اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
منذ صباح اليوم السبت، تتوجه النسوة إلى مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهن، خاصة في ولايات الداخل، وبعضهن فضلن التزين بالأعلام الوطنية كدلالة رمزية على الانتماء وحب الوطن.
المناضلة في حركة مجتمع السلم، مسعودة إحسان شروف، واحدة ممن توجهن إلى مكتب الانتخاب الواقع في مدرسة حمداش بشير بمنطقة واد السمار في الضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية. تقول مسعودة إحسان: “اليوم أكمل رسالتي بأدائي واجبي الانتخابي وأعمل متطوعة ممثلة لمرشح الحركة (عبد العالي حساني) بكل حبّ وتفان لخدمة حركتي ووطني”.
وتضيف المتحدثة التي كانت عضوة سابقة في المجلس البلدي، “بصفتي مناضلة في حركة مجتمع السلم موجودة في الميدان منذ انطلاق الحملة الانتخابية، أقوم بدوري لإيماني ببرنامج مرشح الحركة عبد العالي حساني الشريف، قمت بحملة انتخابية على مستوى الحي الذي أسكن فيه، وعلى مستوى الولاية مع نساء وبنات الحركة ذهبنا للمساحات الكبرى والفضاءات المفتوحة”.
مثل مسعودة إحسان كثيرات اخترن الانخراط في الممارسة السياسية، في أحزاب وتيارات مختلفة، وسهرن خلال الحملة الانتخابية عبر إسناد ودعم المرشحين الثلاثة الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني والسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، سواء في التنظيم أو في التجمعات الشعبية التي شهدتها المدن والبلدات الجزائرية، وغصت القاعات بالنساء، خاصة مع حزمة قرارات وخيارات ساعدت بشكل كبير في تكريس تقدم نوعي للمرأة في الحقل السياسي والمحطات الانتخابية، عززت في الوقت نفسه تجارب أحزاب سياسية رائدة في الاهتمام بمشاركة المرأة في صفوفها.
إطلالة في مراكز التصويت توضح حجم الحضور النسوي اللافت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية وجزء مهم من المشرفين على مكاتب ومراكز التصويت هو من النساء، واليوم اهتمت وسائل الإعلام بتصويت بطلة الملاكمة الأولمبية إيمان خليف في مركز الاقتراع بابتدائية عبد الحميد بن باديس في قريتها بيبان مصباح بولاية تيارت غربي الجزائر.
وتقول خديجة مسعدي التي صوّتت في مكتب اقتراع في المرادية بأعالي العاصمة الجزائرية، ونشطت خلال الحملة لصالح حملة تبون: “لقد انتخبت، وأدليت بصوتي، عن قناعة تامة، النساء يصوتن لأنهن استفدن من مزايا كثيرة في السنوات الأخيرة، وهناك فرق كبير بين وضع المرأة في الجزائر الآن، ووضعها في ظروف سابقة، لذلك يمكنها قلب الموازين في هذه الانتخابات أو في غيرها”.
ويرجع الحضور النسوي إلى تغير ملحوظ في تعاطي المرأة مع العمل والحقل السياسي والانتخابي، إذ تشير بيانات السلطة المستقلة للانتخابات، إلى أنّ ۴۷% من الناخبين المسجلين في اللائحة الانتخابية من النساء؛ أي ما يعادل ۱۱ مليون ناخب من مجموع ما يقارب ۲۴ ميلون ناخب. وفي الغالب تكون النسوة الأكثر تصويتاً في الانتخابات الجزائرية، مقارنة مع الشباب الذكور، ما يعني إمكانية أن تلعب النساء دوراً كبيراً في حسم نتائج الانتخابات الرئاسية اليوم، سواء في ما يخص رفع نسبة المشاركة، أو في حصة كل مرشح من بين المرشحين الثلاثة، تبون وأوشيش وحساني.
تقول الباحثة في العلوم السياسية بجامعة الجزائر، كريمة عمارة: “بطبيعة الحال، المرأة يمكنها أن تحسم نتائج الانتخابات، سواء كانت مشاركة في العملية الانتخابية كناخبة أو مراقبة لمراكز التصويت، على الرغم من أننا أمام انتخابات لا توجد فيها المرأة ضمن لائحة المرشحين، لكن أهميتها كعنصر حاسم هو الذي دفع المرشحين إلى استقطابها ومغازلتها في خطاباتهم وبرامجهم الانتخابية، لأن النساء أكثر من يصوتن مقارنة بالرجال”.
وتضيف أنّ “التجربة الحالية للانتخابات وسياقاتها، تضع المرأة دوماً في سلم الوصول إلى المناصب القيادية في الاستحقاقات السياسية والانتخابية المقبلة، وهذا يفرض إعادة النظر في تموقعها في مساحات القرار وفضاءات الممارسة السياسية على مستوى الأحزاب، لفرض وجودها في الترشح لاحقاً على مستوى الهيئة التشريعية ثم المحلية”.
المصدر: شفقنا