فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب.. تعلم ممتع وترفيه مشوق

فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب.. تعلم ممتع وترفيه مشوق

تشهد سلطنة عُمان أياما ثقافية مميزة في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ29، واشتمل المعرض على زوايا عديدة تختص بمناشط الطفل والأسرة، قدمت أنشطة تفاعلية كالقراءات القصصية وحلقات العمل والألعاب التعليمية والعروض المسرحية، ورصدت تفاعلا كبيرا ومشاركات واسعة من قبل الأطفال وأسرهم.

ويوفر ركن الطفل بالمعرض برامج متنوعة تهدف إلى إيجاد ما يتطلع الطفل إلى معرفته، وتضمن فعاليات مختصة بالتراث العُماني لتعزيز الهوية الوطنية وتأصيل الارتباط بالبيئة العُمانية لدى الطفل.

وتسهم واجهة الطفل في منصة عين في تشكيل الوعي لديه وتطوير شخصيته وتعزيز انتمائه الوطني، كما تقدم محتوى آمنا يثري أوقات فراغه ويخاطبه بطريقة تفاعلية. ويوفر ركن المعرفة أسرار الاستثمار الذكي وكيفية تنمية المال وتشجيع الأطفال على الاستثمار بثقة وإدراك.

وتميز ركن المسرح بتقديم فعاليات تقوي شخصية الطفل وتصقل مهاراته الاجتماعية وتنمي الإبداع والابتكار لديه، كفعالية تحدي الوقت مع القراءة، وفي بيتنا مسعف، وألعاب الخفة وأبطال نجم الفصاحة وغيرها.

وأقام مركز ثقافة الطفل فعاليات تركز على زيادة المعرفة وتوسيع الآفاق وتنمية الخيال لدى الطفل، كفعالية قسم ثقافتنا العُمانية بعيون رقمية وقسم فنون بصرية. بالإضافة إلى ركن الضاد الذي نفذ حلقات تفاعلية تمنح الأطفال عالما من الفرص والإمكانات وتساعدهم على تحسين الأداء الأكاديمي ومنها: الألغاز والألعاب التعليمية وقراءة في كتيب كيف أحمي نفسي؟

وفي نفس الإطار أقام النادي الثقافي بالتعاون مع بيت الزبير جلسة حوارية مؤخرا ضمن فعاليات المعرض بعنوان “الرمزية في أدب الطفل”، تناولت جمالية الرمز في أدب الطفل وأهميته في توسيع مداركه وتشجيعه على المشاركة بآرائه، من خلال قراءة القصص والحكايات الهادفة.

وقالت الكاتبة في أدب الطفل عائشة بنت عبدالله الحارثية “الرمزية في أدب الطفل مهمة جدًّا لتوسيع مداركه في القراءة والاستنتاج وتنمية خياله”، مشيرة إلى أن الطفل يستطيع استنباط الحكمة والرمزية إذا كان مطّلعا وقارئا، وتشجيع البيئة المحيطة به على القراءة وحب التعلم.

وبيّنت خلال مشاركتها في الجلسة أهمية تنمية مهارات الطفل الإبداعية بما يتناسب مع العصر الحالي، وحثه على المناقشة وإبداء الرأي حول ما يقرؤه، وأن كاتب القصة لا بد أن يستشعر بداخله رغبات الطفل الحقيقية في التعبير والتفكير.‏

وأكد الكاتب والشاعر قاسم سعودي أن الرمزية في عالم الطفل مهمة ولكنها ليست رمزا مباشرا، ولا بد على الكاتب أن يستخدم مصطلحات قريبة من عالم الطفل، تساعده على الاكتشاف والفهم والتعلم، فهو بحاجة إلى الحرية في الاختيار واتخاذ القرار لتقوية شخصيته وقدرته على إيصال الأفكار والتعبير عنها بطريقة فريدة ومبتكرة.

وتضمنت الجلسة الحوارية سرد نماذج لقصص أطفال تحتوي على الرمزية مثل قصة “أنا والوحش” للكاتبة عائشة الحارثية وقصة “ستة أصابع” للكاتب قاسم سعودي، وجميعها تمثل أداة قوية لتبسيط الفكرة بطريقة ممتعة للطفل وتحفيز الخيال لديه.

وفي ظل ما بات يُعرف بالثورة الصناعية الرابعة، وتسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي تحديدًا، وما رافقها من تطور لتقنيات بث المحتوى الإعلامية كالهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، تواجه التنشئة الحديثة تحديات حقيقية لدى الكثير من المجتمعات تتمثل في الحفاظ على المبادئ والهوية والقيم الأخلاقية في ظل محتوى مُوجّه للطفل من قنوات فضائية وإلكترونية مختلفة بثقافات وعادات وقيم دخيلة، وهو ما تنبه له المعرض مقدما العديد من النقاشات لتشخيص الواقع وطرح الحلول الممكنة.

وفي هذا الصدد قال الدكتور معمر بن علي التوبي، وهو أكاديمي متخصص في الذكاء الاصطناعي، إن “إطلاق وزارة الإعلام العمانية واجهة الطفل في منصة عين يمثل تحولا نوعيا للساحة الإعلامية في سلطنة عُمان، إذ لا يمكن النظر إلى هذه المبادرة باعتبارها إضافة لمحتوى الأطفال فحسب، ولكن ينبغي فهمها بوصفها علامة فارقة في مسار الانتقال الوطني نحو الإعلام الرقمي التفاعلي، وبأنها خطوة إستراتيجية تستجيب للتغيرات التقنية التي أعادت تشكيل علاقة الإنسان بالمعرفة خصوصا لدى الأجيال الناشئة.”

وأضاف “إننا في عالم باتت فيه الشاشة الذكية تتفوق على الورق، و’النقرة’ أسرع من تقليب الصفحات؛ لذا أصبح من الضروري أن تُعيد الجهات الإعلامية صياغة أدواتها بما يتماشى مع أنماط التلقي الجديدة.”

وتابع أن “منصة ‘عين للطفل’ تأتي بمثابة الاستجابة الواعية لهذا التحدي، فوفق ما يمكن تصوره أن هذه الواجهة لا تقدم محتوى تقليديا للطفل، ولكنها تنطلق من رؤية شاملة تؤمن بأن المعرفة يجب أن تُغلّف بلغة العصر، وأن التربية الإعلامية تبدأ من الطفولة، حيث تتشكل المدارك المعرفية الأولى وتُبنى الهوية.”

ويذكر أن عدد فعاليات الطفل والأسرة بالمعرض هذا العام بلغ ۱۵۵ فعالية، منها العروض التفاعلية والترفيهية والمبادرات الشبابية والمجتمعية التي تسعى جميعها لتشجيع الطفل على المشاركة الفاعلة في عملية التعلم.

المصدر: العرب