موجة اعتقالات جديدة للفتيات في أفغانستان؛ طالبان تواصل سياسة الاضطهاد

شن منتسبو وزارة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” لطالبان، في الأيام الأخيرة، حملة اعتقالات جديدة طالت الفتيات الشابات في كابل ونقلهن إلى المعتقلات، ما أثار قلقا ورود أفعال واسعة.

وقد داهم المنتسبون المسلحون لوزارة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” أحياء مختلفة بمدينة كابل خلال الأيام الأربعة الأخيرة وألقوا القبض على عشرات الفتيات الشابات.

وذكر مراسل شفقنا ان التقارير التي حصل عليها تفيد أن طالبان ألقت القبض بشكل رئيسي على الفتيات من عرقيتي الهزارة والطاجيك في المناطق الشيعية غربي كابل والمناطق غير  البشتون بحي “شهر نو” و “قلعة فتح الله” بوسط كابل.

ويقول مراسل شفقنا أنه شهد انتشارا واسعا للقوات المسلحة ومفتشي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لطالبان غربي كابل واضطهادهم للفتيات وحتى النساء المسنات.

وأبلغت مصادر محلية، مراسل شفقنا أن طالبان اعتقلت هؤلاء الفتيات الشابات بتهمة وذريعة “عدم ارتداء الحجاب” في حين كلهن كن محجبات، ولم يشب لباسهن أي إشكال شرعي وعرفي.

وبحسب المصادر المحلية، فان طالبان، أخلت سبيل هؤلاء الفتيات، بعد ليلة من إبقائهن في المعتقل والحصول على تعهد خطي من أسرهن.

استمرار سياسة القمع والاضطهاد

ويأتي الاعتقال الجماعي للفتيات الشابات في كابل على يد طالبان، في سياق مواصلة هذه الجماعة سياسة اضطهاد النساء وسياسات التمييز العرقي والطائفي.

وقد اعتقلت طالبان بشكل رئيسي، الفتيات الهزارة والطاجيك، وهي تسعى من خلال اتباع نهج “التخويف” و”الإجبار” و “العنف” لقمع النساء والفتيات من ذوات عرقية الهزارة والطاجيك وإرغامهن على ملازمة البيت.

وهذه الموجهة الثانية من سلسلة اعتقالات تطال الفتيات الهزارة والطاجيك على يد منتسبي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لطالبان بذريعة “عدم ارتداء الحجاب”.

وفي العام الماضي، ألقى منتسبو طالبان القبض على عشرات الفتيات الشابات في منطقة “دشت برجي” التي يقطنها الشيعة ومنطقة “خير خانة” التي يقطنها الطاجيك.

وفي ذلك الحين، أكد المقرر الخاص لحقوق الانسان للأمم المتحدة أن طالبان استهدفت هؤلاء الفتيات بسبب خلفيتهن العرقية وحسب.

وتعقيبا على ذلك، قالت رابطة المدافعين عن حقوق الانسان بأفغانستان أن “استهداف النساء في الأماكن العامة، يمثل نموذجا بارزا للسياسات التمييزية والممنهجة لطالبان لاقصاء النساء من المجتمع.”

وأضافت الرابطة: “إن عدم وصول الأسر والمؤسسات القانونية للمعتقلين، يزيد من القلق الجاد لديها إزاء تعرض المعتقلين للتعذيب والتحرش الجنسي وسوء المعاملة.”

مواصلة طالبان استخدام الدين كأداة

وتفرض طالبان القيود على النساء والفتيات على أساس نص يُعرف بـ “قانون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” وتلقي القبض على الفتيات الشابات تحت ذريعة عدم التقيد بهذا القانون.

وردا على هذه الاعتقالات قال شاه جل رضائي العضو السابق بمجلس النواب الأفغاني: “إن الاعتقالات العشوائية للنساء والفتيات في مختلف مناطق مدينة كابل، تعد من وجهة نظر القوانين الدولية، جريمة ضد الانسانية، ومن وجهة النظر الشرعية، انتهاكا سافرا للتعاليم الدينية وضرب القيم الاسلامية بعرض الحائط.”

وتابع إن “طالبان حوّلت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى سوط للاضطهاد والظلم وتستخدم الدين كأداة.”

واعتبر القيادي الجهادي الأفغاني عبد رب الرسول سياف، اعتقال الفتيات على يد طالبان بانه “جفاء للدين والشريعة”.

وكتب سياف: “يا طالبان، اخشوا الله! إن التطاول على النساء واعتقالهن على يد الرجال غير المحارم، وزجهن بسجن سجانوه من الرجال، كلها ممارسات، ليست مخالفة للدين والشريعة فحسب، بل تسحق العزة الاسلامية والحمية الأفغانية والمروءة الانسانية.”

وأضاف: “إن هذا الإجراء، ليس يعد عملا غير لائق شرعا، فحسب بل أن القيام به باسم الشريعة (الكبرى) يعد جفاء بحق الدين والشريعة.”

وهذه ليست المرة الأولى، التي يتم فيها اتهام طالبان بـ “استغلال” الأحكام الدينية و”استخدامها كأداة”.

وكانت جماعة طالبان، قد اتُهمت قبل هذا مرارا باستغلال أحكام الشريعة كأداة، الأمر الذي ندد به علماء الدين الأفغان وحتى المراكز الاسلامية حول العالم على نطاق واسع.

شفقنا