اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وأدت الأوضاع الاقتصادية الصعبة وجائحة كورونا إلى تفاقم المشكلة، حيث تخلّت نساء عن وظائفهن لرعاية أطفالهن، ووجد تقرير صدر العام الماضي أعدته مؤسستي “ماكانزي ولين إن” أن واحدة من كل أربع نساء في أميركا تفكر بترك وظيفتها أو تقليصها.
تقترح الباحثة والكاتبة ديزي داولينغ في تقرير نشرته منصة “هارفارد بيزنس ريفيو”على الأمهات العاملات أن يبدأن بتحديد أنواع التحديات التي يواجهنها، مشيرة إلى وجود خمسة تحديات أساسية؛ وهي:
تدخل التحديات الخمسة السابقة ضمن باب كبير؛ وهو كيفية تحقيق التوازن بين العمل ورعاية الأطفال، وفي هذا السياق تقول الدكتورة ماريان كوبر، عالمة الاجتماع بجامعة ستانفورد، التي تبحث في مجال النوع الاجتماعي ومستقبل العمل، إن “صراع (الإرهاق الأبوي) أصبح أكثر صعوبة منذ جائحة كوفيد-۱۹، خاصة بالنسبة للأمهات”.
وتبين ماريان في تصريحات لمنصة “سي إن بي سي”، أنه وفي ظل عدم وجود أماكن كافية لرعاية الأطفال، وارتفاع تكاليفها، تصل كثير من الأمهات إلى نقطة يقلن فيها لأنفسهن، “لا أعرف إذا كان بإمكاني الاستمرار في العمل”.
ومن المرجح أن تتخذ أمهات اليوم هذا القرار عندما تتراوح أعمار أطفالهن بين ۲ و۵ سنوات، وذلك وفقًا لدراسة حديثة أجرتها مؤسسة “في في” الناشئة لرعاية الأطفال، التي أشرفت على استطلاع رأي لأكثر من ۵۵۰۰ شخص في أكتوبر/تشرين الأول ۲۰۲۲٫
وتضع ماريان خيارات عدة للأمهات العاملات اللاتي يحاولن تربية أطفالهن، دون التضحية بنجاحهن الوظيفي:
لا تسعي للكمال، لأنه غير ممكن، لا يتعلق الأمر بكونك الأم المثالية، بل يتعلق بكونك أمًا جيدة بما فيه الكفاية، وأن يكون لديك توازن بين قضاء كل وقتك في العمل، أو كل وقتك في المنزل.
من السهل أن تشعري بالذنب؛ لأنك لا تقضين وقتًا كافيًا مع أطفالك، أو أنك لا تؤدين عملك كما ترغبين. ولكن لا يمكن لأي والد أو والدة قضاء ۲۴ ساعة يوميًا مع أطفاله، ويحتاج الجميع لفترات راحة ذهنية من العمل. وتوضح ماريان، “صعوبة تقسيم وقتك بين العمل وتربية الأسرة، ليس بالأمر الذي يستحق أن تلومي نفسك عليه”.
طبيعة الحياة الأسرية تعني أن مرونة العمل أمر أساسي، ويسمح بعض أصحاب العمل للأمهات بتغيير جداولهن عند الضرورة، ويثقون في قدرتهن على إنجازعملهن من المنزل في الوقت المناسب. بينما هناك شركات لا تسمح بهذا.
وهنا تقول ماريان، “هذا النوع من الثقافة غير المتسامحة أمر صعب للغاية بالنسبة للأمهات العاملات”، مضيفة أن أفضل رهان لك هو اختيار شركة تسمح بالعمل عن بُعد أو العمل الهجين، وتركز أكثر على النتائج وتحقيق الأهداف بدلًا من الالتزام بأوقات عمل ثابتة.
ورغم أن العمل من المنزل مع الأطفال له عيوب، فإن الأمهات العاملات من البيت كنّ أقل عرضة للاستقالة بنسبة ۳۲% حسب دراسة أجرتها مؤسسة “كاتاليست” في ۲۰۲۱٫
إذا كنت تشعرين بالإرهاق، تجنبي اتخاذ قرار متسرع بالاستقالة. ناقشي الأمر مع عائلتك؛ وعندها ستدركين عدد الخيارات المتاحة لك عندما تتحدثين عنها مع الأشخاص الذين تثقين بهم.
التراجع عن حياتك المهنية لا ينبغي لك أن يكون خيارك الأول أبدًا، خاصة أنه يأتي عادة مع تبعات مالية طويلة المدى. ويمكن أن تؤثر الاستقالة أو الإجازة سلبًا في مستقبلك، وإبطاء تقدمك نحو الترقيات المحتملة.
وتضيف ماريان، “قد يكون من الصعب العودة إلى سوق العمل بعد فترة انقطاع طويلة، وغالبًا تقع السيدات العاملات في شِرك وظائف صديقة للأم، التي تكون بوقت عمل جزئي، أو تقدم أجورًا أقل”.
أما إذا استنفدت كل الخيارات الأخرى، فحاولي التوقف مؤقتًا عن العمل؛ بأخذ إجازة غير مدفوعة الراتب لمدة سنة، بدلًا من الاستقالة وترك العمل بشكل نهائي.
تقول الكاتبة ميشيل ياناكو، في مقال بمنصة “إس آي بيرنت”، إن “الحفاظ على وجودك في حياة أطفالك لا يعني بالضرورة محاولة أن تكوني في مكانين أو ثلاثة أماكن في وقت واحد”. فهناك تطبيقات الهاتف للبقاء على اتصال مع أطفالك ومشاركة حياتهم المدرسية، كما يمكنك مراسلة المعلمين والمدربين عبر البريد الإلكتروني، وغالبًا ما تكون قوائم مستلزمات الفصل، وقوائم القراءة والواجبات المدرسية والنشرات متاحة عبر الإنترنت.
طبيعة الوقت الذي تقضيه الأم مع أطفالها هي التي يتذكرها الأطفال، وليس مقدارها. وتميل الأمهات العاملات لتوفير أطول وقت ممكن لقضائه مع أطفالهن، ولكن تذكري أن نوعية هذا الوقت هي العامل الأهم، وأفضل ثلاثة نشاطات مفضلة للأطفال لقضاء وقت عائلي؛ هي:
المصدر : الجزیرة