تبعات منع النساء من تلقي التعليم والعمل في أفغانستان؛ ازياد وفيات الأمهات

أقدمت جماعة طالبان منذ أن أعادت سيطرتها على أفغانستان عام 2021، على منع الفتيات ما بعد الفصل الدراسي السادس من تلقي التعليم، وأغلقت الجامعات أمام الفتيات وحتى أنها منعتهن من الدراسة في فروع خاصة بالنساء من مثل القبالة والتمريض.

وعلى خلفية هذا المنع، بات نحو ۳ ملايين فتاة في أفغانستان محرومات من التعليم ولم تستطعن مواصلته.

وتقول سلطات طالبان أن عددا من القضايا الثقافية والتقاليد المحلية للبشتون، حالت دون تعليم الفتيات ويجب تذليلها.

بيد أن التقرير الجديد الذي أصدرته الأمم المتحدة يظهر أن ۹۲ بالمائة من الشعب الأفغاني يعارض رؤية طالبان بشأن تعلم الفتيات.

وبحسب التقرير، فان النساء والرجال في المجتمعات الحضرية والريفية بأفغانستان يدعمون تعليم الفتيات ويعتبرونه ذا أهمية.

كما حظرت طالبان، النساء من العمل في الدوائر الحكومية والمنظمات الدولية والمؤسسات غير الحكومية الداخلية والدولية، كما أغلقت الأعمال التي تدريها النساء.

وقد حذّر قسم المرأة بالمنظمة الدولية في تقريره الجديد من استمرار منع النساء من التعليم والعمل في أفغانستان وتداعياته المضرة.

خسائر بأكثر من ۹۰۰ مليون دولار

وتطرق قسم المرأة بمنظمة الأمم المتحدة في تقريره الجديد إلى تبعات منع النساء من العمل والتعليم على اقتصاد أفغانستان.

وجاء في التقرير أن منع النساء من العمل والتعليم ترك آثارا سلبية واسعة على الاقتصاد الأفغاني ودخل الأسر.

ووفقا للتقرير، فمن المتوقع أن يتسبب منع النساء من العمل والتعليم في الفترة من ۲۰۲۴ إلى ۲۰۲۶ بخسائر مالية تقدر بأكثر من ۹۲۰ مليون دولار للاقتصاد الافغاني.

وأضاف التقرير أن هذا المنع، ساهم في تصعيد الأزمة الإنسانية وأدى إلى أن تتعرض الكثير من الأسر التي تعيلها نساء لمشاكل في مجال توفير الإيرادات والدخل.

وعلى خلفية الحرب لأكثر من أربعة عقود في أفغانستان، فان عددا كبيرا من الأسر فقدت معيليها من الرجال، وباتت النسوة اليوم، يوفرن دخل ويؤمن معيشة هذه الأسر.

إلا أن طالبان، وبعد أن أعادت سيطرتها على البلاد، منعت هؤلاء النسوة من العمل من دون أخذ ظروفهن بنظر الاعتبار، وبالتالي فان هذه الأسر أصبحت تمر بمشاكل اقتصادية جادة.

على سبيل المثال، قال أحد مسؤولي طالبان المحليين في غور، لهؤلاء النساء أن من الأفضل أن “يمتن” بدلا من الذهاب إلى خارج البيت للعمل.

ازدياد معدلات وفيات النساء

وعلى الرغم من أن أفغانستان تعاني من نقص شديد في الأطباء والطاقم الطبي من النساء، فان طالبان، حظرت عليهن التعليم في هذه القطاعات الطبية.

وسلط قسم المرأة بمنظمة الأمم المتحدة في تقريره الضوء على تداعيات هذا  الحظر على صحة النساء. وتوقع أن ترتفع معدلات وفيات الأمهات مع استمرار هذا الحظر، لأكثر من ۵۰ بالمائة حتى عام ۲۰۲۶٫

كما توقع أن ترتفع معدلات زواج الأطفال بنسبة ۲۵ بالمائة والولادة المبكرة للفتيات اليافعات بنحو ۴۵ بالمائة.

وأكد قسم المرأة بالأمم المتحدة أن هذه القيود وأبعد من القضايا الاقتصادية والروتين اليومي، ستبدد بصورة ممنهجة قدرات النساء لتصور مستقبل يتمكن فيه من العمل، وقيادته والمساهمة فيه.

وقالت مسؤولة الشؤون الإنسانية بقسم المرأة بالأمم المتحدة صوفيا كالتورب، أنه ورغم ذلك فان النساء الأفغان لم يفقدن الأمل، وحولنه إلى استراتيجية وردة فعل واعية في مقابل الاضطهاد الذي تمارسه طالبان.

ودعت إلى الاستجابة الفعلية لمطالب النساء والفتيات الأفغانيات في مقابل الاضطهاد الذي تمارسه طالبان واعتبرتها واحدا من أكبر “الاختبارات” في العالم في مجال المساواة بين الجنسين.

شفقنا