ملهمات الوطن : يناقش الأثر النفسي والاجتماعي والبيئي لتغير المناخ في ظل استمرار الحرب على نساء غزة

في الوقت الذي يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أكثر الفترات مأساوية في تاريخه نتيجة استمرار الحرب، لا تقتصر المعاناة على القصف والدمار والنزوح، بل تمتد إلى أزمة مناخية وبيئية تتفاقم بصمت، لتضيف بعداً خفياً لكنه بالغ التأثير، خاصة على النساء.

هذه القضية كانت محور الحلقة الثالثة والثلاثين من برنامج “ملهمات الوطن”، الذي يُبث عبر إذاعة “نساء إف إم” ضمن برنامج “قريب”، بتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية الإعلامية (CFI)

سلّطت الحلقة الضوء على الأثر النفسي والاجتماعي والبيئي لتغير المناخ في ظل استمرار الحرب على النساء في غزة، حيث باتت التغيرات المناخية مثل الجفاف، وشحّ المياه، والتقلبات الحادة في درجات الحرارة، تشكّل عاملاً إضافياً في معاناة النساء، اللواتي يقفن في الصفوف الأمامية لتدبير الحياة اليومية وسط أزمات متداخلة.

اوضحت الأخصائية النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة الفلسطينية، آية القواسمة، خلال  اللقاء أن التغير المناخي له تأثيرات مباشرة على الصحة النفسية، وأن النساء أكثر عرضة لهذه الآثار بسبب العوامل البيولوجية والهرمونية والاجتماعية.

وأشارت إلى أن البيئة المحيطة بالنساء في غزة، بما فيها الضوضاء المستمرة نتيجة العدوان، تلعب دوراً في زيادة القلق والتوتر والاكتئاب.

وقالت القواسمة: “النساء في غزة يعانين من مشاعر القلق والخوف بشكل يومي، خاصة مع غياب الأمن البيئي والغذائي، ويؤثر هذا على استقرارهن النفسي بشكل كبير”. وأكدت أن فصول الشتاء والخريف تشهد ارتفاعاً في نسب الاضطرابات النفسية نتيجة التغيرات المناخية، إلى جانب الضغوط المستمرة الناتجة عن العدوان الإسرائيلي.

من جهتها، قالت مي رحّال، عضو شبكة المرأة والمياه الفلسطينية، إن التغير المناخي لا يمكن فصله عن الواقع السياسي في الأراضي الفلسطينية، موضحة أن الاحتلال الإسرائيلي يساهم بشكل كبير في تعميق الأزمة البيئية من خلال مصادرة الأراضي، والتحكم في مصادر المياه، وتقويض الزراعة الفلسطينية.

وأشارت إلى أن النساء، خاصة العاملات في الزراعة، يعانين من عنف متعدد الأوجه، اقتصادي واجتماعي ونفسي، حيث يتسبب الجفاف، وشح المياه، وغياب فرص الدعم، في حرمانهن من سبل العيش، ويزيد من شعورهن بالعزلة والتهميش. وأضافت: “الصحة النفسية للمرأة الفلسطينية لا تنفصل عن الأمان البيئي والاجتماعي، وإذا كانت الأرض ميتة والمياه غائبة فلا يمكن الحديث عن استقرار داخلي”

و يتزامن هذا الواقع مع دخول فصل الصيف، حيث تتفاقم درجات الحرارة في غزة في ظل انقطاع الكهرباء وشح المياه وانعدام مقومات الحياة الأساسية.   ولفتت الحقلة إلى ارتفاع معدلات الفقر في مناطق مثل الأغوار بالضفة الغربية، حيث تتدهور الموارد البيئية بشكل كبير. في هذه المناطق، وتتحمل النساء العبء الأكبر في توفير المياه والغذاء لأسرهن وسط انعدام البدائل.

في ختام اللقاء، دعت المشاركات إلى ضرورة إشراك النساء في صنع القرار البيئي والمناخي، وتمكينهن من المشاركة في التخطيط للاستجابة للأزمات المناخية والبيئية، لا سيما في المناطق المتأثرة بشكل مباشر بالصراعات. وأكدن أن صمود المرأة الفلسطينية في مواجهة التغير المناخي هو جزء لا يتجزأ من صمودها في وجه الاحتلال والعدوان.

في غزة، لم تعد الحرب وحدها ما يهدد الحياة، بل بات التغير المناخي شريكاً آخر في الأزمة، يتسلل إلى تفاصيل اليوم ويترك أثراً عميقاً في النفوس، خاصة عند النساء اللواتي يخضن معركة يومية من أجل البقاء على قيد الحياة المزيد في الرابط التالي..

المصدر: نساء‌ FM