اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تتخذ قضايا المرأة حيزا مهما في المسلسلات التي تتسابق على جذب المشاهدين في رمضان الحالي، وفي مقدمتها الدراما المصرية الأكثر انتشارا، حيث تسلط الضوء على النساء من جوانب عديدة، بينها المرأة القوية والعاملة أو الضعيفة والمعنفة، سواء كانت أما أو زوجة أو بنتا أو أختا.
التنوع في صورة المرأة بالمسلسلات جعل المنافسة الدرامية الرمضانية هذا العام ثرية على مستوى القضايا المطروحة، حيث لا تقتصر الأعمال المتنافسة على الترفيه بل تتجاوزه إلى طرح مشكلات مجتمعية تمس النساء من مختلف الفئات، ما يعكس واقع التحديات التي تواجهها المرأة المصرية التي هي نموذج من المرأة العربية اليوم.
أحد هذه المسلسلات مسلسل “أثينا” الذي أخرجه يحيى إسماعيل، حيث تقدم الفنانة ريهام حجاج دور مراسلة صحفية تكتشف محاولات انتحار مرتبطة بما يعرف بـ”الدارك ويب”وتسلط الضوء على دور المرأة في مجتمعها، ما يعزز صورة المرأة القوية والمستقلة في الدراما.
التنوع في صورة المرأة بالمسلسلات جعل المنافسة الدرامية الرمضانية هذا العام ثرية على مستوى القضايا المطروحة، حيث لا تقتصر الأعمال المتنافسة على الترفيه
وظهرت المرأة الزوجة دراميًا في إطار أحداث مسلسلات رمضان هذا العام بصور مختلفة، منها الثرية التي تمر بالعديد من الصراعات في حياتها بسبب زوجها في مسلسل “وتقابل حبيب”، وتظهر أيضًا بملمح الزوجة المقهورة في “الأميرة – ضل حيطة”، والزوجة الطيبة الضعيفة في مسلسل “حكيم باشا”.
وتجسد الفنانة ياسمين عبدالعزيز في مسلسل “وتقابل حبيب” شخصية ليل، وهي امرأة ثرية تكتشف خيانة زوجها لها وزواجه بأخرى، فتقرر الانفصال عنه وتتورط في صراعات مختلفة لم تتوقعها، وتتغير معها حياتها تدريجيًا من أجل بناتها، ويشاركها البطولة كريم فهمي وخالد سليم ونيكول سابا وأنوشكا وصلاح عبدالله وحنان سليمان ورشوان توفيق ومحمود ياسين جينيور وبدرية طلبة وإيمان السيد. والعمل من تأليف عمرو محمود ياسين وإخراج محمد الخبيري.
أما الفنانة ياسمين صبري فتجسد في مسلسل “الأميرة – ضل حيطة” شخصية زينب الزوجة المقهورة التي تعاني من تحكم زوجها فيها وتعامله الأناني معها وسيطرته عليها بكل الطرق، بعد تسرعها في اتخاذ قرار الزواج بسبب الوضع المادي لزوجها أسامة الذي يؤدي دوره اللبناني نيقولا معوض، وتبدأ حياة زينب في الانهيار بعد أن تكتشف العديد من الأمور المخفية في شخصية زوجها، لتصبح حياتها الزوجية جحيمًا وتتهم زوجها بالنصب والإجرام وتطلب الطلاق.
المسلسل من تأليف محمد سيد بشير وإخراج شيرين عادل، وتشارك فيه هالة فاخر ووفاء عامر وهاجر الشرنوبي وسلوى عثمان ومها نصار وغفران محمد وعابد عناني وعزت زين ونضال الشافعي وهند عبدالحليم.
وفي مسلسل “۸۰ باكو” تظهر صور ومشاكل نساء كثيرات إلا أن أكثر صورتين حققتا صدى إيجابيا، هما صورة المرأة المضحية من أجل استقرارها الأسري والمرأة المعنفة، الأولى تمثلت في شخصية بوسي، التي تؤديها هدى المفتي، وهي فتاة تعمل بكد وتكافح لمساعدة خطيبها على تجهيز عش الزوجية، وهي شخصية تعكس معاناة وتضحيات الكثير من الفتيات في مصر اللواتي يشاركن في أعباء الحياة سعيا منهن لتحقيق الاستقرار الأسري.
على الجانب الآخر تقدم الفنانة رحمة أحمد شخصية عبير، وهي امرأة ضحية عنف زوجي، حيث تعاني من ضرب زوجها المدمن، لكنها تتحمل كل ذلك من أجل تربية ابنها على أمل أن يصبح شخصًا أفضل في المستقبل، وهي تعمل وتحلم بالهجرة.
من جانبها سلطت الفنانة مي عزالدين الضوء على قضية مهمة ضمن مسلسل “قلبي ومفتاحه” الذي تتشارك فيه البطولة مع آسر ياسين، وهي قضية المحلل، حيث تلعب دور زوجة تعاني من خلافات زوجية مع زوج متعدد العلاقات وصعب المراس، يطلقها للمرة الثالثة ويأمرها بإيجاد محلل تتزوجه وتتطلق منه كي يعيدها إليه غصبا، إلا أنها تسعى للتحرر من سلطته عليها، والبحث عن حياة جديدة بعيدة عن أنظار الزوج، تحميها وتحمي طفلها.
أما مسلسل “إخواتي” فيسلط الضوء على حكايات نسائية مختلفة، حيث تدور أحداث المسلسل على مدى ۱۵ حلقة في إطار اجتماعي، حول أربع شقيقات، هن نيللي كريم وروبي وكندة علوش وجيهان الشماشرجي، يعانين من رهاب اجتماعي في التعامل مع الجنس الآخر، ويسعين لتحقيق أحلامهن الخاصة وسط تحديات الحياة اليومية، لكن تنقلب حياتهن رأسًا على عقب بعد مقتل زوج إحداهن كما رأت في المنام، فتلجأ إلى شقيقاتها للبحث معا عن حل لإبعاد تُهمة القتل عنها.
هذه إذًا بعض الأعمال التي عرضت في النصف الأول من رمضان واستطاعت أن تشد انتباه المشاهدين، وهناك أعمال أخرى من المنتظر أن تعرض في النصف الثاني ولعل من أهمها مسلسل “حسبة عمري” الذي ستفتح فيه الممثلة روجينا نقاشا حول حق الكد والسعاية، حيث تظهر خلال المسلسل بشخصية سيدة قوية تسعى لأخذ حقها من مطلقها عبر حق الكد والسعاية، وهو حق تأخذه المرأة المطلقة عند مساهمتها في تنمية الثروة وزيادة المال للعائلة، كمساهمتها في بناء بيت للأسرة، أو مشروع استثماري تسبب في زيادة ثروة الزوج.
مواضع مهمة تثير انتباه الجمهور وتمنحه الترفيه الذي يبحث عنه خلال السهرات الرمضانية، لكن السؤال الأهم هل ستؤدي هذه الأعمال إلى تغييرات فعلية في المجتمع وإثاراة نقاشات قانونية حول القضايا المطروحة، ومنها ما يتعلق بالعنف الزوجي والطلاق وحق الكد والسعاية، أو جرائم الدارك ويب؟
المصدر: العرب