اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
نشر معهد أبحاث العلوم الاجتماعية للدراسات الأسرية بولاية بنسلفانيا الأميركية في يوليو/تموز الماضي أنباء غير سارة عن انتقال الاكتئاب من الأب إلى ابنه دون وجود رابط جيني بينهما.
نشر معهد أبحاث العلوم الاجتماعية للدراسات الأسرية بولاية بنسلفانيا الأميركية في يوليو/تموز الماضي أنباء غير سارة عن انتقال الاكتئاب من الأب إلى ابنه دون وجود رابط جيني بينهما، مما يعني انتقال الاكتئاب والقلق “بيئيا” خلال عملية التربية بين سلوكيات وتحذيرات يرددها القائم على تربيته حتى لو لم يرث الطفل الاكتئاب جينيا من أحد والديه.
ورغم قسوة تلك النتيجة فإنها تحمل أملا في إمكانية تربية طفل غير مكتئب لوالدين يعاني أحدهما من أعراض اكتئابية أو اضطراب القلق العام، لكن كيف؟
أخفِ نظراتك القلقة عن طفلك وشجعه على اللعب أو الاقتراب من الغرباء، وربما تفكر في خوض مغامرات معه لمزيد من التشجيع وكسر رهبتكما، وتوقف عن نقل مخاوفك من البيئة المحيطة له لكي لا يشعر بالتهديد ويتجنب التجربة.
تعد نهاية فترة الرضاعة شديدة الحساسية لانتقال القلق الاجتماعي من الوالدين إلى الأطفال، فينتبه الأطفال من عامهم الأول لنظرات والديهم.
هذا ما أكدته دراسة أجرتها وحدة أبحاث علم النفس في جامعة “ريدينغ” على الرضع بين ۱۲ و۱۴ شهرا الذين نظرت أمهاتهم بقلق لغرباء اقتربوا لحملهم، ونتج عن ذلك صراخ الأطفال كلما حاول شخص الاقتراب منهم.
استمر التعلم من الوالدين حتى عمر ۱۳ عاما في تجربة اعتمدت على التهديدات اللفظية من الآباء لأطفالهم وثبت التأثير القاسي لرسائل آباء يخيفون أبناءهم من التعلق بالأغراب، مما تسبب في مرور المراهقين باضطرابات عاطفية ورغبات انعزالية، وامتدت نتائج التهديدات اللفظية إلى الخوف من الاختبارات والفشل في الحياة والحوادث والأمراض ونهاية العالم.
يعاني مرضى القلق العام من الحساسية المفرطة تجاه عدم التحكم في بيئة أطفالهم، ويبعدون أطفالهم عن التجارب المخيفة.
أما إذا اضطر الآباء لمواجهة تجارب مخيفة بالنسبة لهم فإنهم يتدخلون للسيطرة على الموقف أو للإفراط في طمأنة الطفل، مما يمنع الطفل من تطوير إستراتيجيات مستقلة للتعامل مع الخوف.
أما إذا قاوم الوالدان قلقهما المفرط فقد يبالغان في رد فعلهما تجاه فشل طفلهما في اللعب أو إقامة صداقة ويستخدمان فشله لصالح نظريتهما المحفزة على الانعزالية، وهي طرق يجب تفاديها ومقاومة الإفراط في حمايته في بيئة آمنة بالفعل.
يواجه الطفل الذي اعتاد عيش رفاهية عاطفية في حضن والديه أو حمايته من خوض علاقات اجتماعية خارجهما فشلا في المستقبل عندما يدرك أن الناس ليسوا أخيارا.
كما أن اختلاق الأكاذيب لحماية الطفل من الألم يؤدي في الواقع لنتائج عكسية ويشوه مشاعره، وبدلا من ذلك يمكن شرح الحدث للطفل بطريقة تناسب سنه، فلا يحتاج إلى معرفة تفاصيل الموت المؤلمة، لكنه يحتاج إلى معلومة واقعية مبسطة ومساعدته على التعامل مع مشاعره المجروحة.
تحدث مع ابنك عن الاكتئاب واضطراب القلق منذ صغره ليسهل عليه طلب المساعدة إذا احتاج إليها وتخفيف عوامل الخطر إذا ما فسرت له سبب حمايتك المفرطة وتقلب مزاجك.
اشرح لطفلك -حسب عمره- أنك تناضل ليصبح أفضل، وأن جميع المشاعر طبيعية، وعلمه طرقا بناءة للتعامل مع الحزن والخوف واتبعها معه.
حدثه عن تفاصيل المرض والأدوية في سن الرابعة مثل “يمر الجميع بأيام حزينة، لكن في بعض الأحيان أشعر بالحزن لفترة أطول كنزلة برد طويلة أحتاج معها إلى الاعتناء بنفسي والنوم وتناول أدويتي”.
يفيدك الحديث معه حول المشاعر في تقبلك لها، فأنت لست أبا سيئا يفشل في إسعاد طفله، بل أنت مريض يبذل قصارى جهده.
حتى لو لم تقل ذلك سيشعر طفلك بأنه السبب في اكتئابك ويحمّل نفسه اللوم عن تخلفك عن اللعب معه، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق، بحسب دراسة نشرتها مجلة “علم نفس العائلة” عام ۲۰۲۰٫
وأشارت الدراسة إلى ضرورة اهتمام الوالدين وغيرهما ممن يتفاعل بانتظام مع الأطفال بالتعليقات التي يدلي بها الأطفال حول أعراض اكتئاب والديهم ووجوب التدخل إذا اعتقد الطفل أنه سبب اكتئاب أحد والديه.
قد يكون الحديث عن طبيبك النفسي باعتباره “طبيب المشاعر” فكرة مفيدة، وهو الشخص الذي يلجأ له الوالدان في فترات المرض.
ذكّر نفسك دائما بأنه لا بأس في أخذ إجازة من طفلك لشحن طاقتك، وتعليم طفلك أهمية الخصوصية في حياة كل إنسان.