اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
في الوقت الذي يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أكثر الفترات مأساوية في تاريخه نتيجة استمرار الحرب، لا تقتصر المعاناة على القصف والدمار والنزوح، بل تمتد إلى أزمة مناخية وبيئية تتفاقم بصمت، لتضيف بعداً خفياً لكنه بالغ التأثير، خاصة على النساء.
وسط خيام النزوح في منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة، تجلس ربا علام "أم عبيدة" (35 عامًا) أمام وعاء بلاستيكي تغسل فيه ملابس أطفالها، في طقس يومي يشبه طقوس البقاء لا الحياة، فرضته ظروف اللجوء والعيش القسري في خيمة.
في غزة، حيث يُقصف الليل والنهار، وحيث يُولد الخوف مع كل فجر، لا تقتصر المعاناة على الجراح الجسدية والخسائر المادية. فهناك نوع آخر من الألم لا يُرى بالعين، ولا يُسمع في نشرات الأخبار. هو الألم الذي يسكن الأرواح، ويتغلغل في أعماق النساء اللواتي وجدن أنفسهن يهربن من موت مؤكد إلى لجوء مؤقت داخل مراكز الإيواء، تاركات خلفهن منازلهن وخصوصيتهن وأمانهن الشخصي.
يعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن صدمته إزاء استئناف الغارات الجوية في أنحاء قطاع غزة. وقد قتل بالفعل عدد كبير من المدنيين ، كما تأثر عدد من موظفي الأمم المتحدة بالعنف، حيث قُتل أحدهم بشكل مأساوي في هجمات يوم أمس، ومع استئناف القتال، سيرتفع عدد القتلى بشكل كبير.
تُعرب هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن قلقها البالغ إزاء تجدد الهجمات وتصاعد وتيرتها على قطاع غزة مما أسفر عن ارتقاء حوالي 436 فلسطينياً، بينهم ما لا يقل عن 93 امرأة و183 طفلاً خلال الـ 48 ساعة الماضية، وإصابة عدد كبير من الأشخاص.
استقبل الموريتانيون السنة الجديدة بالمزيد من الإصرار على مؤازرة الأهالي في غزة ومناصرتهم على جبهات الاحتجاج المستمر والمركز على واجهة السفارة الأمريكية في نواكشوط، ومن خلال مهرجانات التحسيس ومواصلة تسيير قوافل الغذاء وتوزيع الملابس الشتوية. وكان النشاط الأبرز الذي استهل به الموريتانيون نشاطهم في العام الجديد هو المهرجان الضخم الذي نظمته نساء الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني ساحة قصر المؤتمرات بنواكشوط، بحضور نخبة من العلماء والدعاة وشخصيات من فلسطين.
شاركت عشرات الحقوقيات بالمغرب، السبت، في وقفة احتجاجية بمدينة الدار البيضاء (غرب)، للمطالبة بحماية النساء بفلسطين، ووقف الإبادة الإسرائيلية ضد غزة .
تبدو يوميات النساء في قطاع غزة قاسية، ليكنّ إلى جانب الأطفال الأكثر تأثراً بالعدوان الإسرائيلي المستمر في ظل عدم توفر المستلزمات الأساسية.
في زمن الحروب والأزمات، يُسجَّل تزايد في العنف ضدّ المرأة التي تُعَدّ من بين الفئات الأكثر هشاشة في ظروف مماثلة، ولعلّ كثيرات هنّ النساء في لبنان اللواتي يتعرّضنَ للعنف اليوم. ويتفاقم الوضع وسط التهجير وكذلك اللجوء إلى مراكز نزوح تكون مكتظّة في الغالب، الأمر الذي يحتّم تدخّل منظمات تُعنى بشؤون المرأة وحقوقها وغيرها من الجهات بهدف نشر التوعية وتأمين الدعم للنساء وكذلك الرعاية والحماية من انتهاكات وممارسات يُدرَج عدد منها في قائمة "جرائم الحرب". كذلك يبرز العنف الأسري في النزاعات، وتقع المرأة بالتالي ضحية مختلف أنواعه، من بينها الجسدي والمعنوي والجنسي والاقتصادي.
اهدت المحامية الإيرلندية "بلين ني غرالاي كيه سي"، المشهورة ببيانها القوي أثناء تقديم المشورة لجنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، جائزة تاتلر الأيرلندية التي حصلت عليها للنساء في غزة وفلسطين.