اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
كرر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إنكاره للإبادة والمجاعة في قطاع غزة، متهماً الإعلام العالمي بالكذب ونشر صور كاذبة ومزيفة عن وجود أطفال جوعى في غزة، مضيفاً أن «حماس تسبّبت بالأزمة الإنسانية في قطاع غزة».
امرأة تحمل صوراً لأطفال يعانون سوء التغذية خلال مظاهرة احتجاجاً على الوضع الكارثي بغزة والحرب الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحاصَرة بقرية أبو غوش العربية الإسرائيلية (أ.ف.ب)حذَّر برنامج الأغذية العالمي، اليوم الجمعة، من أن الظروف الصعبة في قطاع غزة تحُول دون إيصال الإمدادات المُنقذة للحياة للسكان، لوقف انتشار المجاعة.
في مشهد يجسد أفظع صور استهداف المدنيين في الحروب، تتوالى الأخبار المفجعة يوميا عن وفاة الأطفال جوعا في قطاع غزة المحاصر، هذا الجوع الذي يُستخدم سلاحا ممنهجا لإزهاق أرواح السكان، يشهد معه القطاع كارثة إنسانية متعمدة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي استغلال التجويع أداة للضغط السياسي، وسط تواطؤ دولي، وخذلان عربي، وصمت إعلامي وأخلاقي مشين.
يقول المثل العربي: "لا صوت يعلو فوق صوت الجوع". الآن، أصبح هذا المثل حقيقة مؤلمة تحيط بنا، وتتفاقم مع كل يوم يمر. لم أتخيل يوما أن الجوع يمكن أن يكون أشد رعبا من القنابل والقتل. لقد باغتنا هذا السلاح، وهو شيء لم نعتقد قط أنه سيكون أكثر وحشية من أي شيء آخر واجهناه في هذه الحرب التي لا نهاية لها.
في أحد مطابخ الحساء المكتظة وسط مدينة غزة، تتنقل هبة الغماري، وهي أم لـ3 أطفال، بين الأواني الفارغة في محاولة يومية لتأمين وجبة تسد رمق صغارها، وسط أزمة غذاء خانقة تُخيّم على القطاع.
في قطاع غزة، المحاصر منذ ما يزيد عن تسعة أشهر، يواجه أكثر من مليون امرأة وفتاة خطر المجاعة وانعدام الأمن الغذائي، في ظل عدوان إسرائيلي متواصل دمّر البنية التحتية وعطّل إيصال المساعدات، وأدخل السكان في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
يُدقّ صندوق الأمم المتحدة للسكان ناقوس الخطر إزاء أزمة إنسانية عميقة تتكشف في غزة، حيث يُؤدّي الحرمان من الغذاء ونظام الرعاية الصحية المُدمّر والضغط النفسي الهائل إلى عواقب كارثية على الولادات للنساء الحوامل والمواليد الجدد، مُهدّدًا حياة جيل كامل.
في خيمة ممزقة وسط غزة حيث تنبعث أعمدة دخان من بين الدمار الذي أحدثته الغارات وتهتز الأرض من شدة القصف وتنتشر روائح الموت والديناميت والمياه الآسنة؛ تسأل طفلة اسمها شام، أمها: «ماما في أكل بالجنة؟» لتجيبها الأم والدموع في عينيها «نعم يا ماما في أكل كثير وفواكه كمان» لترد الطفلة على الفور: «بدي أموت علشان آكل».
كشف تقرير حديث صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) أن هناك نحو 55,000 سيدة حامل في قطاع غزة، في ظل ظروف إنسانية وصحية متدهورة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر والحصار الخانق.
فيما تداولت وسائل إعلام عالمية صورة الطفل الفلسطيني محمد المطوق، أثارت صورته تعاطفاً واسعاً حول العالم، وجسدت قصته مأساة الآلاف من الأطفال الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة.