اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
خلافا لادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، والذي أنكر -في مؤتمر صحفي اليوم الأحد- الإبادة والتجويع في قطاع غزة، تتوالى الصور الواردة من القطاع المحاصر لتكشف حجم المأساة، حيث يموت الأطفال بين أذرع أمهاتهم على مرأى من العالم.
تشهد غزة مستويات غير مسبوقة من الجوع، ما دفع أعداداً كبيرة من السكان إلى المخاطرة بحياتهم من أجل تأمين وجبة واحدة أو حتى ما يمكن وصفه بـ"شبه وجبة".
قالت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة إن "مليون امرأة وفتاة في قطاع غزة يواجهن المجاعة"، في حين أعلن برنامج الأغذية العالمي اليوم الثلاثاء أنه لا يستطيع إدخال الكميات اللازمة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
باستخدام السواد الذي يغطي أسفل القدور الخاوية من الطعام، تُجسد الفلسطينية رغدة الشيخ عيد بلوحات فنية، المعاناة القاسية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة جراء سياسة التجويع الإسرائيلية المتزامنة مع حرب إبادة جماعية مستمرة للشهر 22.
حذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية الأربعاء من خطر تفشّي "مجاعة جماعية" في قطاع غزة المدمّر، في وقت أعلن فيه مجمّع الشفاء الطبّي أنّ 21 طفلا توفّوا في غزة خلال الساعات الـ72 الماضية "بسبب سوء التغذية والمجاعة"، وتزامنا اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأهوال التي يشهدها القطاع الفلسطيني بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، خصوصا على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق، "لا مثيل لها في التاريخ الحديث".
يواصل كيان الاحتلال، حرب الإبادة الجماعية، على قطاع غزة، عبر القصف والتجويع والحصار، وبات سكان القطاع يعيشون رعباً قاتلاً، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، أمس، حيث ما يقرب من 88% من مساحة القطاع متأثرة بأوامر التهجير أو خاضعة لسيطرة الاحتلال، في حين يُحشر نحو 2.1 مليون فلسطيني هُجِّروا مراراً في مساحة ضئيلة متبقية، مع بدء الاحتلال اجتياحاً لمدينة دير البلح، وسط القطاع، لأول مرة منذ بدء العدوان، وسط مجاعة غير مسبوقة ومشاهد بدأت تحرك الضمير العالمي لشدة قسوتها.
في صباح يوم الخميس، استيقظ سراج، أصغر أبناء إيمان النوري البالغ من العمر عامين، وهو يبكي من شدة الجوع، وطلب الحصول على الطعام.
في قلب المأساة التي يعيشها قطاع غزة، ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أشهر، برز مشهد جديد يُجسد عمق الكارثة الإنسانية هناك: أفران الطين أصبحت مشهدًا يوميًا في الشوارع، وعلى الأرصفة، وفي مخيمات النزوح التي امتلأت بالآلاف من العائلات الهاربة من القصف. عادت هذه الأفران البدائية لتكون البديل لمخابز غزة، في ظل انعدام غاز الطهي، وشحّ الوقود، وإغلاق جميع المخابز، واغلاق المعابر ما تسبب في شلل تام في الإمدادات الغذائية والطبية واللوجستية.