اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في مشهد يجسد أفظع صور استهداف المدنيين في الحروب، تتوالى الأخبار المفجعة يوميا عن وفاة الأطفال جوعا في قطاع غزة المحاصر، هذا الجوع الذي يُستخدم سلاحا ممنهجا لإزهاق أرواح السكان، يشهد معه القطاع كارثة إنسانية متعمدة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي استغلال التجويع أداة للضغط السياسي، وسط تواطؤ دولي، وخذلان عربي، وصمت إعلامي وأخلاقي مشين.
في أحد مفترقات حي الرمال وسط مدينة غزة، تتصاعد أعمدة الدخان من فرن بدائي صغير، تديره الجدة الفلسطينية إلهام السرساوي النازحة من حي الشجاعية شرقي المدينة نحو وسطها الذي كان منطقة راقية وتجارية من الطراز الأول قبل أن تحوله إسرائيل لمنطقة مدمرة ومكان نزوح لعشرات الآلاف من الفلسطينيين. وتجد الجدة الفلسطينية في صناعة الخبز على الحطب وسيلة لمواجهة ضيق الحال وظروف النزوح القاسية، والتي اضطرت بفعلها للنزوح نحو المحافظات الجنوبية، ومن ثم إلى محافظات الوسطى، وصولاً إلى العودة إلى منزلها والنزوح منه مجدداً بعد تجدد الحرب قبل أربعة أشهر.
قال الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، و"الائتلاف النسوي 1325"، إنه بعد ثمانية عشر شهراً من حرب الإبادة الجماعية، وفي يوم الطفل الفلسطيني، يواجه أطفال فلسطين كارثة إنسانية غير مسبوقة لم يعرف التاريخ مثلها، إذ أسفر العدوان عن استشهاد 17954 طفلا منهم 274 رضيعا، وأسفرت بسبب استهداف الأمهات بالقتل عن 39384 طفلا يتيما فقد أحد أبويه، كما اعتُقل 1055 طفلا يتعرضون للتعذيب وانتهاك طفولتهم يوميا بشكل منهجي بما فيها الانتهاكات الجنسية الجسيمة.
تواجه الحقوقية والإعلامية النمساوية أستريد فاغنر حملة كراهية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب مقاطعة من بعض أصدقاء لها وذلك بسبب موقفها الداعم للفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر والمستهدف.