نازحات غزة… حياة في الخيام بحثًا عن الأمان المفقود!

بين ركام المنازل والمخيمات المؤقتة، تبحث نساء غزة عن الأمان المفقود. فقدان البيوت لم يكن مجرد خسارة مادية، بل بداية لمرحلة من التشرد والمعاناة اليومية ، حيث أصبح النزوح القسري جزءًا من حياة آلاف النساء اللواتي فقدن كل شيء ، وأصبحن في مواجهة واقع قاسٍ لا يرحم.

النزوح القسري… كارثة بلا حلول

وفقًا لتقرير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ، فإن ۹۰% من سكان غزة نزحوا قسرًا، أي أكثر من ۲ مليون شخص ، بينهم مئات الآلاف من النساء اللواتي فقدن منازلهن ويعشن في ظروف مأساوية.

 1.8 مليون نازح يعيشون في مراكز الإيواء التي تعاني من اكتظاظ شديد ، مما يحرم النساء من الخصوصية والاحتياجات الأساسية ويزيد من معدلات انتشار الأمراض المعدية.

 690 ألف امرأة وفتاة في غزة يفتقرن إلى المستلزمات الصحية الأساسية ، مما يعرضهن لمخاطر صحية متزايدة في بيئة غير مجهزة للرعاية الطبية.

قصص نساء غزة… شهادات حية من قلب المأساة

أم سعد ، أرملة تعيش في خيمة منذ أكثر من عام، تقول”لم أعد أشعر أنني إنسانة، لا ماء، لا

كهرباء، لا خصوصية… فقط الانتظار للمجهول.”

ريم أبو عيشة ، أم لثلاثة أطفال، تقول :”أطفالي ينامون على الأرض، لا أملك ما يكفي لإطعامهم، وأخشى عليهم من الأمراض.”

سعاد مقبل ، نازحة من شمال غزة، تصف معاناتها: “حتى دخول الحمامات صار يحتاج طابورًا! أين كرامتنا؟ نحن بشر ولسنا مجرد أرقام في التقارير!”.

كارثة إنسانية… وغياب الحلول

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يؤكد أن النساء النازحات في غزة يواجهن ظروفًا غير مسبوقة من القهر والمعاناة ، حيث يفتقدن للمأوى المناسب، الملابس الأساسية، والغذاء الكافي.

المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يصرّح بأن هذه الأعداد الكبيرة من النازحين تحتاج إلى حل جذري لإنهاء معاناتهم المتواصلة ، مطالبًا المؤسسات الدولية بتوفير مساعدات عاجلة.

الأونروا أعلنت نفاد مخزونها من الطحين ، مؤكدة أن الكميات التي دخلت قبل أيام لا تكفي سوى شريحة محدودة جدًا من السكان ، مما يهدد حياة آلاف النساء والأطفال الذين يعتمدون على المساعدات

الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

إلى متى يستمر النزوح؟

في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال مطروحًا: إلى متى يستمر تشريد النساء؟ وهل سيكتفي العالم بمراقبة المعاناة عن بعد، أم أن هناك تحركًا جادًا لإنقاذ آلاف النساء والأطفال من هذا المصير القاسي؟

نساء‌FM