اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في خيمة صغيرة شمال قطاع غزة، تقف سجود الغبن ذات الـ14 عاما، تحاول بيديها الصغيرتين تضميد ما تبقى من حياة، بعد أن خسرت كل شيء تقريبا.
باستخدام السواد الذي يغطي أسفل القدور الخاوية من الطعام، تُجسد الفلسطينية رغدة الشيخ عيد بلوحات فنية، المعاناة القاسية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة جراء سياسة التجويع الإسرائيلية المتزامنة مع حرب إبادة جماعية مستمرة للشهر 22.
تشهد العلاقة بين الأم وابنتها تغييرات كبيرة مع دخول الفتاة مرحلة المراهقة، إذ تمرّ بتقلبات نفسية وعاطفية قوية، مصحوبة برغبة متزايدة في الاستقلال، وهو ما يجعل التواصل بينهما أكثر حساسية وتعقيدا من ذي قبل. ويرى المختصون أن هذه المرحلة تتطلب أساليب جديدة لبناء الثقة وتعزيز الحوار بين الطرفين.
تحت جنح ظلمة البحر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي "السفينة حنظلة" التي كانت تبحر في المياه الدولية لكسر الحصار عن غزة، وعلى متنها ناشطون إنسانيون وبعض صناديق حليب الأطفال والدمى المحشوّة، لكنها تعاملت معها كأنها "تهديد وجودي"، في مشهد شكّل نموذجا مصغرا لكل ممارسات الحصار والإبادة والعقاب الجماعي المفروض على أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.
شهد مؤتمر اليوم الإسلامي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي عقد في بغداد، تفاخر قادة البلد بدعم حقوق المرأة وتوفير ما يضمن حمايتهن، لكن، على النقيض مما أعلن، فإن ناشطات ونائبات، أكدن أن حقوق المرأة مسلوبة ولا توجد أي حماية لها.
بحسب تقرير منظمة المساعدة القانونية للنساء لعام 2024، فقد تم تسجيل 13,017 حالة عنف ضد النساء والعنف الأسري في إقليم كردستان، ووفقًا لما ذكرته محامية مختصة بقضايا النساء، فإن العنف النفسي والاقتصادي كانا أكثر أشكال العنف تسجيلًا.
في ركن هادئ داخل مستشفى ناصر التي تتنفس الألم بصمت، تقيم الشابة نهام فرج الله، ابنة الثالثة والعشرين من عمرها، التي تجسد في تفاصيل حياتها حكاية مأساوية تفيض بالصبر والإيمان. بين الجدران الحارة وغياب الإمكانيات، تحمل نهام أكثر مما تحتمل أجساد الأصحاء، فتغدو قصتها صوتًا لا يجب أن يُهمَل.
حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة عشرات آلاف الأطفال الرضع في القطاع، نتيجة استمرار منع إدخال حليب الأطفال منذ 150 يوما متواصلة.
في أحد زوايا الحياة التي رممتها الإرادة، تقف مزن فضل محمد الصوص، شابة غزية تبلغ من العمر 21 عامًا، خريجة هندسة ديكور وتصميم داخلي من قسم الهندسة المعمارية، تحمل في قلبها شغفًا جماليًا يتجاوز الهندسة ليخلق الفن وسط العتمة. في زمنٍ سرقت فيه الحرب الأبسط وأغلى ما في حياة أهل غزة، وجدت مزن طريقة لاستعادة شيء من النور، لكن هذه المرة من خيمة وبإمكانيات تكاد لا تُذكر.
في قطاع غزة، لا تعني الحرب فقط القنابل والانفجارات، بل تصاحبها مجاعة صامتة، وأمومة مُنهكة، ومسؤوليات طبية ثقيلة تتقاطع جميعها فوق أكتاف النساء العاملات في القطاع الصحي هؤلاء النساء لا يقدّمن فقط الإسعافات الأولية للجرحى، بل يُسعفن أنفسهن وأطفالهن بكرامةٍ متآكلة تحت وطأة الحرمان والجوع.