اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
يقطن تلك الخيام الآلاف ممن نزحوا من مدينة غزة وشمالها، وسط ظروف معيشية صعبة، وعدم توفر الكهرباء والمياه والطعام لساعات طويلة يوميا، وأحيانا تمتد لأيام.
هناء أبو زيد (۵۵ عاما) من مخيم جباليا، تعيش داخل إحدى خيام الإيواء، وتعاني من أزمة صدرية، يرافقها جهاز خاص تستخدمه كي يساعدها على التنفس.
تواجه أبو زيد، صعوبة كبيرة، في توفير طاقة لتشغيل الجهاز، كما هو حال سكان خيام الإيواء، في ظل الانقطاع التام للتيار في قطاع غزة منذ بداية الحرب، غير أن صهرها يذهب لداخل مكاتب أفراد أمن مركز الإيواء، لشحن بطارية صغيرة كي يتمكن الجهاز من العمل.
تقول أبو زيد، متثاقلة في الحديث وبصوت شاحب بسبب مرضها: “تنقلنا بسبب القصف من مكان لآخر، وسط خوف ورعب، حتى وصلنا إلى هذه الخيام، فالحرارة مرتفعة هنا ولا يوجد تهوية، وقد تسبب هذا بالاختناق لي، ولم أنم الليل”.
وتشير “أبوزيد”، إلى أنها لا تستطيع التحمل، وتخشى على حياتها إن بقيت طويلا هنا في الخيمة، وليس بيدها فعل شيء سوى خيارين كلاهما أصعب من الثاني، “إما انتهاء الحرب والعودة لمنزلها المقصوف لتتلقى الرعاية الأولية والعلاج، أو البقاء في انتظار الموت في الخيمة”.
وتضطر كما هو حال جيرانها في الخيام، إلى الجلوس خارج الخيمة طوال اليوم، هربًا من الحر وعدم توفر الكهرباء، وسط خشيتها من تردي الوضع الصحي لها.
والسبت، ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي بلاغا تحذيريا على سكان شمال غزة، يطالبهم بالتوجه جنوب القطاع، محذرا بأن من لا يمتثل لتلك الأوامر، فمن الممكن تحديده على أنه “شريك في تنظيم إرهابي”.
ولليوم السادس عشر على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، أدت إلى استشهاد ۴۶۵۱ فلسطينيا، بينهم ۱۸۷۳ طفلا و۱۰۲۳ سيدة، وأصابت ۱۴۲۴۵، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.
فيما أعلنت وزارة صحة الاحتلال عن مقتل ۱۴۰۰ إسرائيلي وإصابة ۵۱۳۲ آخرين. بينما أسرت حماس ما يزيد عن ۲۰۰ إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من ۶ آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
ويعيش في غزة نحو ۲٫۳ مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية في ۲۰۰۶٫
المصدر : العربي الجدید