۲ ملیون مرآة شوهها الاحتلال

أكثر من مليوني إنسان في غزة، شوهت الحرب حياتهم، وخربت مفهوم العيش لديهم، حتى وإن كان الغزي يعاني حصارًا دام لعقدين من الزمان، ولكنه كان يتكيف مع أدنى مقومات العيش، وجعل الحصار جزءًا من حياته اليومية، فهل يستطيع التكيف الآن مع التشوهات الإنسانية والبيئية والأخلاقية التي خلقها الاحتلال في الحرب.

كم من شهيد، وكم من مفقود وكم من ضائع تحت الأنقاض، وكم من مخطوف أسير وكم من جريح وكم من مجروح يتلوع ألمًا وكم من طفل مبتور ضاع حلمه بالحياة الطبيعية، وكم من مريض سرطان يتألم دون حبة مسكن، وكم من حامل تلد أرضًا، وكم من رضيع يموت جوعًا، إنها مرايا لا نهائية شوهها الاحتلال ولا زال. 

المرآة التي لا يرى انعكاس البشر فيها

كيف تصل المساعدات إلى غزة.jpg

المرآة التي لا يُرى انعاكس البشر فيها، هي مرآة الموت! لقد وصل عدد الشهداء في غزة ما يقارب ۶۰ ألف شهيد ۷۰% في المثة منهم من الأطفال والنساء، إذ بلغ عدد الأطفال الشهداء ما يقارب ۲۰ ألف طفل شهيد. وما رقارب ۲۰۰ ألف جريح، بعضهم يتلوى ألمًأ من الحروق، وبعض البتر، وفقدان الأعضاء. 

من هذه المرايا التي شوهها الاحتلال، فما عادت تعكس إلا صور الموت، أطفال فقدوا أشلاء وتقطعت أوصالهم واخترقت مئات الرصاصات أجسادهم الطرية الجائعة، الطفلة هند هي اسم نعلم به، سمعنا صوتها وهي تناجي وتنادي بصوت مرتجف، وآلاف آخرون لم نسمعهم من تحت الأنقاض، نادوا ونادوا ونادوا … ثم خفت صوتهم إلى الأبد. 

مرآة الألم الأبدي

عدد الأطفال الشهداء في غزة.jpg

المرآة المشوهة التي تعكس ألم الجراح، إذ لا يمكن تخيل الألم الذي يتحمله طفل بعد أن احترق جسده، أو الطفل الذي بترت أطرافه دون مسكن، وتبلغ إحصائيات الأطفال الجرحى في غزة إلى ما يفوق ۱۰۰ ألف طفل، بعض جروح وتشوهات تدوم إلى الأبد ولا تنتهي حتى بالعلاج. 

غاب في الحرب نحو ۹۱۶ رضيعًا تقل أعمارهم عن عام واحد، في ما بلغ عدد الأطفال الشهداء الذين تتراوح أعمارهم بين (۱–۵ أعوام) ۴,۳۶۵ شهيدًا، وبين (۶–۱۲ عامًا) ۶,۱۰۱ شهيد، أما عدد الشهداء من الفئة العمرية (۱۳–۱۷ عامًا) فقد وصل إلى ۵,۱۲۴ شهيدًا

كانت ندى نوفل، طفل ذات شعر طويل منسدل، كانت لا تخرج إلا وقد تأنقت بفستان جميل، وحذاء يناسب لون الفستان، وحقيبة تلائم الألوان، ومشبك شعر يكمل مظهرها، تذهب إلى بيت جدها وقد عطرتها أمها، كل يوم جمعة. شوهت الحرب مرآة ندى إلى الأبد بعد أن فقدت شعرها، وغرفتها، وأمها وجدها… إلى الأبد!

المرآة المشوهة أخذت حلمي

عدد الجرحى في غزة.jpg

عامر كان يلعب كرة القدم في فريق المدرسة، وكان يشارك في التصفيات المحلية للمباريات، بارع في تمرير الكرات وتسديدها، كان يحلم بأن يكون لاعبًا محترفًا ويشارك في المباريات العالمية. أصابته قذيفة ضيعت حلمه إلى الأبد وشوهت جسده وأخذت منه قطعة ضاع معه حياته ومستقبله. 

مرآة تعكس الحضن الأخير

عدد الشهداء في غزة.jpg

غاب في الحرب نحو ۹۱۶ رضيعًا تقل أعمارهم عن عام واحد، في ما بلغ عدد الأطفال الشهداء الذين تتراوح أعمارهم بين (۱–۵ أعوام) ۴,۳۶۵ شهيدًا، وبين (۶–۱۲ عامًا) ۶,۱۰۱ شهيد، أما عدد الشهداء من الفئة العمرية (۱۳–۱۷ عامًا) فقد وصل إلى ۵,۱۲۴ شهيدًا. في ما بلغ العدد الكلي للأطفال الشهداء مع إحصائية تقريبية للمفقودين تحت الأناقض ما يزيد عن ۲۰ ألف طفل شهيد.

كم من شهيد وكم من مفقود، وكم من ضائع تحت الأنقاض وكم من مخطوف أسير، وكم من جريح وكم من مجروح يتلوع ألمًا وكم من طفل مبتور ضاع حلمه بالحياة الطبيعية، وكم من مريض سرطان يتألم دون حبة مسكن، وكم من حامل تلد أرضًا، وكم من رضيع يموت جوعًا…

احتصنتهم أمهاتهم بحضن أخير، أو بدون حضن، ۲۰ ألف أم ودعت أبناءها إلى الأبد، بحزن عميق وصمت مؤلم ومشهد سيظل خالدًا في ذاكرتهن ما حيين، إذ أصبح أولادهم مرمى للصواريخ والدبابات والقذائف، أثناء لعبهم، ونومهم، أو حضنهن.

 بنفسج