اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تشير الأبحاث إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة بين النساء اللاتي يعانين من الهبات الساخنة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام وألزهايمر، مما يدفع أغلبهن لتناول الأدوية، ويلجأ بعضهن للعلاج الهرموني الذي يشكل مخاطر محتملة للإصابة بسرطان الثدي والسكتة الدماغية.
ووفق دراسة جديدة، يمكن للنظام الغذائي النباتي الذي يحتوي على كمية كافية من فول الصويا، أن يعزز التوازن الهرموني ويقلل من الهبات الساخنة بنسبة تصل إلى ۹۵%.
وأرجعت الدراسة التي نشرت بمجلة “العلاجات التكميلية في الطب” في ديسمبر/كانون الأول ۲۰۲۳ الجاري، أن النظام الغذائي النباتي الغني بالفواكه والخضروات والحبوب وفول الصويا، يعزز تغيرات في ميكروبيوم الأمعاء، ترتبط بانخفاض الهبات الساخنة.
أجريت الدراسة على ۸۴ امرأة، في مرحلة انقطاع الطمث، أبلغن عن تعرضهن للهبات الساخنة مرتين أو أكثر في اليوم، وتم تقسيمهن إلى مجموعتين، اتبعت إحداهما نظاما غذائيا نباتيا قليل الدسم يتضمن نصف كوب من فول الصويا المطبوخ يوميا (۸۶ غراما يوميا)، بينما واصلت الأخرى نظامها الغذائي المعتاد، إضافة إلى ذلك، خضعت مجموعة فرعية مكونة من ۱۱ امرأة لإجراء تحليل ميكروبيوم الأمعاء باستخدام التسلسل الميتاجينومي (أداة جزيئية تستخدم لتحليل المواد الجينومية المختلطة المستخرجة من العينات البيئية) في بداية الدراسة وبعد اتباع نظام غذائي نباتي لمدة ۱۲ أسبوعا.
سجلت المشاركات حدة وتواتر حدوث الهبات الساخنة عن طريق إحدى تطبيقات الهاتف المحمول، وفي نهاية الدراسة توصل الباحثون إلى وجود اختلافات في ميكروبيوم الأمعاء بين المجموعتين، إذ انخفضت الوفرة النسبية لبكتيريا البورفيروموناس وبريفوتيلا في المجموعة التي اتبعت النظام الغذائي النباتي، مما عزز انخفاض الهبات الساخنة أثناء النهار، كذلك وجدوا انخفاضا في الوفرة النسبية للطمثية أو بكتيريا كلوستريديوم، التي ساهمت بدورها في انخفاض الهبات الساخنة الليلية، وخسرت المشاركات في الدراسة وزنا يعادل ۳ كيلوغرامات خلال ۱۲ أسبوعا، مدة الدراسة.
وبشكل عام، وجد الباحثون أن النظام الغذائي النباتي أدى إلى انخفاض إجمالي الهبات الساخنة بنسبة ۹۵%، إذ اختفت الهبات الساخنة الشديدة تماما، وانخفضت الهبات الساخنة أثناء النهار بنسبة ۹۶% وخلال الليل بنسبة ۹۴%.
مديرة الأبحاث السريرية والمؤلفة الرئيسية للدراسة دكتورة هانا كاليوفا، افترضت أن اتباع نظام غذائي نباتي متوازن، مع تجنب البروتين الحيواني ومنتجات الألبان الغنية بالدهون، يساعد في إدارة أعراض انقطاع الطمث، وأوضحت أن أحد أسباب رغبتها في دراسة تأثير هذا النظام على الهبات الساخنة، هو أن السمنة تعزز من مخاطرها، وأن اتباع نظام غذائي نباتي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بهما.
وأضافت كاليوفا أن النظام الغذائي النباتي الذي يحتوي على فول الصويا غني بالألياف والمركبات مثل الإيسوفلافون والدايدزين، اللذين يعززان نمو بكتيريا الأمعاء النافعة، ويعملان على تثبيت مستويات هرمون الإستروجين الذي يقلل بدوره من الهبات الساخنة، كما يساعد تجنب اللحوم على تقليل بكتيريا الأمعاء المرتبطة بزيادة الالتهابات.
وأوضحت كاليوفا أن الانخفاض في الوفرة النسبة لبكتيريا كلوستريديوم تفسر مدى جودة تأثير النظام الغذائي النباتي على صحة القلب، ويوفر صلة محتملة بين الهبات الساخنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وبحسب الصحيفة الرسمية للجمعية الدولية لانقطاع الطمث، توجد أدلة أخرى على تأثير الخيارات الغذائية على صحة المرأة وتخفيف أعراض انقطاع الطمث، ومنها دراسة كبيرة أجريت على النساء اللاتي يعشن في اليابان في ثمانينيات القرن العشرين، وكشفت عن انخفاض الهبات الساخنة لديهن مقارنة بالنساء في البلدان الغربية، وتم الإبلاغ عن نتائج مماثلة في بلدان آسيوية أخرى.
وبحسب الصحيفة، يرجع السبب في ذلك إلى الاختلافات الغذائية والأنظمة الغذائية التقليدية في هذه المناطق، التي تركز على المواد المشتقة من النباتات مثل الأرز والخضروات وفول الصويا.
وفي العام ۲۰۱۸، نشرت بوابة الأبحاث العلمية، نتائج دراسة علمية شارك فيها أكثر من ۷۵۰ امرأة، تتراوح أعمارهن بين ۴۵ و۸۰ عاما، وأبلغت النساء اللواتي اعتمدن على نظام غذائي نباتي عن أعراض أقل من الهبات الساخنة.
تشير نتائج هذه الدراسات إلى دور النظام الغذائي النباتي في تقليل الهبات الساخنة، إلا أن هذا لا يعني تجنب المنتجات الحيوانية بشكل كامل، هذا ما أكدته إيمي براغانيني، أخصائية تغذية المرأة لموقع “هيلث لاين”، موضحة أن النظام النباتي يوفر العديد من الفوائد الصحية، وكذلك اللحوم الخالية من الدهون يمكن أن تكون مصدرا للبروتين والفيتامينات والمعادن، ولهذا ينبغي التوازن بينهما.
وبحسب براغانيني، ينبغي إضافة المزيد من فول الصويا (الإستروجين النباتي) إلى النظام الغذائي لتقليل الهبات الساخنة، مثل:
بشكل عام، ينصح الخبراء باتباع نمط حياة صحي وتجنب السمنة، مع مراعاة الآتي:
المصدر : الجزیرة