اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
حملة "أوقفوا خطف النساء السوريات" صرخةٌ في وجه ممارسةٍ تحوّلت سلاحاً لتفتيت ما تبقّى من النسيج الوطني السوري. فمنذ سقوط النظام، رُصدت موجات متكرّرة من اختطاف النساء المنتميات إلى أقلياتٍ محدّدة (خصوصاً من الطائفتَين العلوية والدرزية). وقد أشارت إلى هذا منظّمات حقوقية، منها منظمة العفو الدولية (أمنستي) التي وثّقت 38 حالة.
تواجه الأسرة السورية تحديات جساما بعد سنوات طويلة من النزاع والكوارث، فقدت خلالها الكثير من أفرادها ومنازلها ومصادر رزقها. ورغم أن الأسرة السورية أظهرت صمودًا منقطع النظير، إلا أنها لا تزال بحاجة ماسة للدعم الشامل والمتواصل.
شكّل الحضور النسائي الكاسح في مركز اقتراع العاصمة دمشق مفاجأة للمتابعين، إذ تجاوزت نسبة النساء في الهيئات الناخبة الـ50 في المائة. كما شكل مفاجأة أيضاً غيابها التام عن الفائزين بعضوية مجلس الشعب في محافظة إدلب ودوائر القلمون والغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق، وسط غلبة للحقوقيين سواء في الهيئات الناخبة أو المرشحين.
من جدرن إدلب إلى غزة الجرح النازف، تتجسد روح التآخي إحساسا بالألم وعجز عن التضامن إلا من بعيد، فما زالت جدران إدلب المهدّمة تحتفظ ببصمات الحرب، وما زالت الحياة تُقتل في غزة، في واقع لم تعد فيه الكلمات تفيد فأصبحت الريشة بالألوان ترسم ملامح التضامن.
تتذرع الحكومة الانتقالية (السلطات الجديدة في سوريا) بأن القرار 2254 صدر على دور النظام السابق وأنها غير معنية بتطبيقه، ما يعني استمرار التهميش بحق المرأة من قبل الحكام الجدد في سوريا.
تشهد محافظة السويداء حالة من الصدمة والقلق المتصاعد، بعد أسابيع من المواجهات المسلحة التي اندلعت في 13 تموز، وأسفرت عن فقدان مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في ظل اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة من قبل قوات تابعة للحكومة الانتقالية.
أثار تقرير صدر حديثاً عن منظمة العفو الدولية ضجة كبيرة في الأوساط الحقوقية والسياسية، بعد أن كشف عن سلسلة من الانتهاكات الخطيرة التي طالت نساء وفتيات من الطائفة العلوية في سوريا، من اختطاف وعنف جسدي إلى زواج قسري وابتزاز مالي، وفي ظل هذه الانتهاكات، تتهم المنظمة السلطات السورية بالتقاعس عن التحقيق أو اتخاذ خطوات فعالة لوقف هذه الجرائم.
في الأشهر الأخيرة، وبشكل شبه يومي، ترد تقارير جديدة عن اختفاء أو خطف شابات علويات في المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة المتمردة في سوريا؛ ظاهرة اكتسبت، وفقًا لمصادر حقوق الإنسان، أبعادًا مقلقة.
أكّدت ناشطات سوريات أن المرأة لا تحظى بأي تمثيل حقيقي داخل سلطة دمشق، مشدّدات على أن الحل يكمن في تأسيس مشروع نسائي تحرري ومستقل، يُعيد للمرأة دورها الفاعل في مسار التغيير السياسي والاجتماعي في سوريا.
غادرت نساء معيلات في سورية حياة المخيّمات المزدحمة والخيام البالية خلفهنّ، وعدن إلى قراهن المدمرة ليبدأن حياتهنّ من الصفر، بعد أن أصبحن في مواجهة الفقر، وغياب الخدمات الأساسية، يحملن ذكريات النزوح الأليمة. يقفن اليوم شامخات، يبنين جدران بيوتهنّ المهدمة بأيديهنّ، ويزرعن الحقول، ويوفرن لقمة العيش لأطفالهنّ. لم يخترن طريق المعاناة، لكنهن وجدن أنفسهن في مواجهة واقع قاسٍ فرض عليهن دور الأم والمعيل معاً. ومع كل حجر يضعنه في جدران بيوتهنّ المدمرة، لا يبنين فقط مأوى لأسرهن، بل مستقبلاً جديداً يملؤه الإصرار على البقاء.