كيف تفاعل الفرنسيون مع حملة إعلانية ألبست برج إيفل الحجاب؟

أثارت حملة إعلانية لعلامة تجارية للملابس النسائية المحتشمة جدلا واسعا في فرنسا، بعد نشرها فيديو ترويجيا يظهر فيه برج إيفل (الرمز الفرنسي الشهير) وكأنه يرتدي الحجاب والعباية.

أثارت حملة إعلانية لعلامة تجارية للملابس النسائية المحتشمة جدلا واسعا في فرنسا، بعد نشرها فيديو ترويجيا يظهر فيه برج إيفل (الرمز الفرنسي الشهير) وكأنه يرتدي الحجاب والعباية.

وأعلنت علامة “مراشي” -التي أسستها مصممة مغربية هولندية تدعى ندى مراشي- عن توجهها إلى باريس (عاصمة الموضة العالمية) لعرض وبيع بعض من تصاميمها خلال الفترة من ۲۲ إلى ۳۰ مارس/آذار الجاري، مما أثار ردود فعل متباينة في الأوساط الفرنسية.

ونشرت العلامة التجارية فيديو ترويجيا مع تعليق “تتذكرون عندما حظر الحجاب؟ الحكومة الفرنسية لا تريدنا في باريس” في إشارة إلى القيود التي تفرضها فرنسا على ارتداء الحجاب في بعض الأماكن العامة.

وسرعان ما أثارت الحملة الإعلانية انتقادات من سياسيين فرنسيين، حيث قالت النائبة عن حزب التجمع الوطني اليميني ليزيت بوليت “برج إيفل، رمز فرنسا، يتم التلاعب به من قبل علامة مراشي التي تغطيه بحجاب إسلامي في إعلان استفزازي”.

بينما ذهب مؤسس الحركة السياسية المدنية فيليب مورير إلى أبعد من ذلك قائلاً “يجب أن نكون حازمين: حظر متاجر هذه العلامة التجارية وحظر الوصول إلى موقعها الإلكتروني في فرنسا. يجب فرض الاحترام”.

آراء متباينة

ورصد برنامج “شبكات” بتاريخ ۲۰۲۵/۳/۱۸ جانبا من تفاعلات الفرنسيين على مواقع التواصل مع هذه الحملة التسويقية، ومن ذلك ما كتبه جيريمايا “ما الخطوة التالية؟ برج بيزا بالنقاب؟ إذا كان إعلان تجاري يهز الجمهورية، فربما مشكلتنا ليست في الحجاب بل في هشاشة هذه الجمهورية”.

في المقابل، غردت بيتي معترضة “برج إيفل ليس لوحة إعلانية لأي أيديولوجيا التلاعب بالرموز الوطنية بهذا الشكل استفزاز صارخ لقيم الجمهورية. يجب وضع حدود لهذا النوع من الدعاية”.

وعلق لامز متسائلاً “ما علاقة أن تكون عنصريا بعدم الرغبة في تشويه أكبر معلم فرنسي باستخدام رمز ديني؟ هل توافقون على وضع صورة صليب على نصب تذكاري في بلد مسلم؟ إذا كان هذا يثير استياءكم، فهذا يعني أنكم أيضا عنصريون”.

بينما رأى إيتيان أن رد الفعل مبالغ فيه، وكتب “لماذا كل هذا الغضب؟ إذا كان برج إيفل يمكن أن يُضاء بألوان مختلفة لدعم قضايا متعددة، فلماذا لا يمكن تمثيله بالحجاب في إعلان تجاري؟ الحرية تعني للجميع، أليس كذلك؟”.

يُذكر أن “مراشي” علامة تجارية للملابس النسائية المحتشمة، وتتخذ من هولندا مقرا وتبيع منتجاتها عبر متجرها الإلكتروني في عدة دول حول العالم، وتستهدف بشكل خاص المسلمات الملتزمات بارتداء الحجاب.

وفي ظل الجدل المتصاعد، دافعت صاحبة العلامة التجارية عن حملتها قائلة إنها “ببساطة حملة تسويقية لا أكثر، وليست قضية سياسية” مؤكدة أنها ستواصل وجودها في فرنسا.

ولم تتراجع الشركة عن نهجها التسويقي، بل عززته بنشر صورة جديدة لفتاة محجبة مرتدية ملابس مراشي على قوس النصر وسط باريس، في تحد واضح للانتقادات التي تلقتها.

المصدر: الجزيرة