اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وفقًا لتقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية، يشعر واحد من كل ستة أشخاص في العالم بالوحدة، ويموت مئات الآلاف […]
وفقًا لتقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية، يشعر واحد من كل ستة أشخاص في العالم بالوحدة، ويموت مئات الآلاف سنويًا بسبب عواقبها الجسدية والنفسية.وقد أصبحت هذه الأزمة العالمية، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى موضوع بارز في الثقافة والسياسات العامة، موضع اهتمام المنظمات الدولية الآن.
وقد سعت لجنة “الاتصال الاجتماعي” التابعة للمنظمة، من خلال تحليل بيانات الأعوام ۲۰۱۴ إلى ۲۰۲۳، إلى تحديد الفئات الأكثر عرضة للشعور بالوحدة، وتقييم تأثيراتها على الصحة الجسدية والنفسية. وأظهرت النتائج أن المراهقين وخاصة الفتيات، يشعرون بالوحدة أكثر من غيرهم.
في الفئة العمرية من ۱۳ إلى ۱۷ سنة، أفادت ۲۴٫۳٪ من الفتيات و۱۷٫۲٪ من الفتيان بشعورهم بالوحدة. أما في الفئة العمرية من ۱۸ إلى ۲۹ سنة، فقد كانت النسب متقاربة بين النساء والرجال (۱۶٫۸٪ للنساء و۱۷٫۴٪ للرجال). بينما تقل معدلات الشعور بالوحدة بين البالغين في منتصف العمر (۳۰ إلى ۵۹ عامًا) وكبار السن؛ على سبيل المثال، أبلغت ۱۳٪ فقط من النساء فوق سن ۶۰ و۹٫۹٪ من الرجال كبار السن عن شعورهم بالوحدة.
ويبلغ متوسط الشعور بالوحدة على مستوى العالم ۱۶٫۱٪ بين النساء و۱۵٫۴٪ بين الرجال. ورغم أن الفرق بين الجنسين ليس كبيرًا، إلا أن توزيعها العمري مُقلق: كلما كان العمر أصغر، زاد خطر الشعور بالوحدة. وتشير هذه البيانات إلى أن الفتيات المراهقات يعانين من غياب العلاقات الاجتماعية المرضية في المرحلة التي من المفترض أن تكون ذروة تكوين علاقاتهن الاجتماعية.
أسباب خفية وعواقب مميتة
قال الدكتور “فيفيك مورثي”، نائب المدير السابق لجراحة الصحة العامة في الولايات المتحدة والرئيس المشارك لهذه اللجنة، خلال مؤتمر صحفي: “هناك العديد من العوامل التي تقف وراء هذه الموجة الواسعة من الوحدة والعزلة، منها ضعف الصحة البدنية والنفسية وهو ما قد يؤدي بدوره إلى عزلة اجتماعية، إضافة إلى التهميش الاجتماعي والاستخدام المفرط والضار لوسائل الإعلام الرقمية، خاصة بين الشباب”.
وأكد أن قضاء الوقت بمفردك لا يعني بالضرورة أنك وحيد.
وبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، تحدث “العزلة الاجتماعية” عندما يفتقر الفرد إلى شبكة علاقات اجتماعية كافية، في حين أن “الوحدة” هي “الشعور المؤلم الناتج عن غياب العلاقات التي يرغب بها الفرد” ورغم أن البيانات المتوفرة حول العزلة الاجتماعية محدودة، فإن اللجنة تقدّر أن هذه الظاهرة تؤثر على ما يصل إلى ثلث كبار السن وربع الشباب.
ويشير التقرير إلى أن كلاً من الوحدة والعزلة الاجتماعية يمكن أن تكون لهما آثار خطيرة على الصحة. فهاتان الظاهرتان تتسببان في وفاة أكثر من ۸۷۰ ألف شخص سنويًا وترفعان بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أمراض القلب، السكري، التدهور المعرفي والاضطرابات النفسية. و فی المقابل ، فإن وجود علاقات اجتماعية قوية يمكن أن يعزز الصحة والسعادة ويطيل العمر.
لهذا السبب، يؤكد خبراء منظمة الصحة العالمية على ضرورة أن تتعامل الحكومات مع قضية الوحدة بجدية على مستوى السياسات، وأن تضع خططًا لتعزيز الروابط الاجتماعية. وقال الدكتور مورثي: “لقد تجاهلنا لسنوات الصحة الاجتماعية وقد حان الوقت لتغيير ذلك”.
استراتيجيات عالمية لمواجهة الوحدة
وفي بعض البلدان، تم اتخاذ تدابير عملية لمكافحة الشعور بالوحدة. وقال “ياكوب فورسميد”، وزير الشؤون الاجتماعية والصحة العامة في السويد، إن بلاده أطلقت هذا العام مشروعًا بقيمة ۳۰ مليون يورو لمواجهة ظاهرة الوحدة، يخصص جزء منه لتحديد كبار السن الوحيدين والتواصل معهم.
كما سيتم خلال الأشهر القادمة، توزيع بطاقات للفئة العمرية من ۱۶ إلى ۱۸ سنة تتيح لهم المشاركة في أنشطة جماعية مثل الرياضة، النزهات في الطبيعة، الأعمال التطوعية، الفعاليات الثقافية. ولن تُقبل هذه البطاقات إلا في الأنشطة التي تتم بمشاركة الآخرين. وتهدف هذه الخطة إلى تعزيز المهارات الاجتماعية لدى الشباب وبناء جسور التواصل بين الأجيال.
تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباءالسابعة صباحًا