الإجهاض أحد العوامل الهامة في تراجع النمو السكاني

الإجهاض هو إحدى القضايا المعقدة والمتعددة الأبعاد في المجتمعات المعاصرة، وهو ليس فقط مهمًا في مجال الصحة الفردية، بل أيضًا من منظور اجتماعي وديموغرافي.

يشير عالم الاجتماع، غلامرضا حسني، إلى تبعات هذه الظاهرة، مؤكداً: “الإجهاض، بغض النظر عن أسباب حدوثه، له دائمًا تأثير مباشر على نمو السكان في أي مجتمع. عندما يتجاوز عدد حالات الإجهاض حدًا معينًا، يمكن أن تصبح هذه الظاهرة أحد العوامل الفعالة في انخفاض معدل المواليد والأزمات الديموغرافية.”

أنواع الإجهاض ومصدره

يوضح هذا العالم الاجتماعي، مفصلاً أنواع الإجهاض: “يمكن تقسيم الإجهاض إلى فئتين رئيسيتين. الفئة الأولى، الإجهاض الذي يتم بتشخيص وتأكيد الطبيب وفي الأطر القانونية والعلاجية. هذا النوع من الإجهاض يتم أساسًا للحفاظ على حياة الأم أو صحتها ويحظى بقبول اجتماعي في المجتمعات المختلفة. الفئة الثانية، هي الإجهاض الطوعي الذي ينتج غالبًا عن علاقات خارج إطار الزواج، سلوكيات جنسية خطرة، أو لأسباب غير طبية. هذا النوع من الإجهاض يحمل جانبًا أكثر تحديًا ويترتب عليه عواقب اجتماعية ونفسية أوسع.”

عواقب الإجهاض

يتابع حسني، مشيرًا إلى تبعات هذه الظاهرة على مستويين فردي واجتماعي:

۱٫ العواقب الفردية

  الأضرار الجسدية: تعاني العديد من النساء بعد الإجهاض من مشاكل جسدية خطيرة، خاصة إذا تم هذا الإجراء في ظروف غير صحية.

   الأضرار النفسية:  الشعور بالذنب، الاكتئاب، والقلق هي من بين التأثيرات النفسية للإجهاض التي تستمر في كثير من الحالات لفترة طويلة.

۲٫ العواقب الاجتماعية والديموغرافية:

   انخفاض معدل المواليد: يمكن أن يؤثر ارتفاع حالات الإجهاض، خاصة الإجهاض المتعمد، بشكل مباشر على انخفاض معدل الخصوبة ويؤدي إلى أزمات ديموغرافية.

   الوصمة الاجتماعية: في العديد من المجتمعات، لا يزال الإجهاض الطوعي مصحوبًا بنوع من الوصمة الاجتماعية التي يمكن أن تؤدي إلى عزلة الفرد.

   التأثيرات الثقافية والاقتصادية: تخضع هذه الظاهرة في المجتمعات المختلفة لعوامل ثقافية واقتصادية وسياسية، يلعب كل منها دورًا في زيادتها أو تقليلها.

أهمية دراسة أسباب الإجهاض

يؤكد حسني: “لتقليل الأضرار الناجمة عن الإجهاض، من الضروري دراسة أسبابه بدقة. يجب أن تتم هذه الدراسة ليس فقط من منظور الصحة الفردية، بل أيضًا من منظور الصحة الاجتماعية.” ويضيف: “في العالم المعاصر، لم يعد الإجهاض مجرد مشكلة طبية، بل هو ظاهرة متعددة الأبعاد تتأثر بعوامل مختلفة بما في ذلك الثقافة، الاقتصاد، السياسة، والعلاقات الاجتماعية.”

التحديات والحلول

يشير هذا العالم الاجتماعي إلى التحديات الموجودة في مجال الإجهاض، خاصة في إيران، ويقدم حلولًا لتقليل الأضرار الناجمة عنه:

۱٫ التوعية الثقافية:

    يمكن أن يلعب التعليم العام حول تبعات الإجهاض وأهمية العلاقات الجنسية الصحية دورًا فعالًا في تقليل الحالات الطوعية.

۲٫ الدعم النفسي والاجتماعي:

  يمكن أن يساعد إنشاء مراكز الاستشارة والدعم للنساء، وخاصة أولئك اللواتي مررن بتجربة الإجهاض، في منع الأضرار النفسية.

۳٫ تعزيز القوانين والرقابة:

    يمكن أن تمنع الرقابة الدقيقة على المراكز العلاجية وتطبيق القوانين المتعلقة بالإجهاض القانوني الحالات غير الصحية والخطيرة.

۴٫ الاهتمام بالأبعاد الديموغرافية:

    يجب على صانعي السياسات الانتباه إلى تأثير الإجهاض على انخفاض معدل الخصوبة والأزمات الديموغرافية ووضع برامج لدعم الأسر وزيادة معدل المواليد.

الإجهاض ظاهرة متعددة الأوجه تمتد تأثيراتها إلى ما هو أبعد من القضايا الفردية لتشمل المجالات الاجتماعية والثقافية والديموغرافية. لتقليل الأضرار الناجمة عن هذه الظاهرة، نحتاج إلى نهج شامل ومتعدد الأبعاد يراعي صحة المرأة الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى الجوانب الاجتماعية والديموغرافية.

تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباء شهرآرا نيوز