اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وسُمّي هذا الفخار باسم “سجنان” وهي بلدة نائية في أرياف محافظة بنزرت أقصى شمال البلاد، وتمتاز بشواطئها الرملية وغاباتها الشاسعة، وصناعة الفخار الأمازيغي.
وقال وزير السياحة التونسية محمد المعز بلحسين، إنه تم إقرار إجراءات جديدة لدعم الحرفيين والحرفيات والمؤسسات الناشطة في قطاع الصناعات التقليدية من خلال دعم التصدير وتوفير أسواق جديدة لترويج منتجاتهم.
وفي مدينة بنزرت تم إعطاء إشارة إنطلاق مشروع إسناد علامة “تسمية المنشأ” للفخار التقليدي لسجنان، بحضور والي بنزرت سمير عبد اللاوي وسفير سويسرا بتونس جوزيف رنقلي.
وسيكون فخار سجنان المنتوج التقليدي الأول الذي سيحظى بهذه العلامة “علامة المنشأ” على المستوى الوطني، وتُستخدم للدلالة على أن خصائص المنتج ونوعيته تعود كليا إلى البيئة الجغرافية، كاعتراف بأصالته كجزء من التراث التونسي وحماية خصوصياته.
ويُنجز هذا المشروع بتمويل من كتابة الدولة للاقتصاد السويسري (SECO) وبدور محوري للمعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية، باعتباره الهيكل المختص في التسجيل الدولي لحماية تسمية المنشأ والمؤشرات الجغرافية.
تعود جذور فخار سجنان ومهارة صنعه إلى الأمازيغ، حيث كانوا يمتازون بهذه الحرفة التي توارثتها نساء منطقة سجنان، إذ أن صناعة الفخار تتم بشكل يدوي تقليدي كما كانت عليه قبل مئات السنين.
على مدار السنة، يلقى هذا الفخار إقبالاً متزايداً من السياح والتونسيين أيضاً، ويزداد الإقبال عليه في المناسبات والأعياد، لكنه يُباع بأسعار زهيدة ما يجعل هؤلاء النساء يشقين ويتعبن من أجل كسب قوت يومهن.
طريقة صنع هذا الفخار صعبة للغاية وتتطلب جهوداً كبيرة، حيث تذهب النسوة إلى مرتفع الجبل في بلدة سجنان لجلب الطين الأحمر ثم وضعه في الماء، قبل عملية الترطيب بأرجلهن ثم بأيديهن حتى يتماسك ثم يُضاف مسحوق بقايا الأواني المكسورة وتشكيل أجمل الأواني وتحف الديكور ووضعها في الفرن.
ويتميّز فخار سَجنان بنوعية الطين الغنّي بالكلس، وبنقوش مختلفة ورسومات تحكي نمط حياتهن أحياناً، وهذه لأشكال التي تُزين بها الأواني هي نفسها التي نجدها في اللباس والأوشام التقليدية.
يُجمع الطين بألوانه المختلفة من الغابات والأودية المتاخمة لسجنان في منطقة الشمال الغربي؛ حيث تمتد الزراعات والأراضي الفلاحية.
وتلجأ نساء سجنان لأوراق شجرة “الضروُ”، يهرسنها ويستخرجن منها سائلاً أخضر اللون تغمس فيه الأعواد لتزين بها التحف وليتحول لونها بعد عملية التجفيف الى الأسود القاتم.
ورغم جمال بلدة سجنان التي تجمع بين الشواطئ والجبال والغابات الخضراء، إلا أنها تعاني من ارتفاع نسب الفقر والبطالة، وينشط في البلدة أكثر من ۷۰۰ حرفية، ويوفر هذ النشاط دخلاً للنساء ما فتئ يتنامى خاصة بعد ما اكتسب صيتاً عالمياً إثر تسجيله بقائمة اليونسكو (۲۰۱۸) حيث أصبح هذا المنتوج مطلوباً على المستوى السوق الدولية بفضل مميزاته الفنية والتقنية.
لذلك أكد وزير السياحة أن مشروع “تسمية المنشأ” لفخار سجنان يمثل مكوناً أساسياً لكسب رهان التصدير والحماية الفكرية لهذا المنتوج النادر.
المصدر : یورونیوز