اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
فما أسباب هذا الاختلاف بين الوالدين؟ وهل يؤثر سلبا على الطفل؟ أم أن في هذا التباين فرصا لصناعة بيئة تربوية متوازنة؟
تنشأ غالبية الاختلافات التربوية من الجذور العائلية لكل من الأبوين، فما نعيشه في طفولتنا ينعكس في تصوراتنا عن التربية “الصحيحة”، لكن معظم الآباء يعيدون تقييم تلك التجارب لاحقا، فيأخذون منها ما يرونه ملائما لأطفالهم، ويتركون ما لم يجدِ نفعا معهم، حسب موقع “هابي فاميلي”.
ورغم أن بعض الأزواج يخططون سلفا لكيفية تربية أطفالهم، فإنهم غالبا لا يدركون عمق الخلاف إلا عند قدوم الطفل الأول، حين تبدأ المواقف اليومية في كشف الفوارق. فبينما يتمسك أحد الطرفين بأساليب تقليدية ترسخت لديه، يسعى الآخر لتبني منهج معاصر يستجيب لحاجات الجيل الجديد، في محاولة لتجنب أخطاء سابقة.
وحسب موقع “كونشيس مامي”، فإن هذا الاختلاف في النهج قد يؤثر أحيانا على شعور الطفل بالأمان العاطفي وعلى صحته النفسية، وقد ينعكس في علاقاته المستقبلية. لكنه، في المقابل، قد يكون مصدر قوة إذا أدار الوالدان هذا التباين بحكمة واتفاق على الأساسيات.
ليس كل اختلاف في الأسلوب التربوي ضارا، فوفق دراسة نُشرت في مجلة “فرونتيرز أوف سايكايتري” عام ۲۰۲۳، قد تنجم عن أسلوب “الحماية الزائدة” أو ما يُعرف بـ”الآباء الهليكوبتر” -الذين يراقبون أطفالهم باستمرار ويتدخلون عند كل عقبة- مشكلات نفسية مثل الاكتئاب لدى الشباب في سن الجامعة.
في المقابل، تشير دراسة أخرى نُشرت عام ۲۰۱۸ في مجلة “إنفيرومنتال ريسيرتش آند بابليك هيلث” إلى أن إتاحة حرية الحركة للأطفال -كما في تربية “الباندا” التي تمنحهم استقلالية أكبر- تزيد ثقتهم بأنفسهم وتحسِّن صحتهم النفسية والبدنية.
وحين يجمع الطفل بين أساليب تكمّل بعضها بعضا، كأن يوفّر أحد الوالدين بيئة داعمة عاطفيا، ويعلّمه الآخر مهارات التحدي والاستقلالية، فإن النتيجة غالبا ما تكون توازنا صحيا في الشخصية، وفق موقع “هابي فاميلي”. فمثل هذا التوازن يعزز المرونة النفسية، ويؤهل الطفل لمواجهة التحديات المختلفة بثقة ووعي.
ختاما، لا بد من إدراك أن الاختلاف بين الوالدين في أساليب التربية ليس أمرا غريبا، بل هو في كثير من الأحيان انعكاس طبيعي لتنوع التجارب والمرجعيات. المهم أن يكون هذا الاختلاف واعيا ومدارا بحكمة، حتى لا يتحوّل إلى صراع على حساب الطفل.
شفقنا