اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في خيمة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، تجلس أم البنات، سيدة خمسينية فقدت زوجها وأبنائها الذكور الأربعة في هذه الحرب المستمرة، وبقيت وحدها تعيل بناتها وسط واقع لا يرحم. لم تكن مستعدة لتكون كل شيء في آنٍ واحد: الأم، الأب، المعيلة، الحامية، والمُسكنة للجوع والخوف. لكنها أصبحت كذلك، مجبرة لا مخيّرة.
وجّهت الكاتبة الإسرائيلية إفرات ليبوفيتز انتقادات حادة للمجتمع الإسرائيلي والديني خاصة، معتبرة أن استمرار تجاهل المجاعة والمعاناة في قطاع غزة خيانة صريحة للتعاليم اليهودية ولقيم التوراة نفسها.
يبقى الطفل الفلسطيني هو البطل في حرب الإبادة الدائرة على قطاع غزة. الأطفال هم المستقبل، وآلة القتل الإسرائيلية لا تريد فلسطينيا، ولا تريد لهذا المستقبل أن يكون. ووسط هذه الإبادة التي تدور رحاها على مرأى من العالم كله، بدت بطولة أطفال غزة، الذين قتل منهم ما لا يقل عن 30 ألف طفل، أكثر تعبيرا عن عشق الحياة، وأكثر حرصا على السلام في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية الغاشمة.
أفاد المكتب الإعلامي لحكومة حماس في قطاع غزة بالخطر الوشيك لاستشهاد أكثر من ۴۰ ألف رضيع فلسطيني. وذكر المكتب أنه […]
غزة، هذا الشريط الساحلي الضيق والمحاصر تحوّلت اليوم إلى مسرح لجريمة إنسانية موصوفة، أكثر من مليوني إنسان يُصارعون للبقاء وسط دمار شامل، قصف مستمر، انهيار النظام الصحي، والأخطر من كل ذلك مجاعة تلوح في الأفق القريب، لم يعد الجوع مجرد معاناة إنسانية أو فشل في إيصال المساعدات، بل أصبح أداة ممنهجة تُستخدم لتركيع شعب بأكمله.
تشهد غزة مستويات غير مسبوقة من الجوع، ما دفع أعداداً كبيرة من السكان إلى المخاطرة بحياتهم من أجل تأمين وجبة واحدة أو حتى ما يمكن وصفه بـ"شبه وجبة".
وسط خيام مهترئة وتحت هدير الطائرات الحربية، يستعد آلاف الطلبة الجامعيين في قطاع غزة لتقديم امتحاناتهم النهائية في ظروف غير مسبوقة، ومع توقف العملية التعليمية داخل الحرم الجامعي بسبب العدوان المتواصل، بات التعليم الإلكتروني الخيار الوحيد، لكنه لم يعد مجرد وسيلة تعليمية، بل تحوّل إلى معركة يومية يواجه فيها الطلبة تحديات نفسية وتقنية خانقة.
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين يوم الاثنين، ونقلاً عن محاميتها بعد زيارتها لسجن"الدامون"، بأن الاسيرات يتعرضن للانتهاكات المستمرة من قبل إدارة المعتقل.
يقول المثل العربي: "لا صوت يعلو فوق صوت الجوع". الآن، أصبح هذا المثل حقيقة مؤلمة تحيط بنا، وتتفاقم مع كل يوم يمر. لم أتخيل يوما أن الجوع يمكن أن يكون أشد رعبا من القنابل والقتل. لقد باغتنا هذا السلاح، وهو شيء لم نعتقد قط أنه سيكون أكثر وحشية من أي شيء آخر واجهناه في هذه الحرب التي لا نهاية لها.
في قطاع غزة حيث تحوّل الخبز إلى أمنية، والماء النقي إلى غنيمة، وحياة الأطفال إلى سباق يومي محموم ضد الجوع، تعيش آلاف العائلات على حافة الفناء الإنساني. ليست الحرب وحدها هي ما يسحق سكان غزة، بل استمرار الحصار، وانهيار النظام، وتواطؤ الصمت الدولي.