معاناة الشيخوخة السكانية

يشهد المجتمع اليوم ظاهرة صامتة تؤثر على ملايين النساء في منتصف العمر في جميع أنحاء العالم.

هؤلاء النساء، اللاتي تتراوح أعمارهن بين ۴۵ و ۶۵ عامًا، يعتنين في وقت واحد بالوالدين المسنين وأطفالهن، وهي حالة تُعرف بـ “جيل الساندويتش”.

تشير الإحصائيات إلى أن واحدة من كل أربع نساء في هذه الفئة العمرية تواجه هذا التحدي. الضغوط الناجمة عن هذه المسؤولية المزدوجة شديدة لدرجة أن ۶۸٪ من هؤلاء النساء يعانين من الإرهاق الجسدي والعقلي الشديد.

الحقيقة المرة هي أن العبء الأكبر لرعاية كبار السن يقع على عاتق النساء، حيث تبلغ حصة النساء في هذا المجال ثلاثة أضعاف حصة الرجال. كان لهذا الأمر تأثير مدمر على حياتهن المهنية، حيث اضطرت ۴۲٪ من هؤلاء النساء إلى تقليل ساعات عملهن أو حتى ترك وظائفهن. تصل القيمة الاقتصادية لعمل الرعاية غير مدفوع الأجر الذي تقوم به هؤلاء النساء سنويًا في بعض البلدان إلى ۱۵٪ من الناتج المحلي الإجمالي.

وسط هذه الإحصائيات المقلقة، تعد قصة حياة سارة، المعلمة البالغة من العمر ۵۲ عامًا، مثالًا واضحًا على الظروف الصعبة لهؤلاء النساء. يبدأ يومها في الساعة ۵ صباحًا ويتأرجح بين رعاية والدتها البالغة من العمر ۸۲ عامًا والتي تعاني من الزهايمر، وتلبية احتياجات ابنها البالغ من العمر ۱۶ عامًا، وتصحيح أوراق طلابها في وقت متأخر من الليل. هذه الظروف تخلق ضغوطًا نفسية شديدة، والتي يمكن أن تؤدي، وفقًا لعلماء النفس المتخصصين في شؤون كبار السن، إلى الاكتئاب والقلق والأمراض المزمنة.

لا تلبي سياسات الدعم الحالية احتياجات هذه المجموعة بأي شكل من الأشكال. تعترف ۱۲ دولة فقط في العالم بإجازة مدفوعة الأجر لرعاية كبار السن، وعادةً ما لا تغطي التأمينات الصحية تكاليف الرعاية طويلة الأجل. من ناحية أخرى، تلبي مراكز رعاية كبار السن النهارية ۵٪ فقط من الاحتياجات الحالية. أدت هذه النواقص إلى اضطرار ۵۸٪ من نساء جيل الساندويتش إلى إنفاق مدخراتهن التقاعدية لرعاية والديهن.

يستلزم الخروج من هذه الأزمة اتخاذ إجراءات فورية وشاملة. يعد إنشاء مراكز دعم شاملة لمقدمي الرعاية الأسرية، وسن قوانين الإجازة مدفوعة الأجر لرعاية كبار السن، وتطوير تأمينات الرعاية طويلة الأجل، وإنشاء شبكات دعم محلية من الحلول التي يمكن أن تخفف الضغط الواقع على هؤلاء النساء. بدون اهتمام جاد بهذه القضية، سيواجه المجتمع قريبًا عواقب لا يمكن إصلاحها في مجالي الصحة العامة والاقتصاد.

تعریب تحليلية خاص من جهان بانو لوكالة ABC News