اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
ووفقا للإحصائيات الحيوية والديموغرافية تراجع معدل الإنجاب الكلي في مصر إلى ۲٫۴۱ مولود لكل سيدة مقارنة بـ۲٫۵۴ في العام السابق، وشهدت الزيادة الطبيعية انخفاضًا بنسبة ۷%، حيث بلغت ۱٫۳۵۹ مليون في ۲۰۲۴ مقارنة بـ۱٫۴۶۲ مليون في ۲۰۲۳، مع تراجع نسبة الزيادة الطبيعية إلى ۱٫۳% مقارنة بـ۱٫۴% في العام السابق.
وأكد الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومي للسكان السابق وأستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة أن هذه الأرقام مؤشر واضح على تحول مجتمعي نحو التخطيط الأسري الواعي مما يعزز آمال تحقيق التوازن السكاني في الجمهورية الجديدة، معتبرا أن انخفاض المعدلات بمثابة “نجاح السياسات الحكومية” وتضع مصر على أعتاب مرحلة جديدة من الاستقرار الديموغرافي، تدعمها إرادة سياسية قوية وجهود منسقة لمواجهة التحدي السكاني.
وشدد “حسن” في حديثه لـ RT على أن مصر “تقف الآن أمام فرصة ذهبية لمواجهة حاسمة لمشكلة الزيادة السكانية بفضل الإرادة السياسية التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم في ۲۰۱۴″، والذي وضع القضية نصب عينيه مشيرًا مرارًا إلى خطورتها على جهود التنمية.
وعن الإنجازات المسجلة في ۲۰۲۴ أوضح الدكتور حسن أنه “لأول مرة منذ ۲۰۰۷ لم تتجاوز أعداد المواليد حاجز المليونين حيث سجلنا ۱٫۹۶۸ مليون مولود، بانخفاض ۷۷ ألف مولود مقارنة بـ۲۰۲۳، كما انخفض معدل الإنجاب الكلي إلى ۲٫۴۱ مولود لكل سيدة مقارنة بـ۲٫۵۴ في العام السابق، وهو ما يعكس تحولًا مجتمعيًا نحو التخطيط الأسري الواعي”، بالإضافة إلى أن “الزيادة الطبيعية انخفضت بنسبة ۷% لتصل إلى ۱٫۳۵۹ مليون في ۲۰۲۴ مع تراجع نسبتها إلى ۱٫۳%، مما يؤكد نجاح السياسات الصحية في ضبط معدلات النمو السكاني”.
وحول تطور المؤشرات على المدى الطويل أكد مقرر المجلس القومي للسكان السابق أنه “منذ ۲۰۱۴، انخفض معدل المواليد من ۳۰٫۷ لكل ألف نسمة إلى ۱۸٫۵ في ۲۰۲۴، وتراجع عدد المواليد من ۲٫۷۲۰ مليون إلى ۱٫۹۶۸ مليون. كما انخفض معدل الوفيات من ۶ إلى ۵٫۷ لكل ألف نسمة، وتراجع معدل الإنجاب الكلي من ۳٫۵ طفل لكل سيدة إلى ۲٫۴۱ في ۲۰۲۴، وهي أرقام تعكس تقدمًا كبيرًا في إدارة الملف السكاني”.
وأوضح أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب القصر العيني، أن وزارة الصحة المصرية تنفذ استراتيجية شاملة تركز على تعزيز الصحة الإنجابية وتحسين جودة خدمات تنظيم الأسرة ونشر التوعية المجتمعية” مشيرا إلى أنه تم توسيع خدمات تنظيم الأسرة في المناطق الريفية والنائية، وزيادة استخدام الوسائل طويلة الأمد مع تفعيل خدمات المشورة وفحص ما قبل الزواج، بجانب حملات التوعية الموسعة عبر الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بالشراكة مع المؤسسات الدينية والمجتمع المدني ساهمت في تغيير السلوكيات المجتمعية، مع تعزيز دور الرجال في قرارات تنظيم الأسرة.
وأشار الدكتور حسن إلى أهمية الربط بين السكان والتنمية مستشهدًا بمقولة الدكتور الكاتب المصري الراحل جمال حمدان في كتابه “شخصية مصر” بأنه “ما من مشكلة في مصر إلا ومشكلة السكان طرف أساسي فيها”، مؤكدا أن تجارب دول مثل اليابان وجنوب شرق آسيا أثبتت أن تنمية العنصر البشري هي أساس التقدم، لذلك فإن مصر تركز على تحسين نوعية حياة المواطنين وتوسيع خياراتهم عبر تطوير قدراتهم الصحية والفنية.المصدر: RT