اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في المجتمعات المهمّشة مثل دير الشمس جنوب الخليل، تواجه النساء تحديات مركّبة: عزلة عميقة، فقر، وصعوبات بالغة في الوصول إلى الخدمات والدعم الحيوي. آيات، أم حامل تبلغ من العمر ۲۹ عاماً ولديها أربعة أطفال، تصف المعاناة اليومية حتى في أبسط الاحتياجات الصحية: “إذا أردنا رؤية طبيب، علينا الذهاب إلى مدينة الخليل. نحتاج إلى سيارة أجرة خاصة تكلف ۶۰ أو ۷۰ شيكلاً (أي ما يعادل ۱۸ إلى ۲۲ دولاراً) – إنها مسافة طويلة.”
لما، البالغة من العمر ۲۴ عاماً، تعيش قلقاً دائماً بشأن الاحتياجات الطبية لابنتها الصغيرة جوري. تقول: “الآن جوري تعاني من التهاب في الأذن، وسأضطر للانتظار حتى يأتي الطبيب إلى هنا ليقدم لها العلاج، هو يحضر مرة في الأسبوع.”
بفضل التمويل الهام من حكومة كندا ، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) بالشراكة مع جمعية تنظيم وحماية الأسرة الفلسطينية (PFPPA) وجمعية أدوار للتغيير المجتمعي، على سد هذه الفجوات الحرجة. فالمساحة الآمنة المتنقلة تقدم دعماً نفسياً واجتماعياً وجلسات توعية وبرامج تمكين مباشرة إلى المجتمعات المعزولة في دير الشمس. ومن خلال شراكته مع كندا، أنشأ صندوق الأمم المتحدة للسكان أيضاً مساحات آمنة للنساء والفتيات في مدينة الخليل وطولكرم وجنين، تقدّم خدمات شاملة لإدارة الحالات والمساعدة القانونية وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما يضمن دعماً يوفر الخصوصية وسهل الوصول لمن هنّ في أمس الحاجة، إضافة إلى مأوى للنساء في نابلس.
بالنسبة لنساء مثل آيات، ولما، وسميرة (38 عاماً) مديرة لجنة حماية النساء في دير الشمس، تمثل المساحات الآمنة أكثر بكثير من مجرد موقع. تؤكد سميرة الأثر العميق الذي بدأت تُحدثه: “المساحة الآمنة هنا تمنحنا الأمل بأن هناك من يرانا ويسمعنا ويهتم لأمرنا. نريد من يسألنا: هل أنتن بخير؟ هذه القافلة ليست مجرد مساحة آمنة، بل مكان نتحدث فيه بحرية، نضحك، ونبكي معاً دون خجل. ومكان نصبح فيه أقوى.”
تؤكد لما على شعورها بالأمان والذي توفره هذه المساحة الآمنة وتقول: “نحن بحاجة إلى مكان نتحدث فيه ونحصل على المشورة. الاحتلال في كل مكان، من جميع الجهات. نحن محاصرون. نحن دائماً خائفات.”
تشكل هذه المساحات الآمنة طوق نجاة أساسياً، فهي توفر بيئة آمنة وسهلة الوصول تُمكّن النساء من التواصل، والتحدث بصراحة، والحصول على الدعم الضروري بعيداً عن مشقة السفر الطويل أو الخوف من الوصمة. حتى في أكثر الظروف قسوة، تُثبت هذه المبادرات أن حماية النساء والفتيات وتعزيز صمود المجتمعات ليست مجرد إمكانية، بل ضرورة حتمية. ومع استمرار تفاقم الاحتياجات الإنسانية في الضفة الغربية، فإن الحفاظ على هذه المساحات الآمنة وتوسيع نطاق الخدمات الأساسية المقدمة للنساء والفتيات يتطلب دعماً دولياً عاجلاً وثابتاً لا يتزعزع.
یونیسف