أحلام فاطمة كسرت الحصار ووصل فيلمها إلى كان.. لكن قصفا إسرائيليا صادر حياتها وحلمها

عُرفت فاطمة حسونة، وهي مواطنة من قطاع غزة، بشغفها بالتصوير وتوثيق تفاصيل الحياة اليومية في غزة، وتمكنت من تصوير فيلم وثائقي بعنوان "ضع روحك على كفّك وامش"، كان باكورة إنتاجها السينمائي. ووصلت أحلامها حد العالمية إذ كان الفيلم سيبصر النور في النسخة المقبلة لمهرجان كان السينمائي، إلا أن الغارات الإسرائيلية سابقت الزمن، وتمكنت من النيل من فاطمة التي قتلت وعائلتها بقصف إسرائيلي.

عملت فاطمة مع منظمات ومؤسسات إعلامية محلية ودولية، وقدّمت للعالم صوراً ومقاطع تحاكي واقع الحياة اليومية في غزة، قبل الحرب الأخيرة، كما بعد السابع من أكتوبر.

درست فاطمة اختصاص الوسائط المتعددة في كلية العلوم التطبيقية، وكرّست الكاميرا كسلاح في وجه آلة القتل المستمرة، لنقل قصص الناس، ومشاهد الخراب الذي تخلفه الحرب.

كانت فاطمة تشارك أغلب أعمالها عبر منصات دولية، كما شاركت في معارض دولية أبرزها “غزة حبيبتي”، بينما تبنت صحف عالمية كالغارديان بعضا من صور فاطمة ونشرتها على صفحاتها.

يعد الفيلم الوثائقي “ضع روحك على كفّك وامشِ” لمخرجته الإيرانية سبيدة فارسي، هو أول عمل يحمل توقيع فاطمة، ويروي تفاصيل حياة الغزيين في ظل الحرب والحصار الذي يرزح تحته القطاع الفلسطيني.

وتم اختيار الفيلم للعرض ضمن أحد برامج مهرجان كان السينمائي الدولي، في خطوة شكلت إنجازاً لافتاً في مسيرة فاطمة المهنية، كما قوبل بترحيب واسع في الأوساط السينمائية لتسليطه الضوء على القطاع من قلب الحدث.

إلا أن ولادة الفيلم تزامنت مع رحيل فاطمة المأساوي، وقضت فاطمة حسونة، البالغة من العمر ۲۵ عاماً، إلى جانب أفراد من اسرتها في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في شمال القطاع، وذلك بعد يوم واحد فقط من اختيار فيلمها ليشق طريق نحو العالمية.

أثارت قصة فاطمة تفاعلاً واسعاً، وخيم الحزن على الأوساط السينمائية كما على صفحات التواصل الاجتماعي، وغمرت عبارات النعي المنصات الإعلامية والاتحادات الصحفية منها الاتحاد الدولي للصحفيين، الذي رثاها بوصفها “شاهداً على الحقيقة.. وصورة لن تنسى من صور غزة”.

وتكريما لها، دعت جمعية الأفلام المستقلة للتوزيع ACID، وهي الجهة المرشحة للفيلم لمهرجان كان، دعت إلى عرض عمل فاطمة على كل حال في مهرجان كان، على اعتباره “شهادة يجب أن تُشاهد في كل صالة سينما.. ابتداءاً من مهرجان كان” وفقاً لما قالته الجمعية.

المصدر: مونت کارلو الدولیة