا بالسعادة تجاه نفسه، يجب مساعدته بشكل إيجابي من خلال إعداد طعام صحي مغذ وممارسة التمارين الرياضية معه، “ومن الضروري أن تشاركه الأسرة نوعية الطعام الصحي حتى لا يشعر أنه معاقب”.
تؤكد رخا على ضرورة مشاركة الأطفال في مناقشة المور الحياتية المختلفة لأنها تطور عقولهم وتكسبهم مهارات حياتية ضرورية، ومع ذلك تشير رخا إلى أن هناك أمورا يجب التحدث فيها مع الطفل بضوابط، منها:
تحذر رخا من أن المشكلات الزوجية الشديدة، المصحوبة بالعنف أو الصراخ، يمكن أن تؤثر سلبًا على الطفل. ومع ذلك، تؤكد أنه من المفيد للأطفال أن يشاهدوا كيفية تعامل الوالدين مع الخلافات بطريقة حضارية، حيث يمكنهم تعلم مهارات التواصل وحل المشكلات والتفاوض والتعامل مع وجهات النظر المختلفة.
وتشدد المتخصصة في التربية والتعليم بطريقة منتسوري على أهمية أن يكون الوالدان نموذجًا يحتذى به في كيفية التعامل مع المشكلات، لأن الأطفال الذين يكبرون في بيئة تخفي عنهم المشكلات لن يتعلموا شيئًا من مهارات الحياة وحل الخلافات. فـ”تقديم صورة غير واقعية عن الزواج، وكأنه يخلو من المشكلات، ينقل لهم تصورًا خاطئا عن العلاقات عمومًا والزواج خصوصا”.
رغم تأكيد رخا أن التحدث عن الأزمات المالية أمر ضروري للطفل ويكسبه مهارات حياتية، فإنها تشير إلى ضرورة أن يكون الطفل في عمر مناسب يسمح له باستيعاب الأمر.
وتقول رخا يجب على الوالدين إشراك الطفل في الأمور المالية ليتعلم وقت الضائقة تحديد أولوياته وكيفية التخلي عن الرفاهية غير الضرورية وكيفية تسديد الديون، مضيفة “لكن الخطأ هو لوم الطفل على الضائقة المالية وتحميله مسؤولية ذلك”.
من حق الطفل انتقاد معلمه كأن يقول رأيه الواضح والصريح فيه سواء بشأن طريقة تدريسه وقدرته على إيصال المعلومة والتعامل معه، وعلى الأهل تشجيع الطفل على ذلك ومشاركته. في الوقت نفسه تؤكد رخا على ضرورة أن يكون النقد بأسلوب مهذب حتى يتعلم الطفل ضرورة احترام المعلم.
تؤكد ريم عمران استشارية التربية وأخصائية تعديل سلوك الأطفال وصعوبات التعلم، أن بيئة الطفل ودور الوالدين يلعبان دورًا حاسما في تكوين سلوكياته. وفي حديثها للجزيرة نت، تشير ريم إلى أن الأطفال يتعلمون من القدوة أكثر من أي وسيلة تعليمية أخرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بالوالدين.
وتوضح ريم عمران أن الأطفال في سن مبكرة يميلون بشكل طبيعي إلى التقليد والمحاكاة، وهي سمة طبيعية لهذه المرحلة العمرية. وترى أن الوالدين يمثلان في نظر أطفالهم أبطالًا خارقين ومصدرًا رئيسيًا للأمان.
وتستند ريم إلى نظرية التعلم الاجتماعي التي تفترض أن الإنسان كائن اجتماعي يتأثر بسلوك الآخرين ومشاعرهم. ووفقًا لهذه النظرية، يتعلم الأطفال من خلال الملاحظة والتقليد سواء من الأشخاص المحيطين بهم أو من خلال الوسائط المختلفة مثل الكتب الصور والتلفزيون.
لأن الوالدين قدوة للطفل، يجب عليهم مراعاة ذلك. تقول ريم إن الآباء ليسوا ملائكة، ومن الطبيعي أن يخطئوا، لكن هناك أخطاء مع ارتكابها وتكرارها يتعلمها الأطفال وينتهجونها مثل:
من أكثر الأشياء المؤذية هي الكذب أمام الطفل، حتى لو كان كذبا بسيطا مثل أن ينكر أحد الوالدين وجوده في البيت حتى لا يقابل شخصا أو يرد على الهاتف. من السهل جدا أن يتعاطى الطفل مع تلك العادة ويكذب هو الآخر حتى يصبح طبعا من الصعب التغلب عليه.
يحاكي الطفل والديه عندما يلاحظ أنهم يقضون وقتا أطول مع الأجهزة الإلكترونية كالهاتف أو الحاسوب، من الضروري الالتفات إلى قضاء المزيد من الوقت في قراءة الكتب واللعب في الهواء الطلق والاستمتاع بالتجارب الممتعة معه.
التذمر أمام الأطفال أمر سيئ جدا، ومع ملاحظة الأطفال أن والديهم يشكون ويتذمرون دائما فسوف يفعلون ذلك أيضا. ولن يرضى الأطفال أبدا عن أي شيء يمتلكونه لأنهم نشؤوا مع والدين، أو أحدهما، دائم الشكوى.
السباب أو وصف أحد بصفة سيئة يترك أثرا سلبيا على الطفل. مع سماع الطفل لتلك الكلمات، فإنه سيرددها وتصبح جزءا رئيسيا في سلوكه وتعامله مع الآخرين.
تنصح ريم بعدد من الإستراتيجيات التي تساعد الوالدين في التعامل مع الأطفال، منها:
۱- الثناء عليهم حتى في إنجازاتهم الصغيرة لمنحهم الثقة في النفس وتقدير الذات.
۲- إظهار التقدير والاحترام للمعلمين والأصدقاء والآخرين بشكل عام.
۳- ممارسة الرياضة واتباع العادات الغذائية الصحية.
۴- النقاش الهادئ والإيجابي بين الوالدين يسهم في زيادة إدراكهم لواقع الحياة، ويؤكد لهم أن الخلافات يمكن أن تحدث، لكن الهدوء هو الطريقة المثالية للتعامل معها.
۵- التحلي بالصدق يسهم في تكوين شخصية قوية قادرة على مواجهة الأخطاء وتحمل المسؤولية.
۶- استقطاع وقت مخصص للتحدث معهم وإشراكهم في مسائل الحياة والأسرة بما يتناسب مع أعمارهم.
۷- ممارسة هوايات مشتركة مثل القراءة أو الرسم أو التلوين، يعزز ذلك عند الطفل شعور الطمأنينة والتعاون والمشاركة مع الآخرين.
المصدر : الجزيرة