نصف نساء ألمانيا يشعرن بعدم الأمان: هل بلغ القلق في الشوارع الألمانية حداً خطيراً؟

استطلاع حديث يكشف أن وسائل النقل والحدائق أصبحت مصدرا لعدم الشعور بالأمان لدى نصف سكان ألماتنيا خاصة النساء وسط جدل محتدم أثارته تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس حول "تغيّر صورة المدن" بفعل

كشف الاستطلاع أن ۵۵٪ من النساء في ألمانيا قلن إنهن لا يشعرن بالأمان في أي من الأماكن العامة.

قال نصف سكان ألمانيا  إنهم يشعرون بعدم الأمان في العديد من الأماكن العامة، وذلك وفقا لاستطلاع حديث أجراه معهد “سيفي” لقياس مؤشرات الرأي، بتكليف من مجموعة “فونكه” الإعلامية الألمانية.

وكشف الاستطلاع أن ۵۵٪ من النساء المشاركات فيه قلن إنهن لا يشعرن بالأمان في أي من الأماكن العامة، مثل وسائل النقل العامة وحمامات السباحة والفعاليات والمهرجانات والحدائق والنوادي والحانات.

كما أفاد ۴۹٪ من الرجال بأنهم لا يشعرون بالأمان في أي من هذه الأماكن أيضا.

وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن الشعور بانعدام الأمان كان واضحا بشكل خاص في المحطات والنوادي والحانات، حيث قال فقط ۱۷٪ إنهم يشعرون بالأمان في المحطات، و۱۹٪ في النوادي والحانات. أما بين النساء، فلم تتجاوز النسبة ۱۴٪ في كلا المكانين.كيف غيرت الهجرة ألمانيا؟

وبحسب معهد “سيفي”، شمل الاستطلاع ۵ آلاف شخص فوق سن ۱۸ عامًا، وأُجري عبر الإنترنت في الفترة من ۲۳ إلى ۲۷ أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وبالمقارنة مع الوضع في عام ۲۰۱۵، قال ۷۱٪ من النساء و۶۸٪ من الرجال إنهم يشعرون اليوم بأمان أقل، بينما قال ۲۶٪ إن شعورهم بالأمان لم يتغير.

وفيما يتعلق بالانتماء الحزبي، أفاد ۹۶٪ من مؤيدي حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي، و۸۷٪ من مؤيدي الحزب الديمقراطي الحر، و۸۲٪ من مؤيدي  الاتحاد المسيحي، بأن شعورهم بالأمان قد تراجع.

في المقابل، قال غالبية مؤيدي حزب  الخضر (65٪) وأنصار  الحزب الاشتراكي الديمقراطي  (55٪) إنهم لا يلاحظون أي فرق مقارنة بالوضع قبل عشر سنوات.

وقد أثارت تصريحات المستشار الألماني  فريدريش ميرتس الأخيرة، حول تغيير “صورة المدن” بسبب الهجرة، جدلًا واسعًا حول الأمان الحقيقي والمُتصوَّر في المدن الألمانية.

وأظهر الاستطلاع آراء متباينة بشأن تقييم الألمان لخطاب ميرتس حول أمن النساء في الأماكن العامة؛ إذ قيّم ۴۷٪ من المشاركين خطابه بشكل إيجابي، بينما رآه ۴۲٪ آخرون سلبيا.

“مناطق محظورة على النساء”

بدورها دافعت رئيسة اتحاد النساء في  الحزب المسيحي الديمقراطي  ووزيرة الصحة الألمانية نينا فاركن عن تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشأن “صورة المدن”، التي أثارت انتقادات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية.

وفي حديث لموقع تيبل بريفينغ مساء الاثنين، أشارت فاركن خصوصا إلى ما ترويه النساء عن شعورهن بعدم الأمان في الأماكن العامة، قائلة: “الحقيقة أن النساء، سواء الشابات أو الأكبر سنا، يشعرن في كثير من الأحيان بعدم الأمان في الأماكن العامة، ويتجنبن بعض المواقع والمسارات، بل ويحملن معهن بخاخ الفلفل”.

وعندما سُئلت عما إذا كان ذلك يعني وجود “مناطق محظورة على النساء في  ألمانيا“، أجابت: “نعم، هذا موجود. كثير من النساء يذكرن لي أنهن يتجنبن أماكن معينة، بل ويتجنبن السفر بالقطار أحيانا”.

كما دافعت الوزيرة عن الربط الذي أقامه المستشار بين “صورة المدن المقلقة” والهجرة، قائلة: “إنه أيضا موضوع يتعلق بالهجرة. فجرائم العنف ارتفعت، وهناك نسبة كبيرة من المشتبه بهم من الأجانب. النساء الشابات يتحدثن عن مواقف مزعجة مع رجال عموما، لكن كثيرات منهن يشِرن بشكل خاص إلى رجال من خلفيات مهاجرة عندما يتحدثن عن المضايقات أو الاعتداءات”. وأضافت: “نعلم جميعا أن وضع المرأة في كثير من بلدان المنشأ مختلف، وهذا مثبت بالأرقام وبالعديد من الشهادات”.

اتهامات بالعنصرية

وكان ميرتس قد تحدث قبل أكثر من أسبوع عن “صورة مدن مقلقة” في سياق النقاش حول سياسة الهجرة، دون أن يذكر تفاصيل في البداية، ما أثار موجة من الاتهامات له بالعنصرية. وردّ لاحقا قائلا: “ليس لدي ما أعتذر عنه. اسألوا بناتكم!”.

وبعد استمرار الانتقادات، أوضح ميرتس مساء الأربعاء الماضي أن ألمانيا بحاجة إلى الهجرة، خصوصا لسوق العمل، لكنه أشار إلى أن “المشكلة تكمن في أولئك الذين لا يملكون إقامة دائمة، ولا يعملون، ولا يلتزمون بقوانيننا”.

وقد أظهرت استطلاعات لاحقة أن بعض الألمان أيدوا مواقف ميرتس، في حين استمرت الانتقادات وخرجت تظاهرات في عدد من المدن. وقال منتقدون إن تصريحاته تعمم الاتهام على المهاجرين وتخدم حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي.

نساء‌FM