د. صوفيا زعرب لـ ” نساء إف إم: نقص وحدات الدم في غزة يهدد حياة المرضى والنساء ويقود إلى كارثة إنسانية

تشهد مراكز نقل الدم في قطاع غزة أزمة حادة تهدد حياة العديد من المرضى، لا سيما مرضى الأورام، ومرضى فقر الدم، والأطفال المصابين بأمراض دم مزمنة، بالإضافة إلى النساء بعد تلقيهن جرعات العلاج الكيميائي. وتعتمد هذه الفئات على وحدات الدم ومكوناته كعلاج أساسي، إذ لا يمكن تقديم أي علاج آخر لهم دون توفر الدم. كما يعدّ الجرحى والمصابون في المستشفيات من أبرز الفئات المتأثرة، حيث يُعطى الدم فور وصولهم كإجراء إسعافي أولي لإنقاذ حياتهم.

وأكدت دكتورة صوفيا زعرب، مديرة وحدة المختبرات وبنوك الدم،  في حديث مع “نساء إف إم، أن الوضع في قطاع غزة كارثي لأبعد الحدود بسبب النقص الحاد في وحدات الدم، مشيرة إلى أن تفشي الجوع وسوء التغذية أدى إلى تراجع الإقبال على التبرع بالدم، مما زاد الضغط على المراكز الطبية. وأوضحت أن الحاجة اليومية من وحدات الدم ومكوناته كانت قبل أسبوعين تصل إلى نحو ۳۵۰ وحدة، أما اليوم فتبلغ الحاجة ما بين ۴۰۰ و۴۵۰ وحدة، بل وأكثر، لتلبية متطلبات المرضى في مختلف المستشفيات.

وأضافت زعرب أن الأزمة تفاقمت بسبب نقص أكياس الدم وأجهزة نقل الدم (Transfusion Set)، بالإضافة إلى نقص المواد اللازمة لفحص الوحدات والتأكد من خلوها من الفيروسات، مما أثر سلباً على المرضى والعاملين في هذا القطاع الحيوي.

وأشارت إلى أن جميع الفئات في المجتمع الغزي بحاجة إلى وحدات الدم، مع انتشار واسع لفصائل الدم O موجب وA موجب، إضافة إلى الفصائل النادرة مثل O سالب، وهو ما يزيد من صعوبة إسعاء الحالات الحرجة، مثل المرأة الحامل التي تحتاج إلى وحدات دم محددة لإجراء عملية ولادة قيصرية أو إنقاذ حياتها في الحالات الطارئة.

وحذرت زعرب من أن استمرار نقص وحدات الدم خلال اليومين القادمين قد يؤدي إلى فقدان حياة عدد كبير من المرضى والجرحى، إضافة إلى النساء والأطفال، معتبرة أن الوضع قد يصل إلى حد الكارثة الإنسانية إذا لم يتم توفير وحدات الدم بشكل عاجل.

وتؤكد الجهات الصحية أن تلبية الاحتياجات اليومية من الدم ومكوناته تعد أولوية قصوى لإنقاذ حياة المرضى والمصابين، وأن أي تأخير أو نقص في التبرع سيزيد من معاناة المرضى ويهدد حياة فئات واسعة في المجتمع.

نساء‌FM