اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تمثّل النساء واحدة من الفئات الأكثر هشاشة خلال النزاعات والحروب، ولعلّ ما يُسجَّل في الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان في الأيام الأخيرة واحد من أبرز الأدلّة. ومنذ بداية الحرب في السودان المتواصلة منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 التي تسبّبت في أزمة "غير مسبوقة" و"بلا حدود" بحسب وصف الأمم المتحدة، تتعرّض النساء إلى انتهاكات كثيرة على مختلف الصعد، ولا سيّما العنف الجنسي، في إقليم دارفور خصوصاً.
حملة "أوقفوا خطف النساء السوريات" صرخةٌ في وجه ممارسةٍ تحوّلت سلاحاً لتفتيت ما تبقّى من النسيج الوطني السوري. فمنذ سقوط النظام، رُصدت موجات متكرّرة من اختطاف النساء المنتميات إلى أقلياتٍ محدّدة (خصوصاً من الطائفتَين العلوية والدرزية). وقد أشارت إلى هذا منظّمات حقوقية، منها منظمة العفو الدولية (أمنستي) التي وثّقت 38 حالة.
قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إن قرابة 75% من الصحفيات اللواتي شملهن استطلاع المنظمة واجهن عنفا عبر الإنترنت، وخلصت إلى أن واحدة من كل 4 صحفيات تلقت تهديدات بالإيذاء الجسدي أو القتل.
منذ نكبة 1948، تقع نساء فلسطين ضحايا المجازر الإسرائيلية، ولا سيّما أنّ المرأة تُعَدّ من الفئات الأكثر هشاشةً في الأزمات والحروب. وأخيراً، على مدى أكثر من عامَين من الحرب الدامية على قطاع غزة، قُتلت آلاف الفلسطينيات وأصيبت أخريات، فيما فقدت كثيرات أحبّة وعشنَ النزوح والجوع والحرمان. وكانت وكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة قد حذّرت، في أكثر من مرّة، من أنّ الحرب الإسرائيلية على غزة هي "حرب على النساء"، إلى جانب كونها "حرباً على الأطفال".
الأراضي المحتلة مليئة بالمتطرفين والخطرين الذين، بمعتقداتهم العقائدية، أراقوا دماء العديد من الأبرياء وأمروا بقتل ونهب الكثيرين، العديد من هؤلاء الخطرين رجال وبعضهم نساء.
لم تكن رجاء رياض حسونة اسمًا عابرًا بين الصحفيات والمصورات في قطاع غزة، بل كانت عنوانًا للطموح والإبداع، وعدسة لا تعرف إلا أن تلتقط الجمال وسط الركام. امتلكت روحًا تفيض بالمحبة لكل من حولها، من عائلتها وزميلاتها، وحتى أولئك الذين التقتهم صدفة في الميدان.
قهر لا يُقال: رجال غزة واقفون رغم كل شيءفي غزة، القهر لا يُروى، بل يُخزّن في العيون، في ملامح الرجال الذين فقدوا كل شيء وبقوا واقفين. في شوارعها المدمرة، لا ترى فقط الحجارة والرماد، بل وجوهًا أطفأها الألم، رجالًا كان لهم بيوت تعبوا في بنائها حجرًا فوق حجر، غرفة فوق غرفة، عمرًا فوق عمر، ثم جاءت الحرب ومسحت كل ذلك في لحظة.
خلف كل أسير فلسطيني يقبع في سجون الاحتلال، تقف امرأة صامدة لا تقل بطولة عن زوجها. زوجات الأسرى الفلسطينيين، اللواتي حملن على أكتافهن عبء الانتظار، وواجهن التحديات، وحوَّلن الصبر إلى قوة نضالية وطنية لا تثبت أزواجهن فحسب وإنما الكل لفلسطيني. ليس مجرد الانتظار ما يميزهن، بل القدرة على الصمود والعمل المستمر في مواجهة الاحتلال، سواء بالدعوة لحقوق الأسرى، أو المشاركة في الحملات الإعلامية، أو الدفاع عن قضيتهم في المحافل المحلية والدولية. تتحمل زوجات الأسرى مسؤولية رعاية الأبناء، وإدارة شؤون العائلة في غياب الزوج، مع الاحتفاظ برسالة الأمل والوفاء حية في قلوبهن.
بعد مرور أسبوعين على اتفاق وقف الحرب ودخوله حيز التنفيذ، سجلت المستشفيات الفلسطينية مجازر جديدة في غزة ومقتل فلسطينيين إثر استهدافهم من قبل مسيرة اسرائيلية شرق دير البلح وسط القطاع.
تواجه الأسرة السورية تحديات جساما بعد سنوات طويلة من النزاع والكوارث، فقدت خلالها الكثير من أفرادها ومنازلها ومصادر رزقها. ورغم أن الأسرة السورية أظهرت صمودًا منقطع النظير، إلا أنها لا تزال بحاجة ماسة للدعم الشامل والمتواصل.