اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
لم تجد أماني السيد عيسى (32 عاما)، من مدينة إدلب، شمال غربي سورية، سبيلا للحياة سوى تحدي إعاقتها ومواجهة التنمر الذي تتعرض له منذ وُلدت بتشوه خَلْقي وضمور شديد في اليدين بإصبعين فقط، حتى باتت اليوم فتاة ملهمة لمئات النساء من ذوي الاحتياجات الخاصة.
مريم الطويل امرأة سورية كانت تعيش حياة ريفية مستقرة، حالها كحال النسوة الريفيات في سورية، غير أن الحرب المستمرة في بلادها منذ قرابة 13 عاماً أصابت استقرارها في مقتل، كحال الكثير من النساء السوريات.
تخيلت حسيبة (40 عاماً) القادمة من "دير الزور" أن جنينها سيقع من بين رجليها، فهي لم تنقطع عن العمل حتى الشهر التاسع طلباً للقمة العيش. حسيبة تعمل في المشاريع الزراعية مثل عشرات النساء الوافدات إلى ريف "السويداء" و"درعا" و"اللاذقية".
حق النساء في الميراث مقرر في الشرع والقانون، لكن قد تحرم منه نساء إدلب بسبب عادات وتقاليد تتحجج باحتمال ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ الأزواج ﻭالأﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ المال، كما تخاف كثيرات من فقدان الترابط الأسري، وتجهل بعضهن ﺤﻘﻮﻗﻬن.
تعاني النساء الحوامل في مخيمات إدلب شمال غربي سورية من أوضاع صحية صعبة بسبب الفقر وانعدام أساسيات الرعاية الصحية والنظافة الشخصية، والعجز عن تأمين غذاء ودواء. ويواجه بعضهن مخاطر تؤدي إلى الوفاة.
أعربت السيدة ليلى بكر المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية عن القلق إزاء عدم إمكانية الوصول إلى النساء والفتيات المتأثرات من العنف في الحربين في غزة والسودان. ونبهت إلى عدم قدرة الصندوق على الوصول إلى شركائه الذين كان يتعامل معهم من قبل مما تسبب في انقطاع الخدمات الحيوية عن النساء والفتيات في غزة والسودان.
تجتمع النسوة في خيمة النزوح الصغيرة بالليالي الأخيرة من رمضان لإعداد حلويات عيد الفطر ولكن "مريم أم عارف" تُصر على صناعة "كعك العيد" أو ما يعرف باسم كعك "بعصفر" في إدلب والذي تصفه بأنه الأكلة التراثية الأشهر في يوم العيد وإذا لم تكن موجودة فلا معنى للعيد بدونها.
لم تمنع أروقة الخيام القماشية والقصص المؤلمة التي تعيش بداخلها الناشطة نجلاء معمار، ومجموعة من النساء الأرامل، جمعهن النزوح، من إطلاق مشروع "مطبخ الخير" لطبخ الأكلات السورية التراثية المشهورة، وتوزيعها على العائلات الفقيرة والمحتاجة من زوجات الشهداء والأرامل في مخيمات "دير حسان" شمال إدلب خلال شهر رمضان المبارك.
لا تجد صبحية الخلوف "الكفيفة" ما تفطر به بعد صيام يوم شاق تقضيه تحت قماش الخيمة مع ابنتيها الكفيفتين، وزوج مسن مُقعد في مخيم "السكة" بريف إدلب على سكة القطار، التي تعطلت عن العمل منذ بداية الحرب في سوريا، لتتعطل معها حياة هذه العائلة التي تواجه كل تفاصيل القهر تحت أروقة هذه الخيمة القماشية.