اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وذكرت مجلة “سينتيفيك أماريكين” أن الدراسة التي أجريت تحت إشراف فريق بحثي من جامعتي ميسوري وإلينوي الأميركية ونشرت في مجلة “جورنال أوف برسوناليتي أند سوشل سيكولوجي” أظهرت أن تفاعل الأطفال مع أمهاتهم وعلاقة الأم والطفل وأصدقائهم المقربين في مراحل الطفولة المبكرة يؤثر على كيفية شعورهم بالأمان والقدرة على الاعتماد على الآخرين في المستقبل.
وأوضحت الباحثة كيلي دوغان، أستاذة علم النفس في جامعة ميسوري والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن الأشخاص الذين نشأوا على قرب وود مع أمهاتهم يميلون إلى الشعور بالأمان والراحة في جميع علاقاتهم عند البلوغ، مشيرةً إلى أن الصداقات الأولى في المدرسة تمثل فرصة لتعلم قواعد الأخذ والعطاء.
كما بينت النتائج أن مستوى القلق والتجنب في علاقات الطفل يؤثر على شعوره بالثقة في الآخرين لاحقاً، فكلما كان القلق والتجنب منخفضين، كانت العلاقة أكثر أماناً وسهولة في التواصل، بينما تؤدي المستويات المرتفعة إلى تجنب طلب الدعم العاطفي والاعتماد على الآخرين.
وأشار الباحث المشارك آر. كريس فرالي، أستاذ علم النفس بجامعة إلينوي، إلى أن جودة الصداقات المبكرة ونموها في الطفولة تساعد على تحديد أسلوب التعلق لدى البالغين، وبالتالي تلعب دوراً أساسياً في سلوكهم العاطفي والاجتماعي في مراحل لاحقة من الحياة.
ولبناء علاقة وثيقة ودائمة مع أطفالهم ينبغي للآباء أن يستمعوا إلى أطفالهم كما لو كان هذا هو الشيء الأكثر أهمية؛ فعندما يشعر الأطفال بأن صوتهم مسموع، سواء كانوا في الخامسة أو الخامسة والعشرين من أعمارهم، يحسّون بالتقدير.
جودة الصداقات المبكرة ونموها في الطفولة تساعد على تحديد أسلوب التعلق لدى البالغين وبالتالي تلعب دورا أساسيا في سلوكهم العاطفي والاجتماعي
كما أن الآباء الذين يضعون هواتفهم جانبًا ويمنحون أطفالهم كامل اهتمامهم يربون أطفالًا يدركون أنهم يستحقون وقت الآخرين. وفي العام الماضي أنجز فريق من الباحثين دراسة شاملة تهدف إلى استكشاف العلاقة بين تجارب الحياة المبكرة، خاصة العلاقات الأسرية، والصحة العقلية للأفراد في مرحلة البلوغ.
وتعد الدراسة واحدة من أكبر الدراسات التي تهدف إلى تحليل العلاقة بين جودة العلاقة بين الوالدين وأطفالهم من جهة وصحة البالغين العقلية من جهة أخرى، حيث جُمعت البيانات من أكثر من ۲۰۰ ألف مقابلة واستطلاع شمل ۲۱ دولة مختلفة حول العالم، ما يعكس تنوعا ثقافيا ودينيا واسعا.
ودرس الباحثان جوناثان ت. روثويل وتيلي دافودي في “غالوب” (إحدى أبرز الشركات العالمية في مجال الأبحاث الاستقصائية وتحليل البيانات) كيفية تأثير جودة العلاقة بين الوالدين والطفل على رفاهية الأفراد في مرحلة البلوغ، وكيفية ارتباط ذلك بالصحة العقلية والازدهار الشخصي، حيث تم قياس هذه العلاقة باستخدام مؤشرات مثل الأمل في الحياة، والرضا عن الصحة والمشاعر العامة من الامتنان.
وتوصل فريق البحث إلى أن الأشخاص الذين نشأوا في بيئات أسرية دافئة وداعمة “يتمتعون بصحة عقلية ورفاهية أفضل في مرحلة البلوغ، مع تأثيرات إيجابية واضحة في جميع البلدان التي شملتها الدراسة.” وحتى في البلدان ذات الدخل المرتفع، حيث تكون الاحتياجات الأساسية ملباة بالفعل، لوحظ أن جودة العلاقة بين الوالدين والأطفال لا تزال تؤثر بشكل كبير على رفاهية الأفراد.
وفي المقابل بدا أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية في البلدان النامية أو ذات الدخل المنخفض، مثل الفقر أو النزاعات الاجتماعية، تؤثر على هذه العلاقة وعلى رفاهية الأفراد بشكل عام. وأظهرت نتائج الدراسة أيضا أن الأهالي الأكثر تدينا في جميع البلدان يميلون إلى تكوين علاقات أفضل مع أطفالهم، وهو ما قد يشير إلى أن الدين يلعب دورا في تعزيز الروابط الأسرية.
كما أظهرت الدراسة أن جودة العلاقة بين الوالدين والأطفال كانت أكثر تأثيرا على رفاهية الأفراد من العديد من العوامل الأخرى، بما في ذلك الوضع الاجتماعي والاقتصادي والتعليم والدخل. ويرى الباحثون أن العوامل العائلية من بين الأقوى في التأثير على الصحة العقلية والرفاهية الشخصية.
العرب