اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في خيمة ممزقة وسط غزة حيث تنبعث أعمدة دخان من بين الدمار الذي أحدثته الغارات وتهتز الأرض من شدة القصف وتنتشر روائح الموت والديناميت والمياه الآسنة؛ تسأل طفلة اسمها شام، أمها: «ماما في أكل بالجنة؟» لتجيبها الأم والدموع في عينيها «نعم يا ماما في أكل كثير وفواكه كمان» لترد الطفلة على الفور: «بدي أموت علشان آكل».
كشف تقرير حديث صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) أن هناك نحو 55,000 سيدة حامل في قطاع غزة، في ظل ظروف إنسانية وصحية متدهورة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر والحصار الخانق.
فيما تداولت وسائل إعلام عالمية صورة الطفل الفلسطيني محمد المطوق، أثارت صورته تعاطفاً واسعاً حول العالم، وجسدت قصته مأساة الآلاف من الأطفال الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة.
كشفت آخر التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية عن تفاقم الكارثة الغذائية والإنسانية والصحية في قطاع غزة، لا سيما في صفوف الأطفال. وأفادت التقارير بأن كل سكان القطاع مهددون بالجوع، بينما تتحدث يونيسف عن مقتل ما معدله 27 طفلا يوميا بفعل الغارات الإسرائيلية وتداعيات الحرب والتجويع، وسط عجز دولي عن الاستجابة لمتطلبات إنقاذهم.
قال مكتب الأمم المتحدة للسكان، إن 50 ألف امرأة حامل ومرضعة في غزة لم يتناولن الطعام منذ أيام، مشيرا إلى أن أطفال القطاع يتهددهم خطر الولادة المبكرة والموت والتعرض لمشاكل صحية مدى الحياة.
اعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، أن سياسة التجويع التي تفرضها إسرائيل عبر مواصلة إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ 80 يوما، أدت إلى وفاة 326 فلسطينيا، إضافة إلى أكثر من 300 حالة إجهاض بين النساء الحوامل في ظل الإبادة الجماعية التي ترتكبها.
لليوم الستين على التوالي، تواصل إسرائيل فرض حصار ممنهج وتجويع سكان قطاع غزة، بمن فيهم مليون طفل، ولم تدخل أي مواد غذائية إلى غزة خلال هذه الفترة.
كانت ر. م. (31 عاما) حاملا في شهرها الثاني عندما بدأت إسرائيل حملتها العسكريّة في قطاع غزة، بعد الهجوم الذي قادته "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأوّل 2023، وكانت أسرتها تكافح للحصول على بعض الطعام. قالت لـ "هيومن رايتس ووتش": "كنت أتضوّر جوعا، وكنا جميعا نعيش مجاعة في شمال غزة. لم يكن لدينا غاز للطهي، وكنا نتناول وجبة واحدة في اليوم لنوفّر الحطب... كان الدقيق باهظا جدّا جدّا. لا طعام. لا دجاج. لا لحم. فقدت الكثير من الوزن".
-رغم الدمار والحصار والنزوح، تظل السيدة أم عمار مثالاً نادراً للإصرار والتحدي، إذ وجدت في "الدقة الغزية" وسيلةً لإعالة ما تبقى من أسرتها بعد أن فقدت أعز ما تملك وسط المجاعة نتيجة الحصار ومنع دخول المواد الغذائية والانسانية الى القطاع.
قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن النساء الحوامل والأمهات والأطفال حديثي الولادة يموتون بمعدل صادم في ولاية جنوب دارفور بالسودان، وإن آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية على شفا مجاعة.