اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وعلى بعد قليل من المكان الذي جلست فيه، ومددت ساقي لأخفف من تعبهما، لفت نظري نحو صوت رجل وامرأة يبدو أنهما أم وابنها.
جلست المرأة العجوز، بمساعدة ابنها على بساط الاستراحة، ومدت ساقيها المتورمتين بصعوبة. كان وجهه مضطرباً، وهي یحاول أن يطمئن إبنها من أحوالها، لكنه كان يدلك ساقيها ببطء، متجاهلاً احتجاج والدته.
وبدون وعي، غطت ابتسامة الرضا وجمال هذا الحب الآمومة علی وجهي الذي لم يبتعد عن أنظارهم، كما انفتح العبوس المتعب و تغییر أجواء بیننا.
ومن نوع ملابسهم ظننت أنهم من باكستان. اقتربت منهم قليلاً، وسلمتهم باللغة الإنجليزية.
قال الشاب بوجه هادئ، وبكلمات فارسية، لكن بللهجة باكستانية: “مرحباً أختي! أنا أيضاً أعرف قليلا من الفارسية”.
وبما أنني لم أضطر إلى التحدث معه بلغة أجنبية، فقد ألقيت على الفور التحية باللغة الفارسية الحلوة، مع سعادة التعرف عليهما، ولكي لا یخلص الحوار بيننا، قلت على الفور: “حظا سعيدا لك! لقد أحضرت معك كنز حضور الأم .”
أجاب الشاب وهو يدلك ساقي الأم المتورمتين بلطف: “في هذا العالم الكبير لم يبق لي سوى أمي!”، وتابع: “لأن أمي تبقى وحیدةً، و هي الآن معنا و لتقلیل التعب عنها سنذهب بكرسي متحرك، لكن التعب والحرارة سيزعجها أخیرا، و أرجو أن نوصل للكربلاء في الوقت المحدد، وقبل الزحام، حتى يمكننا أن نزور.
تحدثت الأم بلهجة باكستانية ونظرت إلينا بابتسامة. رداً على نظرتي المتفاجئة، قال الشاب: أمي تقول إنها تتمنی الزیارة کربلاء، وتحب أن تزور الزیارة قبل أن تموت.
فقلت على الفور: إن شاء الله ستزور الکربلاء، لا تقلق، الإمام الحسین(ع) تحافظک.
ترجم الشاب كلامي لأمه، فقالت بعض الجمل وهي ترفع يديها للدعاء وتمسح دموع خديها بطرف شالها الأسود.
نظرت إلى ساعة هاتفي، وتذكرت الموعد مع أصدقائي على الأعمدة المقبلة ، وبينما كنت أرمي حزام حقيبتي فوق كتفي، ارتديت حذائي، الذي أصبح الآن مشمعًا بفضل الموكب، واعتذرت لإزعاجهم!
فقال الشاب: أختي المسلمة، ادعي لنا أن يقبل مني الإمام الحسين (ع) هذا العمل، وأن يظل ظل أمي فوق رأسي!
قلت فوراً: “إن شاء الله سيحافظون علیک هذا الكنز الثمين، وسيكتبون لك الأجر، لا شك في أن احترام والدتك سيضمن حياتك! كما عليك أن تدعو لنا، لكي نحصل على هذا المعرفة لعائلاتنا.”