اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وتحمل المرأة العُمانية وفنانات عمانيات هذا الدور بوعيٍ وثقة، مستندة إلى تراث غني وموروث بصري متنوع، تترجمه في لوحاتها وأعمالها الفنية بما يُجسّد خصوصية الهوية الوطنية.
تقول هاجر بنت جمعة المعمرية، معلمة فنون بصرية بمدرسة بوشر للتعليم الأساسي، إن معلمة الفنون التشكيلية تؤدي دورًا مهمًّا في ترسيخ جماليات البيئة العُمانية وتنوعها في أذهان وقلوب الطلبة، ما يعزز لديهم الانتماء الوطني، ويسهم في بناء هوية فنية عُمانية أصيلة.
وأضافت “أمارس الفن مع طلابي من خلال المشاريع الصفية باستخدام خامات فنية متنوعة وتطبيقات رقمية حديثة في الرسم، الأمر الذي يجعل من حصة الفنون مساحة حرة للإبداع والتعبير”.
وترى المعمرية أن الجيل القادم يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة في المحافظة على القيم الفنية، وإبراز الهوية الوطنية من خلال فهم الرموز والزخارف والألوان والمواد المستخدمة في الفنون التقليدية، وممارسة الحرف اليدوية كجزء من الدروس الفنية.
وأكدت أن هذا الجيل يمثل جسرًا حيًّا يربط بين تراث الأجداد وطموحات المستقبل، ويقوم بدور حيوي في نقل القيم الفنية وصون الهوية الوطنية، وتقديمها بأساليب عصرية تعبّر عن روح المرحلة.
ومن جانبها، أوضحت جنان بنت محمد آل عبدالسلام، طالبة تربية فنية بجامعة السلطان قابوس، أن أكثر ما يُلهمها في الفن هو قدرته على احتواء آلاف المعاني وتحويل الأفكار والمشاعر إلى أعمال نابضة بالحياة.
وقالت “الفن بالنسبة إلي مساحة لا حدود لها، أستطيع من خلالها التعبير عن أفكاري وهويتي بلغة عالمية يفهمها الجميع. كل لوحة أرسمها ليست مجرد تقنيات فنية، بل حالة من الصدق العميق، تعكس من أنا، ومن أين أتيت.”
وترى أن الفن ليس فقط وسيلة للتعبير الجمالي، بل أداة حقيقية للحفاظ على الهوية الثقافية وإحيائها، من خلال إعادة تقديم الرموز والعناصر التراثية بروح معاصرة، تواكب العصر وتحافظ على الجذور.
وأضافت “اختيارات الفنان في اللون والشكل والتكوين ليست صدفة، بل هي انعكاس لوعيه وتكوينه وثقافته. الفن فعل نابع من وعي، وهو حبل وصل بين الإنسان وثقافته، وبين ماضيه وحاضره ومستقبله”.
أما حورية بنت غالب الحراصية، فنانة بصرية، فترى أن المرأة العُمانية تلعب دورًا محوريًا في إثراء المشهد الفني من خلال أعمالها التي تنبض بالذاكرة والانتماء.
وتقول “استلهمت عناصر أعمالي من البيئة العُمانية بما تحمله من تنوع بصري فريد، من الجبال والبحر والنخيل، وحوّلتها إلى لوحات تعبّر عن وجدان المرأة وروح المكان، وتُجسّد ملامح الوطن بروح معاصرة”.
وأكدت الحراصية أن الفنانة العُمانية استطاعت أن تثبت حضورها في الساحة الفنية، من خلال مشاركاتها المحلية والدولية، وأن تُقدّم صورة مشرقة عن المرأة المبدعة القادرة على الموازنة بين الأصالة والتجديد، وأن تكون صوتًا معبرًا عن وعي ثقافي عميق بأهمية الفن في بناء الإنسان وصون الهوية.
وتابعت أن “الفن لا يقتصر على الإبداع الشخصي، بل هو أيضًا رسالة تُروى من خلالها قصص عن الأرض والذاكرة، وتبقى الثقافة حيّة في قلوب الأجيال القادمة.”
تؤكد هذه النماذج من الفنانات والمربيات العُمانيات أن الفن التشكيلي ليس مجرد وسيلة للتزيين أو الترف الجمالي، بل هو مساحة للهوية، ومنبر للتعبير، وجسر بين الأجيال. كما يُثبت أن للمرأة العُمانية حضورًا فنيًا راسخًا ومؤثرًا، يُثري المشهد الثقافي الوطني، ويُسهم في الحفاظ على الموروث وتقديمه برؤى معاصرة تنتمي للزمن وتُعبّر عن الذات.
العرب