اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
على مدى عامَين من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، لم تسلم النساء من فصول هذه الحرب الدامية، فقد قُتلت آلاف منهنّ وأصيبت أخريات فيما فقدت كثيرات أحبّة وعشنَ النزوح والجوع والحرمان. وكانت وكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة قد حذّرت، في أكثر من مرّة، من أنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هي "حرب على النساء". وفي الإطار نفسه، عبّرت مقرّرة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعنف ضدّ المرأة ريم السالم عن قلقها "العميق" إزاء ما تتعرّض له الفلسطينيات من عنف وصعوبات في "جحيم حقيقي".
في أحد أزقة دير البلح وسط غزة، تجلس الشابة إيمان علي على مقعد خشبي قديم، تحتضن طفلها النحيل بين ذراعيها. تروي بحزن "آخر مرة تناولنا وجبة كاملة كانت خلال هدنة مؤقتة قبل 4 أشهر. منذ ذلك الحين، نعيش على بقايا خبز أو قليل من المعكرونة، في حين يقضي طفلي الليل باكيا من شدة الجوع".
يُجبر القصف المكثف والعمليات البرية الإسرائيلية في مدينة غزة العائلات على الفرار مجددًا، دون أي ملاذ آمن. وتُجبر آلاف النساء والفتيات على المخاطرة بحياتهن على طرق غير آمنة بتكلفة باهظة، ليصلن إلى مناطق مكتظة بلا طعام أو رعاية صحية أو مأوى أو مياه نظيفة أو صرف صحي.
تعيش نساء قطاع غزة واقعاً متردياً، وتتزايد الصعوبات داخل الخيام البلاستيكية والقماشية، والتي تغيب فيها مختلف أشكال الخصوصية التي يمكنها مراعاة احتياجاتهن اليومية.
في الوقت الذي يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أكثر الفترات مأساوية في تاريخه نتيجة استمرار الحرب، لا تقتصر المعاناة على القصف والدمار والنزوح، بل تمتد إلى أزمة مناخية وبيئية تتفاقم بصمت، لتضيف بعداً خفياً لكنه بالغ التأثير، خاصة على النساء.
وسط خيام النزوح في منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة، تجلس ربا علام "أم عبيدة" (35 عامًا) أمام وعاء بلاستيكي تغسل فيه ملابس أطفالها، في طقس يومي يشبه طقوس البقاء لا الحياة، فرضته ظروف اللجوء والعيش القسري في خيمة.
في غزة، حيث يُقصف الليل والنهار، وحيث يُولد الخوف مع كل فجر، لا تقتصر المعاناة على الجراح الجسدية والخسائر المادية. فهناك نوع آخر من الألم لا يُرى بالعين، ولا يُسمع في نشرات الأخبار. هو الألم الذي يسكن الأرواح، ويتغلغل في أعماق النساء اللواتي وجدن أنفسهن يهربن من موت مؤكد إلى لجوء مؤقت داخل مراكز الإيواء، تاركات خلفهن منازلهن وخصوصيتهن وأمانهن الشخصي.
يعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن صدمته إزاء استئناف الغارات الجوية في أنحاء قطاع غزة. وقد قتل بالفعل عدد كبير من المدنيين ، كما تأثر عدد من موظفي الأمم المتحدة بالعنف، حيث قُتل أحدهم بشكل مأساوي في هجمات يوم أمس، ومع استئناف القتال، سيرتفع عدد القتلى بشكل كبير.
تُعرب هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن قلقها البالغ إزاء تجدد الهجمات وتصاعد وتيرتها على قطاع غزة مما أسفر عن ارتقاء حوالي 436 فلسطينياً، بينهم ما لا يقل عن 93 امرأة و183 طفلاً خلال الـ 48 ساعة الماضية، وإصابة عدد كبير من الأشخاص.
استقبل الموريتانيون السنة الجديدة بالمزيد من الإصرار على مؤازرة الأهالي في غزة ومناصرتهم على جبهات الاحتجاج المستمر والمركز على واجهة السفارة الأمريكية في نواكشوط، ومن خلال مهرجانات التحسيس ومواصلة تسيير قوافل الغذاء وتوزيع الملابس الشتوية. وكان النشاط الأبرز الذي استهل به الموريتانيون نشاطهم في العام الجديد هو المهرجان الضخم الذي نظمته نساء الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني ساحة قصر المؤتمرات بنواكشوط، بحضور نخبة من العلماء والدعاة وشخصيات من فلسطين.