اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
بأصوات ملهمة وريشات تنبض بالتعبير، انطلقت مساء الجمعة فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى “التمكين بالفن“، الذي تنظمه مؤسسة “آرت توداي” للفنون، في بهو المتحف المصري الكبير، بمشاركة لافتة لأكثر من ۲۰۰ فنانة من نحو ۳۵ دولة حول العالم، ليشكل الملتقى تظاهرة فنية وإنسانية ذات بعد عالمي، تستمر حتى ۲۰ مايو الجاري.
ويحمل الملتقى في نسخته الحالية شعار “بأيديهن”، حيث تعبّر كل فنانة عن حكايتها، وتسرد عبر اللون والخط تجربتها الخاصة، مؤكدة أن الفن لم يعد ترفًا أو زينة، بل أداة للتغيير ورسالة إنسانية تتجاوز الحدود والثقافات. ويشهد الملتقى هذا العام تكريمًا خاصًا للفنانة الألمانية ماريان بيتسن، مؤسسة أول متحف نسائي في العالم بمدينة بون، تقديرًا لدورها البارز في دعم الفن النسائي وتعزيز حضور المرأة في المشهد الثقافي الدولي.
وفي تصريحها للصحافيين، أكدت شيرين بدر، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة “آرت توداي”، أن الملتقى “يتجاوز كونه فعالية فنية ليصبح منصة حقيقية للتمكين، وفرصة للاحتفاء بالفنانة كامرأة وصاحبة رسالة.” وأضافت بدر “نحن لا نكرّم الإبداع فحسب، بل نضيء على التجارب التي تستحق أن تُروى، والتي تترجم في أعمال بصرية تعكس قضايا الهوية، والانتماء، والتحولات الاجتماعية.”
من بين المشارِكات، الفنانة التشكيلية جيهان فوزي التي تشارك بلوحتين من سلسلة واسعة تستلهم العلاقات الإنسانية وتجسّد المرأة كحضور مركزي. وتقول فوزي “لوحاتي تنحاز دائمًا للمرأة المهمّشة، فهي البطلة، وهي الصوت الغائب الذي أحاول استعادته عبر اللون.” وتتابع “الفن بالنسبة إليّ ليس ترفًا، بل مقاومة ناعمة، ووسيلة للدفاع عن الكرامة الإنسانية”.
وعلى صعيد الخليج العربي تميزت مشاركة سلطنة عمان بحضور نخبة من الفنانات التشكيليات، أبرزهن فخرية اليحيائية، التي قدّمت فيلمًا بصريًا بعنوان “لا”، يعالج الديناميكيات المعقدة داخل مجتمعات نسائية متأزمة، حيث تتحول الغيرة والوصم إلى أنماط عنف رمزي. يطرح العمل أسئلة وجودية حول جدلية “الأنثى ضد الأنثى”، ويُعدّ الرفض في الفيلم فعل مقاومة ضد قوالب ضاغطة.
وقدمت الفنانة نائلة المعمرية من جانبها سلسلة أعمال بعنوان “بهجة الطبيعة“، تفيض بالحيوية والسكينة، وتستلهم من الأزهار وإشراقات السماء لغة لونية تنشد البهجة. أما الفنانة ندى الرويشدية، فاختارت عنوان “أعد ترتيب نفسك“، لأعمالها التي تمثل مرآة داخلية وخارجية للنفس البشرية، حيث تستعرض عبر البورتريه تشظيات الذات وبحثها الدائم عن التوازن والسكينة، وسط متغيرات الحياة.
في حين عكست حليمة البلوشية عبر لوحاتها مشاهد تأملية تغوص في العزلة والدهشة الرمادية، مستخدمة تقنية الضوء والظل بلغة بصرية تأملية. وعبّرت الفنانة حفصة التميمية عن الواقع المعيش، متناولة تداخلات الحياة الأسرية والمجتمعية في أعمال تنسج علاقة وجدانية بين الزمن والأرض والذاكرة.
وتشارك مجموعة من الفنانات القطريات في الملتقى لأول مرة، حيث تعرض وضحى السليطي أعمالًا مستوحاة من التراث القطري، مسلطة الضوء على دور المرأة في الفن المحلي. كما تقدم سعاد السالم مجموعة لوحات بعنوان “حالات“، أنجزتها بتقنية الطباعة عبر حفر الخشب، لتتناول مختلف التحولات النفسية التي تمر بها المرأة.
وأكدت السالم أن الملتقى يمثل “فرصة حقيقية لتبادل الثقافات والخبرات الفنية، والاطلاع على تجارب فنية نسوية من مختلف أنحاء العالم.” ومن أوروبا تحضر إسبانيا هذا العام بجناح خاص يضم أعمالًا متميزة للفنانات مار سويراس، تاتيانا بلانكيه، وإينما فييرو، حيث تشكّل الأعمال المعروضة مرآة لمفاهيم الانتماء، والتوازن البيئي، والوعي الفني المعاصر.
وتستلهم بلانكيه أعمالها من الطبيعة، وتحديدًا من رمزية الأشجار والغابات كمصادر للحياة والمقاومة. فيما تتنوع تجارب سويراس، الحاصلة على دكتوراه في الفنون، بين الرسم الإعلاني والطباعة والخزف. أما إينما فييرو، فتقدم أعمالًا تحمل طابعًا تأمليًا شخصيًا، يلتقط تفاصيل المشاعر واللاوعي في تفاعل فني خاص مع الخامات.
ومن أبرز ما سيشهده المنتدى هذا العام تكريم الألمانية ماريان بيتسن، مؤسسة أول متحف نسائي في العالم في بون، وهي أول امرأة في العالم تُنشئ متحفاً في بون، ما يجعلها ضيفة الشرف المثالية للمنتدى. وصرحت ياسمين يلماز وهي إحدى الفنانات الألمانيات المشاركات في الحدث، “نستغل هذه الفرصة للالتقاء والتواصل مع الفنانين والفنانات من مصر ومن جميع أنحاء العالم. ولذلك، فإن المشاركة في حدث مهم مثل معرض القاهرة الدولي للفنون التشكيلية في نسخته الثالثة لها أهمية خاصة بالنسبة إلينا نحن الفنانين”.
العرب