اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
استندت الصحيفة إلى دراسة جديدة اعتبرتها الأشمل حتى الآن، أعدها البروفيسور مايكل سباغات، الخبير في تحليل الوفيات أثناء النزاعات المسلحة، بالتعاون مع الدكتور خليل الشقاقي، عالم السياسة الفلسطيني. وشملت الدراسة مسحا ميدانيا لـ 2000 أسرة في قطاع غزة تضم نحو ۱۰ آلاف شخص، وقدرت عدد القتلى في القطاع حتى يناير/ كانون الثاني ۲۰۲۵ بـ ۷۵,۲۰۰ شخص نتيجة أعمال عنف مباشرة، معظمها بسبب الذخائر الإسرائيلية.
في الوقت الذي تنفي فيه إسرائيل صحة أرقام وزارة الصحة الفلسطينية وتدّعي المبالغة، اعتبرت هآرتس أن هذه الرواية تتهاوى أمام تقارير وتحقيقات أكاديمية دولية. فبحسب الدراسة، فإن أرقام وزارة الصحة حتى يناير ۲۰۲۵ (۴۵,۶۶۰ قتيلا) أقل بنحو ۴۰% من العدد الحقيقي.
ما يدعم نتائج هذه الدراسة، حسب الصحيفة، هو تطابقها الكبير مع دراسة أخرى أجراها باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي ونُشرت في يناير ۲۰۲۵، وقد خلصت إلى تقديرات مماثلة.
لكن الأرقام لا تتوقف عند القتلى المباشرين. التقرير تناول أيضا الوفيات غير المباشرة، أي من قضوا بسبب الجوع، والمرض، والبرد، وانهيار النظام الصحي. ويقدّر الفريق أن هذه الأسباب أودت بحياة ۸۳,۷۴۰ شخصا حتى يناير ۲۰۲۵، مما يرفع إجمالي الضحايا إلى عتبة ۱۰۰ ألف قتيل تقريبا، خاصة أن وزارة الصحة في غزة وثقت أكثر من ۱۰ آلاف وفاة إضافية بعد شهر يناير، معظمها في ظروف مشابهة، دون احتساب الوفيات الزائدة المستمرة.
تشير بيانات الدراسة إلى أن ۵۶% من الضحايا هم من النساء والأطفال دون سن الـ ۱۸، وهي نسبة غير مسبوقة في معظم النزاعات المسلحة منذ الحرب العالمية الثانية، وتتجاوز ضعف مثيلاتها في النزاعات المعاصرة. فعلى سبيل المثال، كانت نسبة النساء والأطفال في حروب مثل سوريا (۲۰%)، العراق (۱۷%)، وكوسوفو (۲۰%) أقل بكثير.
وتضيف الدراسة أن نسبة القتلى من السكان في غزة ربما وصلت إلى ۴%، وهي نسبة لم تسجل في أي صراع آخر في القرن الحالي. وقد اعتبرت الصحيفة أن هذه النسبة تُظهر مستوى الدمار الإنساني الذي لحق بالقطاع المحاصر.
رغم ضخامة هذه الأرقام، انتقدت هآرتس صمت المتحدثين الرسميين الإسرائيليين، مشيرة إلى أن حرب 7 أكتوبر هي الأولى التي لم يصدر فيها الجيش الإسرائيلي تقديرا لعدد القتلى المدنيين من الطرف الآخر. الرقم الوحيد الذي تكرره المصادر الإسرائيلية هو مقتل ۲۰ ألف مقاتل من حماس وفصائل أخرى، وهو رقم لا يستند إلى أي قوائم موثقة أو مصادر علنية. ووفقا للبروفيسور سباغات، فإن محاولات فريقه لحصر أسماء المقاتلين الذين يُعتقد أنهم قُتلوا، لم تتجاوز “بضع مئات”، مما يثير شكوكا كبيرة حول دقة الرقم الإسرائيلي المعلن.
مونت کارلو الدولیة
این مطلب بدون برچسب می باشد.