اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وفقًا للتقارير الصادرة عن العلاقات العامة لمؤسسة الفنون الإسلامية، استنادًا إلى فرهيختگان، استشهدت منصورة عاليخاني، الفنانة الإيرانية المعروفة، التي قضت سنوات طويلة في مجال التدريس، وإبداع الأعمال، والارتقاء بالفن الإسلامي، في ۲۴ حزيران ۲۰۲۵، خلال هجوم صاروخي شنّه الكيان الصهيوني على أحد الأحياء السكنية. إن استشهادها ليس مجرد إطفاء لشعلة فنانة، بل هو إطفاء لنور من ثقافة وفن إيران؛ امرأة كانت تروي الجمال والمآثر بيديها، وفي النهاية، أصبحت، مثل كثير من أعمالها، رمزًا خالدًا في الحكايات.
من الجامعة إلى مؤسسة الفنون
وُلدت منصورة عاليخاني عام ۱۹۶۷٫ بدأت دراستها في تخصص الرسم في جامعة الزهراء (س)، واستمرت بحماس غير محدود حتى مستوى الماجستير في جامعة سوره. كانت فنانة تهمها التربية؛ فقد قامت، على مدى سنوات، بتدريب طلبة في كلية فنون كاشان، ومعهد سوره، وغيرها من المؤسسات التعليمية، وأصبحت كل منهم الیوم أنوارًا في الفن المعاصر الإيراني. كانت عاليخاني أحد الوجوه الفاعلة والمؤثرة في مجال الفنون الإسلامية. ومنذ عقود، كانت دائمًا حاضرة في المعارض الوطنية والثورية، ومن بين أنشطتها الفنية، رسم الكتب الدينية، وكتب الدفاع المقدس، والمشاركة في مهرجانات التصوير، وتنظيم ورش عمل تخصصية، والحكم على مسابقات فنية. كما شغلت منصب مسؤولة مركز المهارات الفنية في جامعة سوره، ولعبت دورًا مهمًا في تربية الطلاب الفنانين، وكان نظرتها التي تركز على الأخلاق تتابع طريقًا مستقلًا عن الفن التجاري والاستهلاكي.
لوحة لم تكتمل بعد
في الأيام الأخيرة من حياته، كان منصورة عاليخاني منهمكة في عمل فني في ورشتها الخاصة، يحمل شعار “مأساة سيد الشهداء”. كانت في هذا العمل، الذي يروي مشهد كربلاء بعد عصر عاشوراء، تسعى لنقل الحزن والغربة والنور الكامن في تلك الليلة العظيمة، باستخدام الألوان.
وفقًا لما يقول أفراد أسرتها وأصدقاؤها، كانت مشغولة بهذه اللوحة لأسابيع، وكانت لها معنى خاص، لكن الصواريخ التي وُجهت ليلة ذلك اليوم على رؤوس الناس، حرمته من إكمال هذا العمل. الآن، بقيت تلك اللوحة غير مكتملة على جدار الورشة، وهي أكثر من مئات الكلمات تحكي عن مظلومية فنانة لم تترك ريشتها، حتى في لحظة رحيلها.
امرأة من سلالة الحماسة
لم تكن منصورة عاليخاني مجرد رسامة؛ كانت امرأة مؤمنة، ملتزمة ومترباة في مدرسة فنون الثورة الإسلامية. كانت أعمالها مزيجًا من التصوف، الفطرة، الدين والتاريخ. كانت من تلاميذ الأستاذ كاظم چلیپا البارزين، وكان فنها مزيجًا من الفن الإيراني، الديني والحديث، في مسار القيم الإسلامية. كان استخدام الألوان الحارة والرمزية، والأشكال المفهومية، والتطرق لمواضيع مثل عاشوراء، الانتظار، أمهات الشهداء، والمفاهيم القرآنية، من السمات الملاحظة في العديد من لوحاتها؛ وبعد استشهادها، كتب العديد من الفنانين والنشطاء الثقافيين عنها. قال الفنان الكاريكاتيري مسعود شجاعیطباطبایی في ملاحظة: «بالنسبة لها، لم تكن اللوحة سطحًا للألوان، بل كانت مرآة تعكس القلب؛ قلب مليء بالإيمان، والجمال والنور..»
شهادة لم تكن صامتة
رغم أن منصورة عاليخاني كانت تعيش في هدوء وبعيدًا عن ضجيج وسائل الإعلام، إلا أن شهادتها أطلقت هزة في جسد المجتمع الفني. فنانة، قضت سنوات عديدة في التدريس والمعارض، عرفت الأجيال الجديدة من الرسامين بمفاهيم المقاومة، التصوف والجمال، أصبحت في لحظة، صورة للمقاومة ذاتها. في زمن أصبحت فيه رواية الحرب أکثر قسوة من الرصاص، ماذا يمكن أن يكون أكثر بيانًا من امرأة أطلقت، بلوحتها الأخيرة “شام غربان”، صرخة المقاومة، ووقّعت عليها بروحها ودمها؟
إطارات ما زالت تنتظر
اليوم، الإطارات التي كان من المفترض أن تستضيف أعمال عاليخاني الجديدة، فارغة؛ لكن قلوب تلاميذها، أذهان محبيها ولوحتها غير المكتملة، مملوءة بذكرى أبدية. إن استشهاد منصورة عاليخاني ليس مجرد فقدان شخصي أو عائلي؛ كانت تمثل جيلًا كان يرى أن الفن ليس وسيلة للظهور، بل طريق لـ”رؤية الحقيقة”. فنانة جاءت في الصمت ورحلت في الصمت، لكن صوت أعمالها لا زالت يُسمع. وما أروع أن يكون الموت هو الذي يكمل حياتك؛ حيث يصبح الشهادة آخر إطارات الرسام.
تعریب خاص لـجهان بانو من موقع مؤسسة الفنون الإسلامية والثورة
این مطلب بدون برچسب می باشد.