اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في أحد زوايا الحياة التي رممتها الإرادة، تقف مزن فضل محمد الصوص، شابة غزية تبلغ من العمر 21 عامًا، خريجة هندسة ديكور وتصميم داخلي من قسم الهندسة المعمارية، تحمل في قلبها شغفًا جماليًا يتجاوز الهندسة ليخلق الفن وسط العتمة. في زمنٍ سرقت فيه الحرب الأبسط وأغلى ما في حياة أهل غزة، وجدت مزن طريقة لاستعادة شيء من النور، لكن هذه المرة من خيمة وبإمكانيات تكاد لا تُذكر.
في قطاع غزة، لا تعني الحرب فقط القنابل والانفجارات، بل تصاحبها مجاعة صامتة، وأمومة مُنهكة، ومسؤوليات طبية ثقيلة تتقاطع جميعها فوق أكتاف النساء العاملات في القطاع الصحي هؤلاء النساء لا يقدّمن فقط الإسعافات الأولية للجرحى، بل يُسعفن أنفسهن وأطفالهن بكرامةٍ متآكلة تحت وطأة الحرمان والجوع.
بلغ الوضع الإنساني في قطاع غزة حداً من التردي والانهيار لم يصل إليه من قبل على مدى عقود من الصراع على الأراضي المحتلة، حيث طغت على القطاع مجاعة شديدة مست بشكل خاص الأطفال الصغار والرُضع، فيما نددت بسياسة التجويع التي تتبعها تل أبيب العديد من المنظمات الدولية والحقوقية.
المقال يتحدث عن الحرب غير المعلنة ضد النساء الفلسطينيات في غزة، ضحايا حرب الإبادة بشكل مباشر أو غير مباشر فيما يسمى «الضرر الجانبي» أو غير المباشر والذي ما كان يمكن أن يحدث لولا الحرب.
قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “ أونروا”، إن طفلا من كل خمسة أطفال في غزة يعاني سوء التغذية، مع تزايد الحالات يومًا بعد يوم.
حذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية الأربعاء من خطر تفشّي "مجاعة جماعية" في قطاع غزة المدمّر، في وقت أعلن فيه مجمّع الشفاء الطبّي أنّ 21 طفلا توفّوا في غزة خلال الساعات الـ72 الماضية "بسبب سوء التغذية والمجاعة"، وتزامنا اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأهوال التي يشهدها القطاع الفلسطيني بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، خصوصا على صعيد أعداد القتلى والدمار الواسع النطاق، "لا مثيل لها في التاريخ الحديث".
مها الداية، فنانة فلسطينية من غزة، توثق مآسي الحرب بالتطريز من باريس، حيث لجأت مع أسرتها بعد معاناة تحت القصف. من خلال فنها، تنسج ذاكرة الدمار والحنين، وتحوّل الألم إلى فعل مقاومة فني وإنساني.
طالبت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، الدول التي أبدت رفضها لـ"الوحشية الفادحة" التي تُرتكب في حق الفلسطينيين بـ"معاقبة إسرائيل الآن".
في خيمة ممزقة وسط غزة حيث تنبعث أعمدة دخان من بين الدمار الذي أحدثته الغارات وتهتز الأرض من شدة القصف وتنتشر روائح الموت والديناميت والمياه الآسنة؛ تسأل طفلة اسمها شام، أمها: «ماما في أكل بالجنة؟» لتجيبها الأم والدموع في عينيها «نعم يا ماما في أكل كثير وفواكه كمان» لترد الطفلة على الفور: «بدي أموت علشان آكل».
كشف تقرير حديث صادر عن صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) أن هناك نحو 55,000 سيدة حامل في قطاع غزة، في ظل ظروف إنسانية وصحية متدهورة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر والحصار الخانق.