اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
هلنا غلامي، الفتاة البالغة من العمر ۱۲ عامًا، بطلة الكاراتيه في كيوكوشين في آسيا، التي زارت كربلاء مشيًا مرة واحدة، كانت تتمنى أن تعود زائرةً لمرقد أبي عبد الله الحسين. لكن الهجوم الصاروخي من قبل النظام الإسرائيلي على طريق طهران-قم، أخذ منها هذه الفرصة وسلب حياتها.
وفقا لوکالة أنباءفارس، في الزقاق الذي تُعرض فيه صور هلنا على الجدران، وُضعت لافتة لها؛ الفتاة التي استشهدت قبل أقل من عشرة أيام. وعندما رأيت هذه اللافتة، انكسرت قلبي. على الرغم من أنني كنت قد حددت موعدًا مع والدتها، إلا أنني كنت خائفًا من مواجهتها. إنها أمٌ فقدت طفلها على يد نظام يقتل الأطفال.
عندما دخلت المنزل، كانت أجواء محرم تطغى على كل زاوية. كانت رايات عزاء الإمام الحسين (ع) تملأ المكان. قالت والدتها ودمعها في حلقها: “أقوم بتزيين البيت بالسواد في شهري محرم وصفر كل عام. هذا العام أضفت شريحتين أخريين نيابةً عن هلنا. هلنا كانت تعشق محرم. كل ليلة كانت تضرب الطبول في الهيئات وتُزين المنزل بالأسود في الأيام العشرة الأولى من محرم. عندما كنا نقيم مجالس العزاء، كانت تدعو بحماس نساء الحي، وكانت نشطة في توزيع النذور. لكن العام، بقي فقط مكانها الفارغ.”
أثناء المقابلة، جاء بعض الأشخاص لتقديم التعازي. الأم، بلغة اللّكي، كانت تقول بوجع: “حلوتي.. روحي..”. كانت الكلمات تنطلق من أعماق روحها. حزن لا يتحمل. قالت: “هلنا كانت زهرة بيتنا. لطيفة، مُبهجة ومليئة بالحياة.” مع كل دمعة لها، كنت أبكي أيضًا في قلبي وأقول: “اللهم، دمر كل من تسبب في إراقة دماء الأبرياء.”
تتابعت الأم: “هلنا كانت دائمًا تقول إنها ترغب في أن تكون الأولى. أرادت أن تكون الأفضل. منذ صغرها، جعلت حياتها في الرياضة، وبحبٍ، حققت الميداليات واحدة تلو الأخرى. والآن أيضًا، قد تصدرت بفضل استشهادها.”
تذكرت يوم الحادث بهدوء مُر. كان ذلك اليوم عندما كانوا عائدين إلى خرمآباد، وكان الوقت حوالي الساعة الحادية عشر والنصف ظهرًا. وقع انفجار هائل. أصيبت هلنا وأُحرقت أجزاء من وجهها. تم نقلها إلى مستشفى حفتير في مدينة ري، وبقيت في غيبوبة لمدة ثلاثة أيام. قالت والدتها: “لم أصدق أنها ستموت شهيدة. كانت هلنا قد أتمت للتو الثانية عشر من عمرها. كان تاريخ ميلادها في العاشر من يونيو. والآن، علي أن أُعزيها. اللهم، لا تترك هذه الحكومة الإجرامية.”
وأضافت: “قبل عامين، ذهبنا مشيًا إلى كربلاء معًا. كان يوم الأربعين. قلت لها إن الطريق صعب، لكنها لم تُظهر الاستسلام مرة واحدة. كانت تتمنى العودة مرة أخری، وهي أمنية لم تتحقق. والآن أواجه ذكرياتها التي تقتلني في كل لحظة.”
عندما سمعت نحيب النساء، أصبح الأم غير قادرة على التحمل. بلسان اللّكي قالت: “ابنتي، أفتقدك. لم يحن وقت رحيلك بعد.” وكانت تضيف: “هلنا كانت دائمًا ترغب في أن تكون حديث الناس، والآن مع استشهادها، أصبحت رائدة.” عندما كانت تذهب للمسابقات، كانت تقول “ادعوا لي أن أكون الأولى”، والآن بفضل استشهادها، أصبحت خالدة.
قالت الأم: “ربما لو لم تستشهد، لكان فراقها أصعب علي. لكن عندما أفكر في كلماتها عندما كانت تقول إنها ترغب في أن تكون فخورة، أهدأ نفسي. هي الآن في مكان ربما يكون أسهل بكثير من عالمنا المليء بالظلم.”
استشهاد هلنا والأطفال الآخرين هو وثيقة على جرائم النظام القاتل للأطفال الذي استشهد الآلاف من الأطفال في غزة. نظامٌ يدعي أنه يهاجم مراكز عسكرية، لكنه لا يتوانى عن قتل النساء والأطفال.
کلمات والدتها: “هلنا لم تكن عسكرية ولا عالمة نووية، كانت مراهقة تحمل أحلامًا كثيرة، وكانت ترغب في التألق في مجال الرياضة، وأريد أن تصل صوتي إلى المنظمات التي تُسمى حقوق إنسان، لأقول إن ابنتي قُتلت بلا ذنب.”
مدربها، رضوان بيرانوند، قال: “هلنا بدأت ممارسة رياضة الكيـوكوشين منذ أن كانت في السادسة من عمرها. كانت منظمة، ذات أخلاق، مجتهدة وطيبة. كانت دائمًا حاضرة في التدريبات وقلما تغيب. حصلت على مراكز عديدة في المنافسات المحلية والوطنية والآسيوية وكانت غالبًا في المركز الأول. أهم ميدالية لها كانت الميدالية الآسيوية التي حصلت عليها بعد هزيمة أربعة منافسين أقوياء.”
تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباء فارس-لرستان