اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
يعتبر هذا المسؤول أحد الأشخاص في حكومة طالبان الذين ينتقدون قضية حظر تعليم البنات والنساء، وهذا ما دفعه للشكوى من “شيوخ قندهار”.
المقصود بشيوخ قندهار هم العلماء المقربون من هبة الله أخوند زاده، زعيم حركة طالبان. وهذه الحلقة تلعب دورًا كبيرًا في السياسات العامة لنظام طالبان، بما في ذلك قضية حظر تعليم البنات.
في ۲۴ من يناير، يُحتفل بيوم التعليم العالمي، حيث يتم التركيز على قضايا التعليم في مختلف أنحاء العالم. أما في أفغانستان، ففي السنوات الثلاث الماضية كان السؤال الأساسي هو متى سيتم السماح للفتيات في الصف السادس وما فوق، وكذلك الطالبات والنساء في الجامعات، بالاستمرار في تحصيل العلم؟
متى أُغلقت المدارس والجامعات أمام الفتيات؟ في ۳ من أبريل/نيسان ۲۰۲۲، وبعد سبعة أشهر من عودة حكومة طالبان إلى السلطة، توجهت الطالبات إلى المدارس في بداية العام الدراسي، لكنهن أُجبرن على العودة إلى منازلهن دون أن تبدأ الدروس. وكانت حكومة طالبان قد صرحت قبل يومين أنه يمكن للفتيات الذهاب إلى المدارس، إلا أن قرارهم تغير بسرعة.
في تلك الأيام، قالت إحدى الطالبات وهي تبكي في مقابلة مع طلوع نيوز: “عندما سمعت الخبر (السماح بالذهاب إلى المدرسة) كنت سعيدة جدًا لدرجة أنني بكيت، لكنني اليوم أشعر بالألم الشديد.”
وقد تبع قرار حظر الحضور إلى الصف السادس وما فوق، سلسلة من القرارات التقييدية الأخرى ضد الفتيات والنساء، بما في ذلك منعهن من الذهاب للعمل أو إلى الجامعات.
بعد تسعة أشهر، أعلنت وزارة التعليم العالي في حكومة طالبان أنه لا يُسمح للنساء والفتيات “حتى إشعار آخر” بالاستمرار في الدراسة في الجامعات الحكومية والخاصة.
لماذا أُغلقت المدارس والجامعات أمام الفتيات والنساء؟ في نفس اليوم الذي تم فيه منع الفتيات من الذهاب إلى المدارس، قال المتحدث باسم وزارة التربية: “المدارس الثانوية للبنات ستظل مغلقة حتى إشعار آخر”. وأضاف أن القرار جاء من أعلى الجهات دون مزيد من التوضيح.
وزير التعليم العالي في حكومة طالبان، ندا محمد نديم، ذكر على الأقل خمس أسباب لقرار إغلاق الجامعات أمام الفتيات والنساء:
ما هي وعود حكومة طالبان بخصوص إعادة فتح المدارس؟ بعد ثلاثة أشهر من عودة حكومة طالبان إلى السلطة، قال وزير التعليم آنذاك نور الله منير: “إمارة الإسلام (حكومة طالبان) لا تعارض تعليم النساء، بل تعتبره حقًا إسلاميًا وقانونيًا. يجب أن يتم التعليم في المجتمع الإسلامي وفقًا للإطار الإسلامي.”
وقال إنه يتم العمل على خطة شاملة من قبل العلماء الدينيين لتعليم النساء بما يتماشى مع ثقافة أفغانستان والشريعة الإسلامية.
وقال المتحدث باسم وزارة التعليم في نفس اليوم الذي تم فيه الإعلان عن منع التعليم للفتيات في الصفوف السادسة وما فوق: “ستُفتح هذه المدارس بعد اتخاذ قرار بشأن ملابس الطالبات والمعلمين بما يتوافق مع القوانين الشرعية والتقاليد الأفغانية.”
لماذا لم تتحقق الوعود؟ حتى الآن، كل ما قالته حكومة طالبان كان يتمحور حول نقطتين: الأولى أن هذا الحظر “حتى إشعار آخر”، والثانية أن السبب هو العمل على توفير بيئة تعليمية وفقًا للقوانين الشرعية والتقاليد الأفغانية.
مرّت حكومة طالبان إلى عامها الرابع، ولكن لا تزال هناك علامات استفهام حول إعادة فتح المدارس والجامعات للفتيات.
قضية تعليم الفتيات والنساء هي واحدة من المواضيع التي تسببت في حدوث خلافات بين مسؤولي حكومة طالبان. تشير ردود بعض المسؤولين إلى أن هناك أعضاء في الحكومة يعارضون حظر التعليم للفتيات.
وقد نقل عن أحد وزراء حكومة طالبان أنه بعث رسالة إلى زعيم طالبان قائلاً: “لقد فقدنا الحكم في المرة الأولى بسبب عدم تسليم أسامة بن لادن لأمريكا، وهذه المرة قد يؤدي حظر تعليم الفتيات إلى خسارة الحكومة.”
لكن القضية هي أن هبة الله أخوند زاده ومعه حلقته الدينية المقربة لا يبالون بهذه التحذيرات والمطالب. وفقًا لبعض المسؤولين في طالبان، “أمير المؤمنين لا يُحاسب”. وحتى الآن لم يُصدر زعيم طالبان أي تصريح علني بشأن أسباب حظر تعليم الفتيات.
وقال مصدر حضر عدة اجتماعات مع هبة الله أخوند زاده إن المسؤولين مثل سراج الدين حقاني وزير الداخلية وملاء يعقوب وزير الدفاع، عندما يذهبون إلى قندهار للحديث مع هبة الله أخوند زاده، “يحافظون على مسافة ولا يناقشونه بشكل مباشر، بل في بعض الأحيان يتجنبون النظر في عينيه.”
ليس من الواضح إلى أي درجة تصل الخلافات الداخلية داخل حكومة طالبان، ولا متى ستحقق الحكومة وعودها بخصوص إيجاد بيئة تعليمية مناسبة، لكن الواقع هو أن طالبان حتى الآن فشلت في خلق بيئة تعليمية مناسبة للنساء والفتيات، حتى من خلال عدساتهم الخاصة.
المصدر: شفقنا