اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
باب صغير هو كل ما كان يفصل أم عن ابنتها التي تتعرض للاغتصاب وتصرخ طالبة النجدة، والاتهام هنا كان لاثنين من أفراد قوات الدعم السريع السودانية، حيث اعتدى أحدهما جنسيا على الابنة في غرفة بمنزلها، ووقف الآخر خارجها يهدد نساء أخريات يتوسلن لمساعدتها.
تسببت الحرب في السودان التي اندلعت في 15 نيسان/أبريل 2023، في تشريد أكثر من 7 ملايين طفل، وفقا لما أوردته منظمة الهجرة الدولية. إذ يمثل الأطفال 52% من إجمالي 14 مليون سوداني نزحوا داخليا أو لجؤوا إلى دول مجاورة، لتصبح السودان أكبر دولة تواجه أزمة نزوح للأطفال على مستوى العالم.
قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن الصراع في السودان والأزمة الإنسانية الناتجة عنه كان لهما تأثير كارثي خاص على النساء والفتيات، حيث يواجهن الجوع والنزوح ونقصا في الخدمات والإمدادات الأساسية، فيما تضاعف العنف القائم على النوع الاجتماعي.
قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن النساء الحوامل والأمهات والأطفال حديثي الولادة يموتون بمعدل صادم في ولاية جنوب دارفور بالسودان، وإن آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية على شفا مجاعة.
في خضم الحرب المستعرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، تشارك النساء في الصفوف الأمامية ضمن قوات الجيش والقوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح، واتخذن من السلاح وسيلة للدفاع عن حقوقهن وممتلكاتهن، ليظهرن أنهن لسن مجرد ضحايا، بل فاعلات رئيسيات في المعركة ضد قوات الدعم السريع.
تواجه المرأة السودانية منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023 أشكالا متعددة من المعاناة المستمرة ومصاعب النزوح اليومية جراء تزايد موجة العنف المتواصل في أجزاء واسعة من المدن السودانية بين الطرفين.
وصفت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية ليلى بكر معاناة نساء وفتيات سودانيات نزحنَ وسط الحرب المتواصلة في البلاد، مندّدةً بتجريدهنّ "من كلّ ضرورياتهنّ الأساسية" ومواجهتهنّ نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والأمان. أضافت بكر أنّ نازحات السودان في حاجة ماسة إلى "حماية فورية". يأتي ذلك وسط تحذيرات، تطلقها وكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية، بشأن العنف ضدّ المرأة بمختلف أشكاله، ولا سيّما العنف الجنسي المنتشر في السودان، في ظلّ الأزمة الكبرى التي سبّبها النزوح الهائل الناجم عن الحرب.
أعربت ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع المأساوية التي تواجه النساء والفتيات السودانيات، في خضم الصراع المستمر وتداعياته الإنسانية الكارثية.
حذر خبراء أمميون مستقلون من أن الناجيات من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان يفتقرن، بصورة مدمرة، إلى الرعاية الكافية، بما فيها الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية والرعاية النفسية الاجتماعية، إلى جانب استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والمستجيبين الأوائل الذين يوثقون الانتهاكات ويقدمون الخدمات للناجين.
سبّبت الحرب المتواصلة منذ 15 إبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، انتهاكاتٍ جسيمةً بحق المدنيين من مختلف الولايات، كان من بينها جرائم عنف جنسي.