جدل متجدد حول حق المتحولات جنسيا استخدام مراحيض النساء.. هذه المرة في الكونغرس الأمريكي

يكاد الجدل حول حقوق المتحولين جنسيا لا ينتهي في الولايات المتحدة، وخاصة حريتهم أو حريتهن في استخدام المراحيض المخصصة. ويعارض الجمهوريون وصول النساء المتحولات جنسيا إلى المراحيض النسائية، بزعم أن هذا من شأنه أن "يحمي" النساء والفتيات، وأشعلت نائبة جمهورية الجدل حول الموضوع بعد أن قدمت نصّا يرمي لمنع أول عضو منتخب متحوّل جنسياً في الكونغرس الأمريكي من الوصول إلى مراحيض النساء في مبنى الكابيتول.

علماً أن حقوق الأشخاص المتحولين جنسيا كانت من بين المواضيع الساخنة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأمريكية الأخيرة، أثار طلب النائبة الجمهورية نانسي مايس في رسالة على منصة إكس انتقادات من المعسكر الديمقراطي يوم الثلاثاء في ۱۹ تشرين الثاني/ نوفمبر ۲۰۲۴٫

وكتبت مايس في معرض طرحها لمشروع القرار “ليس من حق الرجال البيولوجيين أن يتواجدوا في الأماكن الخاصة بالنساء”.

ويستهدف النص الديمقراطية سارة ماكبرايد، التي أصبحت في بداية تشرين الثاني/نوفمبر أول امرأة متحولة جنسيا يتم انتخابها لعضوية الكونغرس الأمريكي، وقد أثار تنديدا واسعا لدى الديموقراطيين.

المعسكر الديمقراطي ينتقد طلب النائبة الجمهورية

وفي تعليق على هذا الطلب، قالت النائبة بيكا بالينت إن النص ينطوي على “شر لا محدود”، واصفة الاقتراح بأنه “بغيض”.

ورأى مارك بوكان، رئيس لجنة الدفاع عن مجتمع المثليين في الكونغرس الأمريكي، أن “قرار نانسي مايس خطوة مثيرة للشفقة لجذب انتباه الرئيس المنتخب دونالد ترامب ووسائل الإعلام”، معتبرا أن “المتحولين جنسيا يدفعون ثمن ذلك”.

وعندما سُئل الزعيم الجمهوري في مجلس النواب مايك جونسون عن الموضوع، أكد أن هذه “قضية لم يُضطر الكونغرس إلى التعامل معها من قبل”.

النائبة سارة ماكبرايد تأسف لما تعتبره مناورة من اليمين المتطرف 

أما سارة ماكبرايد، وهي الشخصية الرئيسية المعنية بهذه القضية، فأعربت عن أسفها لما اعتبرته “مناورة من اليمين المتطرف” تهدف إلى “جعل الناس ينسون أنهم لا يقدّمون أي حل حقيقي لمشاكل الأمريكيين”.

وفي حين قالت إنها تدرك أنها تفتح مجالا لم يسبقها إليه أحد، أكدت ماكبرايد أن أولوياتها في الكونغرس ستكون بشكل أساسي موضوعات تكلفة رعاية الأطفال والسكن والصحة وحتى الحق في الإجهاض.

الجدل حول حقوق المتحولين جنسياً يعود إلى ولاية دونالد ترامب الأولى

وكان الجدل القديم المتجدّد حول دخول المتحولين جنسياً إلى المراحيض قد بدأ قبل سنوات، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما الذي سمح بارتياد المراحيض حسب اختيار المتحولين جنسيا سواء الذكور أو الإناث.

ورغم أن قرار إدارة أوباما لقي آنذاك دعما من مؤيدي حقوق المتحولين جنسيا، إلا أن القرار واجه انتقادات عنيفة من آخرين قالوا إنه يمثل انتهاكا لخصوصية زملاء المتحولين جنسيا، ويسبب لهم إزعاجا، مطالبين بترك الخيار لإدارات الولايات كل على حدة.

لكن بعد تسلّم دونالد ترامب للرئاسة في ولايته الأولى، ألغى القرار الذي أصدرته إدارة أوباما بسبب اللغط الذي أثاره.

المصدر: مونت کارلو الدولیة