اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تخرجت علا فكري، من كلية الهندسة قسم الهندسة المعمارية، وعملت في المجال الهندسي لعدة سنوات، ولكن كان هناك شغف آخر يلح عليها من وقت لآخر.
فقد كانت شغوفة بتصميم أنشطة الأطفال وابتكار الألعاب، والذي تعتبره جزءا لا يتجزأ من دراستها وحبها للتصميم المعماري الذي صقل موهبتها، ووسع رؤيتها بشكل كبير، كما قالت في حوار خاص لها مع الجزيرة نت.
كانت بداية فكرة “منهجولا” منذ عامين تحديدا، حينما قمتُ بتصميم لعبة للمعلومات العامة، وكانت اللعبة تساعد اللاعبين في اكتساب قدر كبير من المعلومات من خلال اللعب.
فاقترحتْ عليَّ إحدى الصديقات تنفيذها على المناهج الدراسية، حتى يكتسب الأطفال المعلومات الدراسية في جو مرِح خالٍ من التوتر.
وفعلا قمتُ بتجربة الفكرة والعمل عليها وتصميمها طبقا لأحد المناهج، ومن هنا وُلِدت فكرة “منهجولا”.
وعندما رأيتُ النتيجة حمدت الله عز وجل، وزاد حماسي وقررتُ تنفيذها على مناهج أخرى.
بالطبع كوني أُدرّس لأطفالي ألهمني كثيرا وزاد قناعتي بأن لكل طفل أسلوبا مختلفا في التعلّم واكتساب المعلومات، والفروق الفردية التي لاحظتها بين أطفالي جعلتني أبتكر أسلوبا خاصا للتعامل مع كلٍّ منهم، فمنهم من يدرس بدون مساعدة من أحد، ومنهم من يعشق اللعب ولا يمكن أن يدرس أو يُجذَب انتباهه إلا من خلال اللعب والفكاهة، وبقدر قناعاتنا بتفرد كل طفل وتميزه يلمع نجم هذا الطفل ويتميز.
وبالطبع كثير من هذه الخبرات التي اكتسبتها مع أطفالي وضعتها في لعبة “منهجولا”، بالإضافة إلى خبرتي في تعليم الأطفال من خلال الأنشطة التطوعية التي كنت أقوم بها، وكذلك من خلال حصولي على دبلوم في التربية.
عندما بدأتُ تصميم اللعبة أحببت أن أضع فيها كلمة “منهج”، لكونها مصممة طبقا للمناهج الدراسية، ثم أضفتُ لها اسمي “علا”، فأصبحتْ “منهجولا” (MANHAGOLA)، ووجدت أنه اسم ظريف وخفيف الظل ومناسب للعب من خلال المنهج.
اللعبة ببساطة عبارة عن “بورد جيم” (لعبة لوحية)، يتم لعبها على لوحة مثل الألعاب القديمة، وقد قصدتُ هذا عند تصميمي لـ”منهجولا” كنوع من إعادة تجمع الأسرة مع أطفالها حول لعبة خفيفة الظل، يتبادلون من خلالها الأدوار والضحكات، وينفذون الأوامر بمرح، ويتعلّم الطفل في بيئة داعمة من خلال اللعب مع الأهل أو الأصدقاء أو حتى داخل المدرسة.
تحتوي اللعبة على بطاقات “منهجولا” وهي بطاقات الأسئلة الأساسية، إضافة إلى مجموعة من البطاقات الأخرى التي تحتوي على الأنشطة الظريفة، والأوامر المضحكة التي تساعد أيضا على تنمية المهارات واكتشاف مواهب الطفل.
يمكن ممارسة اللعب بـ”منهجولا” بشخصين على الأقل إلى ۸ أشخاص.
ويمكن لأي عدد داخل الصف الدراسي لعب “منهجولا” أيضا على سجادة لعب بتصميم اللوحة نفسه، وتوضع على الأرض ويتحرك الأطفال حسب أوامر اللعب.
قمتُ بابتكار لعبة “منهجولا” من الألف إلى الياء، وصممتها على برنامج “إليستريتور” الخاص بالتصميم.
وذلك بسبب دراستي للعمارة، وتعلّمي لمعظم برامج الرسم والتصميم، بالإضافة لشغفي بالألعاب وحبي لأنشطة الأطفال منذ الصغر.
كل هذا الخليط جعلني أقوم بتصميمها وابتكار جميع الأنشطة المصاحبة لها.
التعليم باللعب، كما أثبتت الدراسات، يساعد في استيعاب الأطفال دروسهم بنسبة ۸۵% أكثر من الطرق التقليدية، كون أن هذه الطريقة تجذب كل حواس الطفل وانتباهه، وتنمي مهارات التواصل لديه، وكذلك تحفزه للانتباه لخطوات الدرس حتى يربح في اللعب.
وهذا ما اعتمدته عند تصميم “منهجولا” عن طريق خلق جو من التحدي بين الأطفال لاكتساب المعلومات والفوز، وكل ذلك ضمن بيئة من المرح والضحك، وأيضا اكتساب المهارات من خلال الأنشطة الخفيفة الموضوعة في محطات اللعبة.
تتوفر “منهجولا” حاليا بـ۳ لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية.
المواد التي قمت بتجربة “منهجولا” عليها حتى الآن هي مادتا العلوم والدراسات الاجتماعية.
ولكل مادة منهما لعبة خاصة منفصلة، وتشمل معظم أسئلة وأنشطة المنهج.
قمتُ بتجربة مادة الدراسات الاجتماعية على المنهج المصري ولاقت الكثير من الإعجاب من الأهالي والمدرسين والأطفال أيضا.
ومن ثم قمتُ بتنفيذ اللعبة على منهج العلوم الذي يناسب الكثير من المناهج مثل المنهج الأميركي وأيضا البريطاني.
حيث وجدتُ تشابها كبيرا في المواضيع الأساسية بين المناهج، وأطمح إلى أن أقوم بتنفيذ “منهجولا” بشكل موسّع على باقي المناهج بإذن الله.
كون “منهجولا” لعبة بـ۳ لغات، يمكن لأي طفل أن يلعبها مع إخوته وأصدقائه من دون أن يرتبط ذلك بمنهج معين.
وستقوم اللعبة بإكساب الطفل العديد من المعلومات والمهارات المفيدة، لذلك يمكن للطالب العربي أو الأجنبي الاستفادة منها.
أتمنى تطبيق فكرة “منهجولا” على عدد أكبر من المناهج لأرى الأطفال يتعلمون بحب وسعادة، وأساعد ولو بقدر بسيط في تسهيل التعلم على الأطفال وتحبيبهم فيه.
المصدر : نساء FM