اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
يمتلك جسم المرأة الحامل القدرة على توفير كل العناصر الغذائية الضرورية للطفل الرضيع عن طريق الحليب، بينما يستمر في تغذية الجنين داخل الرحم دون التسبب في أية مشاكل صحية أو مخاطر تذكر لكل من الطفل الرضيع والجنين.
فيما أشار الأخصائيين إلى أهمية التوازن الغذائي للأم الحامل، مؤكداً على ضرورة الانتباه للنظام الغذائي والحصول على كل العناصر الغذائية المطلوبة لدعم صحة الأم ونمو الجنين بشكل سليم، بالإضافة إلى توفير الغذاء الكافي للطفل الرضيع.
فيما أكدوا أن الرضاعة الطبيعية خلال الحمل يمكن أن تكون تجربة مُرضية للأم، شرط أن تتم تحت إشراف طبي لضمان سلامة وصحة كل من الأم والجنين والطفل الرضيع.
تحث التوصيات الطبية الأمهات على استشارة الطبيب المختص قبل البدء أو الاستمرار في الرضاعة الطبيعية خلال الحمل، للتأكد من أن الأم قادرة على تلبية الاحتياجات الغذائية الخاصة بها وبطفلها الرضيع والجنين. يُشدد الخبراء على أهمية الدعم الطبي والنفسي للأمهات خلال هذه الفترة الحرجة، لتمكينهن من تجاوز أي تحديات قد تواجههن وضمان استمرارية الرضاعة الطبيعية كجزء طبيعي وصحي من رحلة الأمومة.
في إطار النصائح الطبية المتعلقة بالأمومة، يؤكد خبراء الصحة أن الرضاعة الطبيعية قد تكون مصحوبة بانقباضات رحمية غير مقلقة. هذه الانقباضات، التي لا تشكل خطراً على الجنين، تسمح للأمهات بمواصلة الرضاعة الطبيعية حتى نهاية المدة الموصى بها دون أدنى خوف.
من جهة أخرى، يُشدد الأطباء على أهمية التواصل مع المختصين قبل الاستمرار في الرضاعة الطبيعية خلال فترة حمل جديدة، خاصة في حال وجود حالات خاصة أو مضاعفات قد تزيد من فرص الولادة المبكرة. من بين هذه الحالات الخاصة نذكر: الحمل بتوأم، النزيف، الألم الرحمي، أو في حالات مطلوب فيها من الحامل تجنب العلاقات الزوجية. هذه التوجيهات تعكس العناية الفائقة التي يجب أن توليها الأمهات لصحتهن وصحة أطفالهن خلال هذه الفترة الحاسمة.
خلال فترة الحمل، تمر الأم المرضع بتغييرات متعددة تؤثر على عملية الرضاعة الطبيعية. الثديان والحلمتان يصبحان أكثر ليونة، مما قد يسبب بعض الإزعاج للأم، وفي هذه الحالة، يصبح الفطام خياراً متاحًا. بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ انخفاضاً في إنتاج الحليب بعد الأشهر الأولى من الحمل، وقد يختلف طعمه، خاصة في المراحل الأخيرة، حيث يصبح أقل حلاوة وأكثر ملوحة نظرًا لزيادة محتوى الصوديوم، مما قد يؤدي إلى رفض الطفل للرضاعة.
كما تبرز بعض المشكلات الصحية لدى الأمهات المصابات بالسكري، فقر الدم، أو تلك التي تتبع نظاماً غذائياً نباتياً، بين غيرها من الحالات، مما يستوجب المراجعة الدورية للطبيب أو أخصائي التغذية للتأكد من تلبية الاحتياجات الغذائية والسعرات الحرارية الضرورية للحمل والرضاعة. تُشجع الأمهات الحوامل، وخاصة في حالات الحمل بتوأم أو أكثر، التعرض للنزيف، عدم اكتساب وزن صحي، أو وجود حمل معرض للخطر، على فطام أطفالهن.
يُعدّ حليب الأم مصدراً حيوياً للعناصر الغذائية الضرورية لنمو الرضيع، حيث يتميز بتركيبته الفريدة التي تتلاءم مع احتياجات الطفل حتى عمر ۶ أشهر. الدراسات تشير إلى أن هذا الحليب لا يسهم فقط في تسهيل عملية الهضم للطفل، بل يغذيه بكل المكونات الأساسية لتطوره الصحي. أكثر من ذلك، يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة تلعب دوراً محورياً في تعزيز مناعة الرضيع ضد العدوى والأمراض.
إلى جانب الفوائد الصحية للرضيع، يبرز دور الرضاعة الطبيعية في دعم نموه العقلي وتقليل مخاطر التعرض للسمنة والأمراض السلوكية في مراحل لاحقة من العمر. ولا تقتصر فوائدها على الطفل وحده، إذ تُظهر الأبحاث أن الأمهات اللواتي يرضعن طبيعياً لمدة تزيد على عام، يتمتعن بمخاطر أقل للإصابة بسرطان الثدي والمبيض.
من الملاحظ أيضاً أن الرضاعة الطبيعية تسهم في فقدان الوزن بعد الولادة، مع تأكيد الخبراء على صعوبة هذا الأمر خلال الأشهر الثلاثة الأولى. ويُشدد العلماء على أن الاعتماد كلياً على الرضاعة الطبيعية يُعدّ استراتيجية فعّالة لتقليل خطر إصابة الطفل بالعديد من الأمراض مثل السكري والحساسية وعدوى الجهاز التنفسي، مما يعكس أهمية هذا النهج لصحة الطفل والأم على حدٍّ سواء.
تواجه الأمهات الحوامل والمرضعات تحديات فريدة تتطلب عناية واهتماماً خاصين لضمان صحتهن وصحة أطفالهن. في هذا السياق، يُقدم خبراء الصحة سلسلة من النصائح المهمة التي تساهم في تحسين الحالة الصحية للأم والطفل على حدٍّ سواء:
المصدر: عربي بوست