“الغارديان” البريطانية: قتل الاحتلال للأطفال في الضفة “أصبح أمرا مألوفا”

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، یوم السبت، إن قتل الأطفال في الضفة الغربية أصبح أمرا مألوفا منذ أن صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه في الأراضي المحتلة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وازدادت حدته منذ دخول وقف إطلاق النار على قطاع غزة حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأرفقت الصحيفة التقرير مع فيديو يتضمن لقطات لكاميرات مراقبة تظهر لحظة استشهاد الطفل أيمن نصار الهيموني (۱۲ عاما) برصاص جندي من جيش الاحتلال في الخليل.

واستشهد الهيموني في ۲۱ شباط/ فبراير الماضي، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الرصاص صوبه بينما كان في زيارة لأقاربه في منطقة جبل جوهر جنوب الخليل، ما أدى الى إصابته بالصدر، ونقل إلى المستشفى حيث أعلن الأطباء عن ارتقائه.

وأشارت “الغارديان” إلى أن الاحتلال قتل طفلين أسبوعيا في الضفة الغربية منذ مطلع العام الجاري، وهو معدل يزيد قليلًا عن المتوسط لعام ۲۰۲۴ عندما استشهد ۹۳ طفلًا.

وقالت: “يخشى ناشطو حقوق الإنسان أن يستمر العدد في الارتفاع مع تبني الجيش الإسرائيلي تقنيات غزة في الضفة الغربية، من خلال تهجير عشرات الآلاف من منازلهم، وتدمير الأحياء، وتخفيف قواعد الاشتباك التي تحدد متى يُسمح للجنود بإطلاق النار”.

وأضافت: “لم يرد الجيش الإسرائيلي على أسئلة بشأن مقتل الطفل أيمن. في بعض الحالات السابقة، يتم الإعلان عن تحقيق تحت ضغط إعلامي، لكنه نادرًا ما يؤدي إلى أي إجراءات حقيقية. في عام ۲۰۱۹، حُكم على جندي بالخدمة المجتمعية لمدة شهر فقط بعد قتله طفلًا يبلغ من العمر ۱۴ عامًا في غزة. لكن حتى هذه المساءلة البسيطة نادرة جدًا”.

ونقلت عن منظمة “يش دين” الإسرائيلية لحقوق الإنسان، قولها “إن احتمال محاكمة جندي إسرائيلي بسبب قتل فلسطيني لا يتجاوز ۰٫۴% – أي محاكمة واحدة من بين ۲۱۹ حالة قتل”.

وفي سياق متصل، قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال (منظمة حقوقية)، السبت، إن عدم مساءلة جنود الاحتلال الإسرائيلي عن جرائمهم وانتهاكاتهم بالضفة الغربية المحتلة، شكل ضوءا أخضر لهم لارتكاب مزيد منها.

وبين مدير برنامج المساءلة في الحركة عايد أبو قطيش في تصريحات صحفية أن “الجيش الإسرائيلي قتل منذ مطلع العام الجاري ۱۶ طفلا فلسطينيا في الضفة الغربية، دون أن يشكلوا خطرا حقيقيا على جنوده”.

وأشار أبو قطيش إلى أن هناك نوعا من “استسهال إطلاق النار من قبل جنود الاحتلال على الأطفال الفلسطينيين، وهو ما زاد عدد من يتعرضون للقتل أو الإصابة بينهم”.

وشدد على أن “عدم إخضاع الجنود الإسرائيليين مرتكبي الانتهاكات بحق الفلسطينيين للمساءلة كان بمثابة ضوء أخضر لهم لمواصلة أعمالهم”.

ولفت أيضا إلى حادثة استشهاد الطفل الهيموني، موضحًا أن “الطفل لم يشكل أي خطر على الجنود لحظة إطلاق النار عليه وقتله”.

وسلط أبو قطيش الضوء على “تعمد الجنود الإسرائيليين وبشكل تكرر مؤخرا، احتجاز سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين، إلى جانب حالات اعتداء على أهالي المصابين، حتى تحول ذلك إلى نمط في سلوك الجيش”.

وفي ۱۰ شباط/ فبراير الماضي، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن “الجيش الإسرائيلي وسع أوامر إطلاق النار بالضفة الغربية المحتلة، ما أدى إلى زيادة عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين”.

ومنذ ۴۰ يوما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على شمال الضفة مستهدفا مدينة جنين ومخيمها، ومدينة طولكرم ومخيمها لليوم ۳۴، بينما يواصل اقتحام مخيم نور شمس لليوم الـ ۲۱٫

ويأتي توسيع العدوان الإسرائيلي شمال الضفة الغربية بعد تصعيد جيش الاحتلال والمستعمرين اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس المحتلة، منذ بدء حرب الإبادة بقطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ۲۰۲۳، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن ۹۲۷ مواطنا، بينهم ۱۸۷ طفلا، وإصابة نحو ۷ آلاف مواطن، واعتقال ۱۴۵۰۰ آخرين، وفق معطيات رسمية.

المصدر: نساء FM